ابن حماد من شعراء القرن الرابع
شجاك نوى الاحبة كيف شاءا |
بداء لا تصيب له دواءا |
|
ابانوا الصبر عنك غداة بانوا |
ورحّل عنك من رحلوا العزاءا |
|
واعشوا بالبكا عينيك لما |
حدا الحادي بفرقتهم عشاءا |
|
لعمر أبيك ليس الموت عندي |
وبينهم كما زعموا سواءا |
|
فإن الموت للمضنى مريح |
ومضنى البين مزداد بلاءا |
|
سل العلماء هل علموا فسموا |
سوى داء الهوى داءا عياءا |
|
وهل ساد البرية غير قوم |
عليهم احمد مدّ العباءا |
|
رقى جبريل إذ جعلوه منهم |
ففاخر كل من سكن السماءا |
رآهم آدم أشباح نور |
بساق العرش مشرقة ضياءا |
|
هناك بهم توسل حين أخطأ |
فكفّر ربه عنه الخطاءا |
|
فمنهم ذلك الطهر المرجى |
عليّ اذ نُنيط به الرجاءا |
|
امير المؤمنين أبو تراب |
ومن بترابه نلفي الشفاءا |
|
خليفة ربنا في الأرض حقا |
له فرض الخلافة والولاءا |
|
وعلّمه القضايا والبلايا |
وفهّمه الحكومة والقضاءا |
|
وسمّاه عليا في المثاني |
حكيما كي يتم له العلاءا |
|
وأعطاه أزمة كل شيء |
فليس يخاف من شيء اباءا |
|
فأبدع معجزات ليس تخفى |
وهل للشمس قط ترى خفاءا |
|
وشبهه ابن مريم في مثال |
أراد به امتحانا وابتلاءا |
|
فواضل فضله لو عددوها |
اذن ملأت بكثرتها الفضاءا |
|
إمام ما انحنى للآت يوما |
ولم يعكف على العزى انحناءا |
|
وواخاه النبي فلم يخنه |
كمن قد خان بل حفظ الاخاءا |
|
وعاهده فلم يغدر ولكن |
وفاه ومثله حفظ الوفاءا |
|
وكم عرضت له الدنيا حضورا |
فجاد بها لعافيها سخاءا |
|
شفى بالعلم سائله وأغنى |
ببذل المال سائله عطاءا |
|
هو الصدّيق اول مَن تزكى |
وصدّق احمد الهادي ابتداءا |
|
هو الفاروق إن هم أنصفوه |
به عرفوا السعادة والشقاءا |
|
صلوة الله دائمة عليه |
ورحمته صباحا أو مساءا |
|
فقد ابقت مودته بقلبي |
نوازع تستطير بي ارتقاءا |
|
ولي في كربلاء غليل كرب |
يواصل ذلك الكرب البلاءا |
|
غداة غدا ابن سعد مستعداً |
لقتل السبط ظلما واعتداءا |
|
فاصبح ظاميا مع ناصريه |
فكل منهم يشكو الظماءا |
|
ولم يالوا مواساة وبذلا |
بانفسهم لسيدهم فداءا |
|
الى أن جُدّلوا عطشا فنالوا |
من الله المثوبة والجزاءا |
تعليق