شبهات حول ظلامة الزهراء عليها السلام :
في الواقع لا اريد ان اتكلم عن اثبات اصل ظلامة الزهراء عليها السلام من كسر ظلعها وقتل جنينها وحرق دارها وما شابهه لان ذلك بات اليوم من الواضحات التي لا يجادل فيها الا مغرض مكابر انما اريد الكلام حول بعض الشبهات التي يثيرهاالبعض من هنا وهناك او هي تطرح نفسها في أذهان الموالين وهذه الشبهات تتركز في الواقع حول ثلاث مسائل هي كالتالي:
الاولى: لماذا لم ينجد امير المؤمنين عليه السلام الزهراء وهي في ذلك الموقف العصيب؟
الجواب: ان الاعتقاد بعدم نجدته عليه السلام للزهراء اعتقاد خاطىء على الرغم من شهرته بين بعض الموالين والا فكتب التأريخ تؤكد انه صلوات الله عليه ما ان سمع صوتها يعلوا فزع لنجدتها كالليث الغضبان واليك بعض الروايات الدالة على ذلك:
1- رواية سليم بن قيس الهلالي(ت90هـ) في كتابه ص75 ان عمرا لما ضرب الزهراء عليها السلام نادت : يارسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي عليه السلام من دون سيفه فأخذ بتلابيبه – اي بأطراف ثوب عمر –ثم نتره –اي جذبه بقوة- فصرعه ووجأ انفه ورقبته –اي وضع قدمه الشريفة عليهما كما في بعض الروايات- وهم بقتله فذكر قول رسول الله صلى الله عليه واله وما اوصاه به ، فقال : والذي كرم محمدا بالنبوة يابن صهاك لو لا كتاب من الله سبق وعهد عهده الي رسول الله لعلمت انك لا تدخل بيتي) وهكذا يستمر سليم في سرد الخبر من استغاثة عمر وهو في هذه الحال بالناس وراح ينادي تحاوشوه فانه موصى فأرسل له ابو بكر قنفذ في جماعة كبيرة فثار علي عليه السلام الى سيفه فحالوا دونه وتكاثروا عليه حتى قيدوه بالحبال.
2- رواية بحار الانوار ج 30 ص393 والتي فيها ان عمرا لما هرب من امير المؤمنين عليه السلام الى خارج الدار قال لخالد وقنفذ نجوت من امر عظيم وفي اخرى ص 395 قال لهما جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي.
3- ذكر اليعقوبي(292هــ) في تاريخه ج2 ص85 ان عمرا لما هجم على الدار خرج له الامام علي عله السلام فتصارعا ولكن اليعقوبي غلط بل اظنه تعمد الغلط حفظا لماء وجه اسلافه وقال ان عمرا كسر سيف علي وقد عرفت من رواية سليم ان امير المؤمنين عليه السلام خرج مسرعا لنجدة الزهراء من دون سيفه وانهم حالوا بينه وبين سيفه نعم في نفس الحادثة تم كسر سيف الزبير الذي سبق الامام عليه السلام بالخروج.
وهكذا غيرها الكثير من الروايات وشهادات المؤرخين التي تثبت ان امير المؤمنين عليه السلام انتفض لنجدة الزهراء ولا تبقي مجالا للتشكيك نعم ان حركة امير المؤمنين عليه السلام كانت مقيدة بالوصية كما اتضح من رواية سليم وهذه الوصية لم يقتصر نقلها على اصحابنا فحسب بل ما أكثر ذكرها في كتب القوم ولكن اقتصر على ذكر المصادر فحسب تلافيا للاطالة فقد ذكرها كل من سليم بن قيس في كتابه ص65 والبخاري في التأريخ الكبير ج1 ص440 ح330 وابن عساكر في تأريخ دمشق ج42 ص323 واحمد بن حنبل في مسنده (ومن مسند علي ح657) وغيرهم لا سيما الشيخ الكليني ت329هـ رحمه الله تعالى في اصول الكافي ج1 ص282 فهو حديث عجيب فيه ان جبرائيل ع نزل على النبي صلى الله عليه وآله بوصية من الله تعالى من ضمنها ان يصبر الوصي وهو امير المؤمنين عليه السلام على هتك حرمته وهي حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما سمع امير المؤمنين عليه السلام هذه الكلمة صعق وسقط على وجهه فهو روحي فداه لا يطيق سماعها فضلا عن معايشتها ولكن مع ذلك صبر طاعة لامر الله تعالى فساعد الله قلبك يا سيدي .
-(اما الشبهة الثانية )فهي : لماذا بادرت الزهراء عليها السلام الى فتح الباب مع ان امير المؤمنين عليه السلام موجود في الدار الا يفترض ان يبادر الى فتح الباب بنفسه؟
جوابها في عدة امور:
1- ان الزهراء عليها السلام لم تفتح الباب فهذا غلط شائع انما كلمتهم من وراء الباب بل ان بعض الروايات تصرح بأنها عليها السلام كانت قبل وصولهم قريبة من الباب فلما شعرت بهم احكمت اغلاق الباب كما في رواية تفسير العياشي ت320 ج2 ص67 وكذا رواية الشيخ المفيد ت413هــ في كتاب الاختصاص ص186 وكذا في البحار ج28 ص227 وكتاب سليم بن قيس وغيره.
2- ان الزهراء عليها السلام هي التي بادرت ال تكليم القوم والاحتجاج عليهم لاجل اداء تكليفها الشرعي في الدفاع عن الامامة قدر المستطاع وليس ولا يتصور ان يمنعها امير المؤمنين عليه السلام من اداء تكليفها الشرعي وقد بينت سلام الله عليه ذلك عندما قال لها عمر لعنه الله: ما بال ابن عمك اوردك للجواب وجلسمن وراء الحجاب. فأجابته صلوات الله عليها :طغيانك ياشقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوي . اي انها عليها السلام خرجت لاقامة الحجة.
3- ان تصدي المرأة لاداء دورها الرسالي والقاء الحجة غير مخالف للغيرة والحمية وهذه المسألة لا تختلف عن حمل الامام الحسين عليه السلام لزينب وسائر النساء معه مع علمه بانهن سيسبين فالذي يقال هنا بعينه يقال هناك.
4- لقد ورد في كثير من الموارد ان النبي صلى الله عليه واله كان يأمر احدى زوجاته بفتح الباب للطارق اذا اقتضى الامر ذلك فانظر مثلا تاريخ دمشق ج3 ص164 وغيره الكثير فيظهر منه ان ذلك لا علقة له بالحمية والغيرة
-(اما الشبهة الثالثة) فهي: كيف يتصور خروج الزهراء وهي المعصومة وسيدة نساء الجنة للقوم من دون حجاب كما ورد في بعض روايات الحادثة ؟
وجوابها بعدة طرق :
1- ن الحجاب المقصود ليس هو ما يستر الرأس والبدن انما هو الحجاب المقصود في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) الاحزاب 53 فقد كان متعارف ان يضرب بين الرجل والمرأة ستار لتكلمه من خلفه وهذا ما فعلوه عندما خطبت سلام الله عليها في المسجد وعندما كلمتهم من وراء الباب كان الباب هو الحجاب فلما كسروا الباب كانت عليها السلام تكلمهم من دون حجاب
2- ولكن بعض الروايات كما في رواية سليم بن قيس عن سلمان المحمدي والتي نظمها الشاعر القزويني وكثيرا ما يقرؤه الخطباء لم تذكر الحجاب وانما ذكرت الخمار والخمار له معنى اصطلاحي وهو خصوص ساتر الرأس وله معنى لغوي وهو مرادف للحجاب كما في المعاجم فيكون الجواب هو الجواب.
3- واما على فرض ارادة المعنى الاصطلاحي للخمار فمع انه بعيد جدا الا انه ممكن وجوابه واضح اذا ما التفتنا الى رواية الاحتجاج التي سبقت الاشارة اليها وغيرها مما يدل على انها عليها السلام كانت قريبة من الباب قبل مجيئهم ففاجئوها بوصولهم واقتحامهم للدار فلم تتأهب سلام الله عليها لذلك ولكن هذا الجواب في النفس منه شيء.
في الواقع لا اريد ان اتكلم عن اثبات اصل ظلامة الزهراء عليها السلام من كسر ظلعها وقتل جنينها وحرق دارها وما شابهه لان ذلك بات اليوم من الواضحات التي لا يجادل فيها الا مغرض مكابر انما اريد الكلام حول بعض الشبهات التي يثيرهاالبعض من هنا وهناك او هي تطرح نفسها في أذهان الموالين وهذه الشبهات تتركز في الواقع حول ثلاث مسائل هي كالتالي:
الاولى: لماذا لم ينجد امير المؤمنين عليه السلام الزهراء وهي في ذلك الموقف العصيب؟
الجواب: ان الاعتقاد بعدم نجدته عليه السلام للزهراء اعتقاد خاطىء على الرغم من شهرته بين بعض الموالين والا فكتب التأريخ تؤكد انه صلوات الله عليه ما ان سمع صوتها يعلوا فزع لنجدتها كالليث الغضبان واليك بعض الروايات الدالة على ذلك:
1- رواية سليم بن قيس الهلالي(ت90هـ) في كتابه ص75 ان عمرا لما ضرب الزهراء عليها السلام نادت : يارسول الله لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ، فوثب علي عليه السلام من دون سيفه فأخذ بتلابيبه – اي بأطراف ثوب عمر –ثم نتره –اي جذبه بقوة- فصرعه ووجأ انفه ورقبته –اي وضع قدمه الشريفة عليهما كما في بعض الروايات- وهم بقتله فذكر قول رسول الله صلى الله عليه واله وما اوصاه به ، فقال : والذي كرم محمدا بالنبوة يابن صهاك لو لا كتاب من الله سبق وعهد عهده الي رسول الله لعلمت انك لا تدخل بيتي) وهكذا يستمر سليم في سرد الخبر من استغاثة عمر وهو في هذه الحال بالناس وراح ينادي تحاوشوه فانه موصى فأرسل له ابو بكر قنفذ في جماعة كبيرة فثار علي عليه السلام الى سيفه فحالوا دونه وتكاثروا عليه حتى قيدوه بالحبال.
2- رواية بحار الانوار ج 30 ص393 والتي فيها ان عمرا لما هرب من امير المؤمنين عليه السلام الى خارج الدار قال لخالد وقنفذ نجوت من امر عظيم وفي اخرى ص 395 قال لهما جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي.
3- ذكر اليعقوبي(292هــ) في تاريخه ج2 ص85 ان عمرا لما هجم على الدار خرج له الامام علي عله السلام فتصارعا ولكن اليعقوبي غلط بل اظنه تعمد الغلط حفظا لماء وجه اسلافه وقال ان عمرا كسر سيف علي وقد عرفت من رواية سليم ان امير المؤمنين عليه السلام خرج مسرعا لنجدة الزهراء من دون سيفه وانهم حالوا بينه وبين سيفه نعم في نفس الحادثة تم كسر سيف الزبير الذي سبق الامام عليه السلام بالخروج.
وهكذا غيرها الكثير من الروايات وشهادات المؤرخين التي تثبت ان امير المؤمنين عليه السلام انتفض لنجدة الزهراء ولا تبقي مجالا للتشكيك نعم ان حركة امير المؤمنين عليه السلام كانت مقيدة بالوصية كما اتضح من رواية سليم وهذه الوصية لم يقتصر نقلها على اصحابنا فحسب بل ما أكثر ذكرها في كتب القوم ولكن اقتصر على ذكر المصادر فحسب تلافيا للاطالة فقد ذكرها كل من سليم بن قيس في كتابه ص65 والبخاري في التأريخ الكبير ج1 ص440 ح330 وابن عساكر في تأريخ دمشق ج42 ص323 واحمد بن حنبل في مسنده (ومن مسند علي ح657) وغيرهم لا سيما الشيخ الكليني ت329هـ رحمه الله تعالى في اصول الكافي ج1 ص282 فهو حديث عجيب فيه ان جبرائيل ع نزل على النبي صلى الله عليه وآله بوصية من الله تعالى من ضمنها ان يصبر الوصي وهو امير المؤمنين عليه السلام على هتك حرمته وهي حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما سمع امير المؤمنين عليه السلام هذه الكلمة صعق وسقط على وجهه فهو روحي فداه لا يطيق سماعها فضلا عن معايشتها ولكن مع ذلك صبر طاعة لامر الله تعالى فساعد الله قلبك يا سيدي .
-(اما الشبهة الثانية )فهي : لماذا بادرت الزهراء عليها السلام الى فتح الباب مع ان امير المؤمنين عليه السلام موجود في الدار الا يفترض ان يبادر الى فتح الباب بنفسه؟
جوابها في عدة امور:
1- ان الزهراء عليها السلام لم تفتح الباب فهذا غلط شائع انما كلمتهم من وراء الباب بل ان بعض الروايات تصرح بأنها عليها السلام كانت قبل وصولهم قريبة من الباب فلما شعرت بهم احكمت اغلاق الباب كما في رواية تفسير العياشي ت320 ج2 ص67 وكذا رواية الشيخ المفيد ت413هــ في كتاب الاختصاص ص186 وكذا في البحار ج28 ص227 وكتاب سليم بن قيس وغيره.
2- ان الزهراء عليها السلام هي التي بادرت ال تكليم القوم والاحتجاج عليهم لاجل اداء تكليفها الشرعي في الدفاع عن الامامة قدر المستطاع وليس ولا يتصور ان يمنعها امير المؤمنين عليه السلام من اداء تكليفها الشرعي وقد بينت سلام الله عليه ذلك عندما قال لها عمر لعنه الله: ما بال ابن عمك اوردك للجواب وجلسمن وراء الحجاب. فأجابته صلوات الله عليها :طغيانك ياشقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوي . اي انها عليها السلام خرجت لاقامة الحجة.
3- ان تصدي المرأة لاداء دورها الرسالي والقاء الحجة غير مخالف للغيرة والحمية وهذه المسألة لا تختلف عن حمل الامام الحسين عليه السلام لزينب وسائر النساء معه مع علمه بانهن سيسبين فالذي يقال هنا بعينه يقال هناك.
4- لقد ورد في كثير من الموارد ان النبي صلى الله عليه واله كان يأمر احدى زوجاته بفتح الباب للطارق اذا اقتضى الامر ذلك فانظر مثلا تاريخ دمشق ج3 ص164 وغيره الكثير فيظهر منه ان ذلك لا علقة له بالحمية والغيرة
-(اما الشبهة الثالثة) فهي: كيف يتصور خروج الزهراء وهي المعصومة وسيدة نساء الجنة للقوم من دون حجاب كما ورد في بعض روايات الحادثة ؟
وجوابها بعدة طرق :
1- ن الحجاب المقصود ليس هو ما يستر الرأس والبدن انما هو الحجاب المقصود في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) الاحزاب 53 فقد كان متعارف ان يضرب بين الرجل والمرأة ستار لتكلمه من خلفه وهذا ما فعلوه عندما خطبت سلام الله عليها في المسجد وعندما كلمتهم من وراء الباب كان الباب هو الحجاب فلما كسروا الباب كانت عليها السلام تكلمهم من دون حجاب
2- ولكن بعض الروايات كما في رواية سليم بن قيس عن سلمان المحمدي والتي نظمها الشاعر القزويني وكثيرا ما يقرؤه الخطباء لم تذكر الحجاب وانما ذكرت الخمار والخمار له معنى اصطلاحي وهو خصوص ساتر الرأس وله معنى لغوي وهو مرادف للحجاب كما في المعاجم فيكون الجواب هو الجواب.
3- واما على فرض ارادة المعنى الاصطلاحي للخمار فمع انه بعيد جدا الا انه ممكن وجوابه واضح اذا ما التفتنا الى رواية الاحتجاج التي سبقت الاشارة اليها وغيرها مما يدل على انها عليها السلام كانت قريبة من الباب قبل مجيئهم ففاجئوها بوصولهم واقتحامهم للدار فلم تتأهب سلام الله عليها لذلك ولكن هذا الجواب في النفس منه شيء.
تعليق