بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على النور الاول والنبي الاعظم محمد الامين وعلى اله الاخيار الابرار الميامين
(جمالية السرد التاريخي في دعاء الندبة)
أن الجانب التاريخي الذي سرده لنا هذا الدعاء الرصين ليس له نظير قطعاً بعد القران الكريم، إذ تناول تاريخ الانبياء وحجتهم على الخلق بعبارات قليلة تطوي تاريخ كبير وعظيم وسنوات اختصرتها تلك الكلمات ، مما يكشف عن السر العظيم الذي وراء هذا الدعاء الشهير، فتأخذك كلماته الى عالم جديد في الادراك والعلم، الكلام عن هذا الدعاء قليل مهما كلفنا انفسنا واتعبناها لكن نكمل من حيث بدأنا، سنجعل الجانب التاريخي حسب ترتيب الدعاء
1ـ (فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله آدم (عليه السلام) فالاختصار الرهيب في كلمتي (اسكنته) و(اخرجته) فاختصرت لنا تاريخ هذا النبي من وجوده في جنة الارض حتى خروجه منها وهذا سياق قراني كما أن المفردات قرانية
2ـ (وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله نوح واختصر ذلك التاريخ الكبير باهم حدث في سيرته المباركة الا وهو النجاة ومن معه في السفينة من الغرق الذي توعد الله به الكافرين، كما انه جاء ذكر هذا النبي نوح بعد ذكر نبي الله آدم، وهنا يرسم الدعاء شيئاً واضح الاهمية الى وهو ان البشرية بدأت منذ آدم وبدأت ثانيةً على يدي نوح بعد أن غرقت الارض (وهو أبو البشر الثاني ، لأن جميع سكان الأرض من نسله وحده ، من أولاده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، حيث قضى الطوفان على جميع الناس إلا نوحا)[1] بل نجد الدعاء هنا حتى في تاريخ تعداد الانبياء اختصر فذكر منهم ما كان تأثيره اكبر وأهم فذكر الاب الاول للبشر والاب الثاني، والجدير بالذكر ان المفردات التي استخدمت هنا جلها قرانية
3ـ (وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً) في هذا المقطع إشارة الى واحد من أهم انبياء اولي العزم بعد النبي الاعظم (صلى الله عليهما) هذا النبي الذي رزق مقام النبوة والامامة بعد الابتلاء والاختبار الذي تكلل بالنجاح فذكر أهم صفة فيه وهيَ الخلة ، تخللت تلك المفردات كلمات قرانية
4ـ (وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله وكليمه موسى عليه السلام فذكر الامر الرهيب في حياة ذلك النبي الا وهو الكلام مع الله عز وجل كما انها صفة استخدمها القران لنبيه(عليه السلام) وذكر تاريخه مع اخيه بعبارة عجيبة وهي كذلك قرانية ، فلم يسهب في السرد في تاريخيه وانه كان اخيه وزيراً له وكيف أظهر الحجة على قومه
5ـ (وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) في هذا المقطع إشارة الى روح الله عيسى (عليه السلام) فذكر المعجزة الكبيرة وهي ولادته من غير أب والتأييد بروح القدس كما انها مفردات قرانية
6ـ (وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) بعد ذلك ذكر طرق الانبياء في بيان دعوتهم، وذكر كذلك الاوصيائهم تمهيداً لاوصياء النبي (صلى الله عليه واله) كما اختصر لنا مجادلة الانسان بدون الحجة وتنصيبه عليهم
7ـ اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) هنا إشارة الى آخر نبي من انبياء اولوا العزم وافضلهم ونجد التفصيل الواضح في مفردات الدعاء حتى باسمه المبارك ويذكر شيء من فضائله ومناقبه وما ذلك الى لاهميته العظمى ومنزلته الرفيعة
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على النور الاول والنبي الاعظم محمد الامين وعلى اله الاخيار الابرار الميامين
(جمالية السرد التاريخي في دعاء الندبة)
أن الجانب التاريخي الذي سرده لنا هذا الدعاء الرصين ليس له نظير قطعاً بعد القران الكريم، إذ تناول تاريخ الانبياء وحجتهم على الخلق بعبارات قليلة تطوي تاريخ كبير وعظيم وسنوات اختصرتها تلك الكلمات ، مما يكشف عن السر العظيم الذي وراء هذا الدعاء الشهير، فتأخذك كلماته الى عالم جديد في الادراك والعلم، الكلام عن هذا الدعاء قليل مهما كلفنا انفسنا واتعبناها لكن نكمل من حيث بدأنا، سنجعل الجانب التاريخي حسب ترتيب الدعاء
1ـ (فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله آدم (عليه السلام) فالاختصار الرهيب في كلمتي (اسكنته) و(اخرجته) فاختصرت لنا تاريخ هذا النبي من وجوده في جنة الارض حتى خروجه منها وهذا سياق قراني كما أن المفردات قرانية
2ـ (وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله نوح واختصر ذلك التاريخ الكبير باهم حدث في سيرته المباركة الا وهو النجاة ومن معه في السفينة من الغرق الذي توعد الله به الكافرين، كما انه جاء ذكر هذا النبي نوح بعد ذكر نبي الله آدم، وهنا يرسم الدعاء شيئاً واضح الاهمية الى وهو ان البشرية بدأت منذ آدم وبدأت ثانيةً على يدي نوح بعد أن غرقت الارض (وهو أبو البشر الثاني ، لأن جميع سكان الأرض من نسله وحده ، من أولاده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، حيث قضى الطوفان على جميع الناس إلا نوحا)[1] بل نجد الدعاء هنا حتى في تاريخ تعداد الانبياء اختصر فذكر منهم ما كان تأثيره اكبر وأهم فذكر الاب الاول للبشر والاب الثاني، والجدير بالذكر ان المفردات التي استخدمت هنا جلها قرانية
3ـ (وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْق فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً) في هذا المقطع إشارة الى واحد من أهم انبياء اولي العزم بعد النبي الاعظم (صلى الله عليهما) هذا النبي الذي رزق مقام النبوة والامامة بعد الابتلاء والاختبار الذي تكلل بالنجاح فذكر أهم صفة فيه وهيَ الخلة ، تخللت تلك المفردات كلمات قرانية
4ـ (وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً) في هذا المقطع إشارة الى نبي الله وكليمه موسى عليه السلام فذكر الامر الرهيب في حياة ذلك النبي الا وهو الكلام مع الله عز وجل كما انها صفة استخدمها القران لنبيه(عليه السلام) وذكر تاريخه مع اخيه بعبارة عجيبة وهي كذلك قرانية ، فلم يسهب في السرد في تاريخيه وانه كان اخيه وزيراً له وكيف أظهر الحجة على قومه
5ـ (وَبَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَب وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَاَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) في هذا المقطع إشارة الى روح الله عيسى (عليه السلام) فذكر المعجزة الكبيرة وهي ولادته من غير أب والتأييد بروح القدس كما انها مفردات قرانية
6ـ (وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) بعد ذلك ذكر طرق الانبياء في بيان دعوتهم، وذكر كذلك الاوصيائهم تمهيداً لاوصياء النبي (صلى الله عليه واله) كما اختصر لنا مجادلة الانسان بدون الحجة وتنصيبه عليهم
7ـ اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَاَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَاَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَاَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَاَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) هنا إشارة الى آخر نبي من انبياء اولوا العزم وافضلهم ونجد التفصيل الواضح في مفردات الدعاء حتى باسمه المبارك ويذكر شيء من فضائله ومناقبه وما ذلك الى لاهميته العظمى ومنزلته الرفيعة
[1] ـ التفسير الكاشف: الشيخ محمد جواد مغنية:2/48
تعليق