ابن حماد من شعراء القرن الرابع
ولكن الجنان لنا مقام |
لأنا قد تتبعنا الصوابا |
|
أئمتنا الهداة بهم هدينا |
وطبنا حين والينا الطيابا |
|
رسول الله والمولى عليا |
أجل الخلق فرعاً وانتسابا |
|
فذا ختم النبوة دون شك |
وذا ختم الوصيّة لا ارتيابا |
|
وأخاه النبي بأمر رب |
كما عن أمره آخى الصحابا |
|
فصار لنا مدينة كل علم |
وصار لها علي الطهر بابا |
|
ومثّله بهارون المزكى |
ألم يخلف أخاه حين غابا |
|
يسد مسدّه في كل حال |
ويحسن بعده عنه الغيابا |
|
وفي بدرٍ وفي أُحدٍ وسلع |
أجاد الطعن عنه والضرابا |
|
مشاهد حربه لو ان طفلا |
من الاطفال يشهدها لشابا |
|
لو أن الموت شخّص ثم ألوى |
بلحظته اليه لاسترابا |
|
أو الأبطال تلقاه وجوها |
لأخلى الهام منها والرقابا |
|
امير المؤمنين أبو تراب |
واكرم سيد وطأ الترابا |
|
سأمنح من يواليه وصالا |
وأهجر من يعاديه اجتنابا |
|
فان عاب النواصب ذاك مني |
فلا أُعدمت ذيّاك المعابا |
|
وإن يك حب أهل البيت ذنبي |
فلست بمبتغ عنه متابا |
|
أحبّهم وأمنحهم مديحا |
وأوسع مّن يجانبهم سبابا |
|
ولم أمنحهم قط اكتسابا |
ولكنّي مدحتهم ارتغابا |
|
ولن يرجو ابن حماد علي |
بحسن مديحهم إلا الثوابا |
|
فإنهم كفوني عن معاشي |
فلم أحتج بنيلهم اكتسابا |
|
ونلت مآربي بهوى علي |
ومَن يعلق بغير هواه خابا |
|
رأيت لبعض هذا الخلق شعراً |
جليل اللفظ يمتدح الذبابا |
|
كبابٍ علّقوه على خرابٍ |
وحسن الباب لا يغني الخرابا |
|
وكم غيم رجوت الغيث منه |
فكان وقد غررت به ضُبابا |
|
فلو جعل المدائح في علي |
لوافق في مدايحه الكتابا |
تعليق