بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين
ولابد من ان نبحث عن العوامل والاسباب التي تحصننا في هذه المسيره من السقوط وتعصمنا من الشيطان، ومن ضعف انفسنا، ووسائل التحصن والعصمه في حياه العاملين ?ثيره.
واهمها اربعه يذ?رها القرآن:
1- الاستعانه بالصبر والصلاه.
2- الولاء.
3- الميراث.
4- الانتظار.
وفي ما يلي توضيح موجز لهذه الوسائل الاربع: 1- الاستعانه بالصبر والصلاه، يقول تعالي: (واستعينوا بالصبر والصلاه) «البقره 45».
ويقول تعالي: (يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاه) «البقره 153».
وفي سوره هود يشد اللّه علي قلب رسوله(ص) في وسط المعر?ه الضاريه، التي ?ان يخوضها مع ائمه الشر? في الجزيره، فيقص له قصه مسيره التوحيد الطويله. ثم يقول تعالي لرسوله(ص) بعد استعراض هذه المسيره الطويله: (فاستقم ?ما امرت ومن تاب مع? ولا تطغوا انه بما تعملون بصير- ولا تر?نوا الي الذين ظلموا فتمس?م النار وما ل?م من دون اللّه من اولياء ثم لا تنصرون- واقم الصلاه طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذل? ذ?ري للذا?رين- اصبر فان اللّه لا يضيع اجر المحسنين) «هود/112-115».
والصبر هو الثبات لسنن اللّه تعالي. وتجري المعار? بموجب سنن اللّه. والذي يريد ان يربح المعر?ه لابد من ان يعرف هذه السنن ويثبت لها ويقابلها بما ي?افئها ويقابلها في سنن اللّه.
واعداد القوه الم?افئه لقوه العدو في ساحه المعر?ه او في الساحه السياسيه او الاعلام.. من الصبر. ان الصبر ليس بمعني ان يتحمل الانسان العدو، بل بمعني ان يقاوم ويثبت للعدو ولا ينهار ولا ينسحب من مواجهته، حتي يتم?ن من ردعه ودفعه بقوه م?افئه لقوته، وهو المعني الايجابي للصبر.
والصلاه تمثل الارتباط باللّه وذ?ره، والانسان المسلم في وسط المعر?ه لا بد من ان يستعين باللّه وبذ?ره ذ?را ?ثيرا، ويستمد القوه والعزم من اللّه ويشد حبله بحبل اللّه فاذا وصل الانسان حبله بحبل اللّه تعالي في ساحه المعر?ه، فانه لا يخاف ولا يجبن ولا يضعف، وهذا هو معني الصبر والصلاه.
2- الولاء المسلمون نسيج واحد، بعضهم من بعض، تربط بعضهم ببعض علاقه عضويه متينه هي علاقه الولاء. وهذا الولاء هو الولاء علي الخط الافقي في مقابل الولاء للّه تعالي ورسوله واولياء الامور، وهو الولاء علي الخط العمودي في نسيج المجتمع الاسلامي.
والي هذه العلاقه العضويه التي تشد الامه المسلمه بعضها ببعض، وت?ون منها ?تله مترابطه واحده تشير الايه ال?ريمه (والمومنون بعضهم اولياء بعض) «التوبه/71». وهذا الولاء يتضمن التحابب والتناصر والتضامن، والت?افل والتعاون والتسالم والتناصح.
والامه التي يرتبط بعضها ببعض بهذه الوشائج القويه امه متماس?ه قويه في ساحه المعر?ه، ولامر ما يجعل اللّه تعالي اساس العلاقه بين اطراف هذه الامه واعضائها علي اساس الولاء.
فان علاقته امتن علاقه في الاسره الواحده.
ولما ?انت مهمه هذه الامه الاولي هي المواجهه والتحدي في ساحه الصراع، فلا بد من ان تتمتع ببناء داخلي قوي ونسيج مح?م ومتين لتستطيع ان تقاوم ضراوه المعر?ه الحاسمه التي تدخلها هذه الامه. ومن دون هذا الولاء المتين الذي يشد بعض المسلمين الي بعض لا تستطيع هذه الامه ان تقاوم جبهه ال?فر والنفاق في هذه المعر?ه المصيريه. وهذه الامه مجتمعه تعتصم بحبل اللّه، وهي ?تله واحده، ومجموعه واحده، واسره واحده، في مواجهه ائمه ال?فر (واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا) «آل عمران/103».
وفي هذه الايه يامرهم اللّه تعالي بالاعتصام اولا بحبل اللّه في ساحه المعر?ه وان ي?ون هذا الاعتصام من قبل الجميع (جميعا).
فان الصراع يتطلب من ?ل من الطرفين المتصارعين ان يستحضر ?ل قوته. وقوه هذه الامه في امرين: في اعتصامها باللّه وفي اجتماعها ووحده ?لمتها في هذا الاعتصام.
3- الميراث ومن الضروري ان يستحضر اعضاء هذه الاسره، في ساحه المعر?ه، عراقه هذه الاسره في التاريخ، وجذورها التاريخيه.
فان معرفه هذه العراقه والعمق التاريخي لهذه الاسره واستحضارها في ساحه المواجهه تمنح الدعاه والعاملين في سبيل اللّه في ساعه المواجهه قوه وصلابه ومتانه واستح?اما ا?ثر. فليست هذه الحر?ه ال?بيره في التاريخ حر?ه مبتوره الجذور، وانما هي تضرب في اعماق التاريخ من آدم الي نوح الي ابراهيم والي رسول اللّه(ص). وحر?ه تمل? هذا العمق والعراقه، وتثبت لموامرات المشر?ين و?يدهم وم?رهم طوال عشرات القرون، حريه بان تثبت وتثبت جدارتها و?فاءتها في هذه المعر?ه. ان اسره التوحيد شجره طيبه علي وجه الارض اصلها ثابت وفرعها في السماء.
(الم تر ?يف ضرب اللّه مثلا ?لمه طيبه ?شجره طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء- توتي ا?لها ?ل حين ياذن ربها ويضرب اللّه الامثال للناس لعلهم يتذ?رون) «ابراهيم/24-25».
والشر? ?ذل? اسره الا انها اسره مبتوره اجتثت من فوق الارض مالها من قرار. وانه لمن الضروري لاعضاء هذه الاسره الداعيه الي اللّه، ان تستحضر جذورها وعمقها وعراقتها في التاريخ، وصلتها بالصديقين والصالحين والرا?عين والساجدين والذا?رين اللّه والدعاه له.
ولامر ما نحيي الحسين(ع) ونسلم عليه بهذا الميراث الضخم الذي يرثه من آبائه عليهم السلام، من آدم الي نوح الي ابراهيم الي رسول اللّه(ص) فنقول: (السلام علي? يا وارث آدم صفوه اللّه، السلام علي? يا وارث نوح نبي اللّه، السلام علي? يا وارث ابراهيم خليل اللّه).
انه لمهم الضروري، في ساحه المعر?ه، ان يستحضر الانسان هذا العمق وهذه العراقه، فانها تعصمه وتحصنه وتدعمه في وسط هذه المعر?ه الضاريه.
4- الانتظار والامل والانتظار رابع العوامل التي تمد الانسان بالحر?ه، فانه الانتظار يبعث الامل في نفسه، والامل يمنحه القدره علي المقاومه والحر?ه، ان الغريق الذي ينتظر وصول فريق الانقاذ، ويقاوم اضعاف ما يقاوم الغريق الذي يفقد الامل من الانقاذ.ان الايمان ب (وراثه الصالحين) للارض و(امامه المستضعفين المومنين) وان (العاقبه للمتقين)، يمنح الصالحين والمتقين ثقه وقوه، ويثبت اقدامهم علي ارض المعر?ه، ويمنحهم قدره علي مواجهه الصعاب وتحدي الجبابره والمست?برين في اشق الظروف واقساها ويحول بينهم وبين الانهيار والهزيمه النفسيه في ظروف المحنه الصعبه.
ولامر ما يو?د القرآن ال?ريم علي حقيقه (والعاقبه للمتقين) «الاعراف: 128». ويقرر وراثه الصالحين للارض ويو?دها ?ما قررها اللّه تعالي من قبل في (الزبور).
(ولقد ?تبنا في الزبور من بعد الذ?ر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) «الانبياء/105».
ولاهميه هذه الحقيقه، وضروره تا?يدها وتعميقها في نفوس المومنين، وبناء العقليه الاسلاميه عليها، يقررها اللّه تعالي في (الذ?ر) و(الزبور) معا. ويقرر اللّه تعالي امامه المستضعفين في الارض وقيمومتهم علي مسيره الحضاره الانسانيه.. وهذا اقرار من اللّه تعالي واراده حتميه منه سبحانه، اذا استجاب المستضعفون لما يامرهم به ويدعوهم اليه، من الايمان والعمل الصالح.
يقول تعالي: (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين ونم?ن لهم في الارض) «القصص/5 و6».
وهاتان الايتان، وان ?انتا واردتين، في قصه امر موسي(ع) وفرعون وهامان، فان الاراده الالهيه لامامه المستضعفين المحرومين مطلقه وغير مقيده بشي ء الا الاستجابه لما يدعو اللّه تعالي اليه المومنين من الايمان والعمل الصالح، وهذا الوعد الالهي بامامه المستضعفين في الارض يمنح المومنين المستضعفين قوه وثقه وطمانينه، ومقاومه وصبرا علي تحمل متاعب الساحه والصراع، وثباتا علي الاذي، ويثبت اقدامهم علي ارض المعر?ه شانه في ذل? شان اي انتظار حقيقي للانقاذ يبعث الامل في نفوس المقاتلين في ساحات القتال. وفي وسط المعر?ه، في مواجهه فرعون وهامان يثبت رسول اللّه موسي بن عمران(ع) قومه من بني اسرائيل في ساحه المواجهه والمعر?ه، بوعد اللّه وانتظار الفرج، وانتظار المدد من اللّه تعالي.تاملوا في هذه الايات المبار?ات من سوره الاعراف (قال موسي لقومه استعينوا باللّه واصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبه للمتقين- قالوا: اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا. قال: عسي رب?م ان يهل? عدو?م ويستخلف?م في الارض فينظر ?يف تعملون) «الاعراف/128 و129». فيحاول نبي اللّه موسي بن عمران(ع) ان يشعر بني اسرائيل في ساحه المعر?ه، وفي ساعه المواجهه بالامل باللّه تعالي. ووعد اللّه، وانتظار الفرج. ويقرر لهم هذا القرار الالهي العظيم: (قال موسي لقومه: استعينوا باللّه واصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبه للمتقين).
ومن عجب ان ربط موسي بن عمران عليه بين (الصبر) و(الانتظار) لوعد اللّه (اصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده) ويحاول بنو اسرائيل ان يعيدوا نبيهم(ع) من انتظار المستقبل الي مراره الحاضر، فيقولون له: (اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا) فيعود موسي بن عمران(ع) اليهم مره ثانيه ليعيدهم بالنبره نفسها المطمئنه الي انتظار وعد اللّه والصبر علي الاذي حتي ياذن اللّه بالفرج، وهو قريب. (قال: عسي رب?م ان يهل? عدو?م ويستخلف?م في الارض فينظر ?يف تعملون).
اذن فان اللّه تعالي يريد لهذه الامه ان يثقفها علي (الوراثه) و (الانتظار)، وراثه الانبياء والصالحين وانتظار وعد اللّه تعالي بالفرج وامامه الصالحين. وحر?ه التوحيد يحفها من جانب قانون (الوراثه) ومن جانب آخر قانون (الانتظار). والوراثه والانتظار هما اهم اعمده حر?ه التوحيد في مسيرها الطويل الشاق. وعلينا ان نثقف انفسنا بهذه الثقافه القرآنيه المزدوجه (الوراثه) و(الانتظار).
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين
ولابد من ان نبحث عن العوامل والاسباب التي تحصننا في هذه المسيره من السقوط وتعصمنا من الشيطان، ومن ضعف انفسنا، ووسائل التحصن والعصمه في حياه العاملين ?ثيره.
واهمها اربعه يذ?رها القرآن:
1- الاستعانه بالصبر والصلاه.
2- الولاء.
3- الميراث.
4- الانتظار.
وفي ما يلي توضيح موجز لهذه الوسائل الاربع: 1- الاستعانه بالصبر والصلاه، يقول تعالي: (واستعينوا بالصبر والصلاه) «البقره 45».
ويقول تعالي: (يا ايها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاه) «البقره 153».
وفي سوره هود يشد اللّه علي قلب رسوله(ص) في وسط المعر?ه الضاريه، التي ?ان يخوضها مع ائمه الشر? في الجزيره، فيقص له قصه مسيره التوحيد الطويله. ثم يقول تعالي لرسوله(ص) بعد استعراض هذه المسيره الطويله: (فاستقم ?ما امرت ومن تاب مع? ولا تطغوا انه بما تعملون بصير- ولا تر?نوا الي الذين ظلموا فتمس?م النار وما ل?م من دون اللّه من اولياء ثم لا تنصرون- واقم الصلاه طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذل? ذ?ري للذا?رين- اصبر فان اللّه لا يضيع اجر المحسنين) «هود/112-115».
والصبر هو الثبات لسنن اللّه تعالي. وتجري المعار? بموجب سنن اللّه. والذي يريد ان يربح المعر?ه لابد من ان يعرف هذه السنن ويثبت لها ويقابلها بما ي?افئها ويقابلها في سنن اللّه.
واعداد القوه الم?افئه لقوه العدو في ساحه المعر?ه او في الساحه السياسيه او الاعلام.. من الصبر. ان الصبر ليس بمعني ان يتحمل الانسان العدو، بل بمعني ان يقاوم ويثبت للعدو ولا ينهار ولا ينسحب من مواجهته، حتي يتم?ن من ردعه ودفعه بقوه م?افئه لقوته، وهو المعني الايجابي للصبر.
والصلاه تمثل الارتباط باللّه وذ?ره، والانسان المسلم في وسط المعر?ه لا بد من ان يستعين باللّه وبذ?ره ذ?را ?ثيرا، ويستمد القوه والعزم من اللّه ويشد حبله بحبل اللّه فاذا وصل الانسان حبله بحبل اللّه تعالي في ساحه المعر?ه، فانه لا يخاف ولا يجبن ولا يضعف، وهذا هو معني الصبر والصلاه.
2- الولاء المسلمون نسيج واحد، بعضهم من بعض، تربط بعضهم ببعض علاقه عضويه متينه هي علاقه الولاء. وهذا الولاء هو الولاء علي الخط الافقي في مقابل الولاء للّه تعالي ورسوله واولياء الامور، وهو الولاء علي الخط العمودي في نسيج المجتمع الاسلامي.
والي هذه العلاقه العضويه التي تشد الامه المسلمه بعضها ببعض، وت?ون منها ?تله مترابطه واحده تشير الايه ال?ريمه (والمومنون بعضهم اولياء بعض) «التوبه/71». وهذا الولاء يتضمن التحابب والتناصر والتضامن، والت?افل والتعاون والتسالم والتناصح.
والامه التي يرتبط بعضها ببعض بهذه الوشائج القويه امه متماس?ه قويه في ساحه المعر?ه، ولامر ما يجعل اللّه تعالي اساس العلاقه بين اطراف هذه الامه واعضائها علي اساس الولاء.
فان علاقته امتن علاقه في الاسره الواحده.
ولما ?انت مهمه هذه الامه الاولي هي المواجهه والتحدي في ساحه الصراع، فلا بد من ان تتمتع ببناء داخلي قوي ونسيج مح?م ومتين لتستطيع ان تقاوم ضراوه المعر?ه الحاسمه التي تدخلها هذه الامه. ومن دون هذا الولاء المتين الذي يشد بعض المسلمين الي بعض لا تستطيع هذه الامه ان تقاوم جبهه ال?فر والنفاق في هذه المعر?ه المصيريه. وهذه الامه مجتمعه تعتصم بحبل اللّه، وهي ?تله واحده، ومجموعه واحده، واسره واحده، في مواجهه ائمه ال?فر (واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا) «آل عمران/103».
وفي هذه الايه يامرهم اللّه تعالي بالاعتصام اولا بحبل اللّه في ساحه المعر?ه وان ي?ون هذا الاعتصام من قبل الجميع (جميعا).
فان الصراع يتطلب من ?ل من الطرفين المتصارعين ان يستحضر ?ل قوته. وقوه هذه الامه في امرين: في اعتصامها باللّه وفي اجتماعها ووحده ?لمتها في هذا الاعتصام.
3- الميراث ومن الضروري ان يستحضر اعضاء هذه الاسره، في ساحه المعر?ه، عراقه هذه الاسره في التاريخ، وجذورها التاريخيه.
فان معرفه هذه العراقه والعمق التاريخي لهذه الاسره واستحضارها في ساحه المواجهه تمنح الدعاه والعاملين في سبيل اللّه في ساعه المواجهه قوه وصلابه ومتانه واستح?اما ا?ثر. فليست هذه الحر?ه ال?بيره في التاريخ حر?ه مبتوره الجذور، وانما هي تضرب في اعماق التاريخ من آدم الي نوح الي ابراهيم والي رسول اللّه(ص). وحر?ه تمل? هذا العمق والعراقه، وتثبت لموامرات المشر?ين و?يدهم وم?رهم طوال عشرات القرون، حريه بان تثبت وتثبت جدارتها و?فاءتها في هذه المعر?ه. ان اسره التوحيد شجره طيبه علي وجه الارض اصلها ثابت وفرعها في السماء.
(الم تر ?يف ضرب اللّه مثلا ?لمه طيبه ?شجره طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء- توتي ا?لها ?ل حين ياذن ربها ويضرب اللّه الامثال للناس لعلهم يتذ?رون) «ابراهيم/24-25».
والشر? ?ذل? اسره الا انها اسره مبتوره اجتثت من فوق الارض مالها من قرار. وانه لمن الضروري لاعضاء هذه الاسره الداعيه الي اللّه، ان تستحضر جذورها وعمقها وعراقتها في التاريخ، وصلتها بالصديقين والصالحين والرا?عين والساجدين والذا?رين اللّه والدعاه له.
ولامر ما نحيي الحسين(ع) ونسلم عليه بهذا الميراث الضخم الذي يرثه من آبائه عليهم السلام، من آدم الي نوح الي ابراهيم الي رسول اللّه(ص) فنقول: (السلام علي? يا وارث آدم صفوه اللّه، السلام علي? يا وارث نوح نبي اللّه، السلام علي? يا وارث ابراهيم خليل اللّه).
انه لمهم الضروري، في ساحه المعر?ه، ان يستحضر الانسان هذا العمق وهذه العراقه، فانها تعصمه وتحصنه وتدعمه في وسط هذه المعر?ه الضاريه.
4- الانتظار والامل والانتظار رابع العوامل التي تمد الانسان بالحر?ه، فانه الانتظار يبعث الامل في نفسه، والامل يمنحه القدره علي المقاومه والحر?ه، ان الغريق الذي ينتظر وصول فريق الانقاذ، ويقاوم اضعاف ما يقاوم الغريق الذي يفقد الامل من الانقاذ.ان الايمان ب (وراثه الصالحين) للارض و(امامه المستضعفين المومنين) وان (العاقبه للمتقين)، يمنح الصالحين والمتقين ثقه وقوه، ويثبت اقدامهم علي ارض المعر?ه، ويمنحهم قدره علي مواجهه الصعاب وتحدي الجبابره والمست?برين في اشق الظروف واقساها ويحول بينهم وبين الانهيار والهزيمه النفسيه في ظروف المحنه الصعبه.
ولامر ما يو?د القرآن ال?ريم علي حقيقه (والعاقبه للمتقين) «الاعراف: 128». ويقرر وراثه الصالحين للارض ويو?دها ?ما قررها اللّه تعالي من قبل في (الزبور).
(ولقد ?تبنا في الزبور من بعد الذ?ر ان الارض يرثها عبادي الصالحون) «الانبياء/105».
ولاهميه هذه الحقيقه، وضروره تا?يدها وتعميقها في نفوس المومنين، وبناء العقليه الاسلاميه عليها، يقررها اللّه تعالي في (الذ?ر) و(الزبور) معا. ويقرر اللّه تعالي امامه المستضعفين في الارض وقيمومتهم علي مسيره الحضاره الانسانيه.. وهذا اقرار من اللّه تعالي واراده حتميه منه سبحانه، اذا استجاب المستضعفون لما يامرهم به ويدعوهم اليه، من الايمان والعمل الصالح.
يقول تعالي: (ونريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين ونم?ن لهم في الارض) «القصص/5 و6».
وهاتان الايتان، وان ?انتا واردتين، في قصه امر موسي(ع) وفرعون وهامان، فان الاراده الالهيه لامامه المستضعفين المحرومين مطلقه وغير مقيده بشي ء الا الاستجابه لما يدعو اللّه تعالي اليه المومنين من الايمان والعمل الصالح، وهذا الوعد الالهي بامامه المستضعفين في الارض يمنح المومنين المستضعفين قوه وثقه وطمانينه، ومقاومه وصبرا علي تحمل متاعب الساحه والصراع، وثباتا علي الاذي، ويثبت اقدامهم علي ارض المعر?ه شانه في ذل? شان اي انتظار حقيقي للانقاذ يبعث الامل في نفوس المقاتلين في ساحات القتال. وفي وسط المعر?ه، في مواجهه فرعون وهامان يثبت رسول اللّه موسي بن عمران(ع) قومه من بني اسرائيل في ساحه المواجهه والمعر?ه، بوعد اللّه وانتظار الفرج، وانتظار المدد من اللّه تعالي.تاملوا في هذه الايات المبار?ات من سوره الاعراف (قال موسي لقومه استعينوا باللّه واصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبه للمتقين- قالوا: اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا. قال: عسي رب?م ان يهل? عدو?م ويستخلف?م في الارض فينظر ?يف تعملون) «الاعراف/128 و129». فيحاول نبي اللّه موسي بن عمران(ع) ان يشعر بني اسرائيل في ساحه المعر?ه، وفي ساعه المواجهه بالامل باللّه تعالي. ووعد اللّه، وانتظار الفرج. ويقرر لهم هذا القرار الالهي العظيم: (قال موسي لقومه: استعينوا باللّه واصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبه للمتقين).
ومن عجب ان ربط موسي بن عمران عليه بين (الصبر) و(الانتظار) لوعد اللّه (اصبروا ان الارض للّه يورثها من يشاء من عباده) ويحاول بنو اسرائيل ان يعيدوا نبيهم(ع) من انتظار المستقبل الي مراره الحاضر، فيقولون له: (اوذينا من قبل ان تاتينا ومن بعد ما جئتنا) فيعود موسي بن عمران(ع) اليهم مره ثانيه ليعيدهم بالنبره نفسها المطمئنه الي انتظار وعد اللّه والصبر علي الاذي حتي ياذن اللّه بالفرج، وهو قريب. (قال: عسي رب?م ان يهل? عدو?م ويستخلف?م في الارض فينظر ?يف تعملون).
اذن فان اللّه تعالي يريد لهذه الامه ان يثقفها علي (الوراثه) و (الانتظار)، وراثه الانبياء والصالحين وانتظار وعد اللّه تعالي بالفرج وامامه الصالحين. وحر?ه التوحيد يحفها من جانب قانون (الوراثه) ومن جانب آخر قانون (الانتظار). والوراثه والانتظار هما اهم اعمده حر?ه التوحيد في مسيرها الطويل الشاق. وعلينا ان نثقف انفسنا بهذه الثقافه القرآنيه المزدوجه (الوراثه) و(الانتظار).
تعليق