ابن حماد من شعراء القرن الرابع
وامسى السبط منفردا وحيدا |
ولم يبلغ من الماء ارتواءا |
|
فاوغل فيهم كالليث لما |
رأى في غيله نعماً وشاءا |
|
ولما أثخنوه هوى صريعا |
فبزوه العمامة والرداءا |
|
وعلّوا رأسه في رأس رمح |
كبدر التم قد نشر الضياءا |
|
وأبرزن النساء مهتكات |
سبايا لسن يعرفن السباءا |
|
فلما أن بصرن به صريعاً |
وقد جعل التراب له وطاءا |
|
تغطيه نصولهم ولكن |
حوامي الخيل كشّفت الغطاءا |
|
سقطن على الوجوه مولولات |
وأُعدِ من التصبر والعزاءا |
|
تناديه سكينة وهي حسرى |
وليس بسامع منها النداءا |
|
أبي ليت المنية عاجلتني |
وكنت من المنون لك الفداءا |
|
أبي لا عشت بعدك لا هنت لي |
حياتي لا تمتعتُ البقاءا |
|
رجوتك ان تعيش ليوم موتي |
ولكن خيّب الدهر الرجاءا |
|
ابي لو تنفع العدوى لمثلي |
على خصمي لخاصمت القضاءا |
|
لو أن الموت قدّمني وأبقى |
حسيناً كان أحسن ما أساءا |
|
ابي شمتَ العدو بنا وأعطى |
مناه من الشماتة حيث شاءا |
|
هتكنا بعد صون في خبانا |
وهتّكت العدى منا الخباءا |
|
ابي لو تنظر الصغرى بذل |
تساق كما يسوقون الاماءا |
|
اذا سلب القناع الرجس عنها |
تخمّر وجهها بيدٍ حياءا |
|
أبي حان الوداع فدتك نفسي |
فعدني بعد توديعي لقاءا |
|
فيا قمراً تغشّاه خسوفٌ |
كما في التم مطلعه أضاءا |
|
ويا غصناً حنت ريح المنايا |
غضاضته كما اعتدل استواءا |
|
ويا ريحانة لشميم طاها |
أعادتها ذوابلهم ذواءا |
|
بكته الأرض والثاوي عليها |
أسى وبكاء مَن سكن السماءا |
|
وقد بكت السماء عليه شجواً |
وأذرت من مدامعها دماءا |
|
سيفنى بالاسى عمري عليه |
ولست أرى لمرزاتي فناءا |
تعليق