منهجية حجاب الزهراء(عليها السلام) فكرا وسلوكا
ذكرت الروايات الكثيرة هيئة سيدة النساء (عليها السلام) لما خرجت من دارها متجهة نحو مسجد ابيها (ص) لإلقاء خطبتها الخالدة - ولم يكن بين دارها والمسجد سوى باب الدار - بأنها لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، أي كانت في غاية التحفظ والتستر فكانت (تطأ ذيولها) وهو كناية عن رعايتها الشديدة لمسألة الحجاب ومرة اخرى تتستر عن رجل اعمى لا يبصر فتجعل بينها وبينه حجابا ، مع انه لا يبصر ذلك لأن مسألة الحجاب في فكر الزهراء(عليها السلام) لا تتوقف على ان لا ينظر الاجنبي للمرأة فقط : بل ويشتمل ألا يشم الأجنبي رائحة طيبة منها أو يسمع صوتا فيه رقة مثيرة . وأيضا ألا تنظر المرأة إليه لأن الله تعالى لم يأمر الرجال فقط بالغض من أبصارهم ، بل أمر النساء بالغض من ابصارهن أيضا ، فقال تعالى [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن]
الامر الذي جعل بضعة رسول الله (ص) تجعل بينها وبين الأعمى حـجـابا ، في الرواية التي يذكرها الامام الكاظم(عليه السلام) عن آبائه قال [قال علي (عليه السلام) أستأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته ، فقال رسول الله (ص) لها : لم حجبتيه وهو لا يراك ؟ فقالت (عليها السلام) إن لم يكن يراني فإني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله (ص): أشهد أنك بـضـعة مـنـي ]. ولا يخفى أن سؤال الرسول(ص) لابنته فاطمة(عليها السلام) {لم حجبتيه وهو لا يراك؟} لم يكن اعتراضا على سلوكها ، لان هذا يكذبه حديث الرسول (ص) مع زوجتيه أم سلمة وميمونة لما أمرهما بالاحتجاب عن ابن ام مكتوم الأعمى فقالتا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ؟ أجابهما (ص) : أفعمياوان أنتما لا تبصرانه ؟ وانما أراد (ص) من سؤال ابنته (عليها السلام) أن ينطق لسانها بذلك العلم الرباني الذي حواه صدرها وترجمه سلوكها ليبقى ذلك آية بينة الى فضلها ما كر الجديدان .
{ اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما احصاه كتابك واحاط به علمك}
ذكرت الروايات الكثيرة هيئة سيدة النساء (عليها السلام) لما خرجت من دارها متجهة نحو مسجد ابيها (ص) لإلقاء خطبتها الخالدة - ولم يكن بين دارها والمسجد سوى باب الدار - بأنها لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها، أي كانت في غاية التحفظ والتستر فكانت (تطأ ذيولها) وهو كناية عن رعايتها الشديدة لمسألة الحجاب ومرة اخرى تتستر عن رجل اعمى لا يبصر فتجعل بينها وبينه حجابا ، مع انه لا يبصر ذلك لأن مسألة الحجاب في فكر الزهراء(عليها السلام) لا تتوقف على ان لا ينظر الاجنبي للمرأة فقط : بل ويشتمل ألا يشم الأجنبي رائحة طيبة منها أو يسمع صوتا فيه رقة مثيرة . وأيضا ألا تنظر المرأة إليه لأن الله تعالى لم يأمر الرجال فقط بالغض من أبصارهم ، بل أمر النساء بالغض من ابصارهن أيضا ، فقال تعالى [قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن]
الامر الذي جعل بضعة رسول الله (ص) تجعل بينها وبين الأعمى حـجـابا ، في الرواية التي يذكرها الامام الكاظم(عليه السلام) عن آبائه قال [قال علي (عليه السلام) أستأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته ، فقال رسول الله (ص) لها : لم حجبتيه وهو لا يراك ؟ فقالت (عليها السلام) إن لم يكن يراني فإني أراه ، وهو يشم الريح ، فقال رسول الله (ص): أشهد أنك بـضـعة مـنـي ]. ولا يخفى أن سؤال الرسول(ص) لابنته فاطمة(عليها السلام) {لم حجبتيه وهو لا يراك؟} لم يكن اعتراضا على سلوكها ، لان هذا يكذبه حديث الرسول (ص) مع زوجتيه أم سلمة وميمونة لما أمرهما بالاحتجاب عن ابن ام مكتوم الأعمى فقالتا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ؟ أجابهما (ص) : أفعمياوان أنتما لا تبصرانه ؟ وانما أراد (ص) من سؤال ابنته (عليها السلام) أن ينطق لسانها بذلك العلم الرباني الذي حواه صدرها وترجمه سلوكها ليبقى ذلك آية بينة الى فضلها ما كر الجديدان .
{ اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما احصاه كتابك واحاط به علمك}
تعليق