بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المقطع هو احد المقاطع المائة، فيما ينتظم كل مقطع عشر سمات من صفات الله تعالى، ويعنينا الان ملاحظة فقرات العشر، ومنها الاولى وهي الفقرة القائلة (يا خير الغافرين)، ... فماذا نستخلص منها؟
قبل ان نحدثك عن هذه العبارة، وهي من الوضوح بمكان كبير، يتعين علينا ان نلفت نظرك الى كلمة (خير) حيث تتكرر عشر مرات في المقطع باكمله.
والسؤال المهم هو: ان الله تعالى هو (الغافر) الوحيد لذنوب العبد،... فلماذا يقول النص (يا خير الغافرين).
الجواب: صحيح ان الله تعالى هو المنفرد بغفران ذنوب العبد، الا ان الدعاء يستهدف لَفْتَ انتباهنا الى نوعية غفرانه تعالى ان الله تعالى سمح لعباده ان يمارسوا العفواً والصفح والتنازل ...، بمعنى ان العبد بمقدوره ان يسامح الاخر اذا اساء، وان يغفر له زلته، ولكن لو قارنا هذه القدرة المحدودة للبشر التي منحها الله تعالى اياه، بقدرته تعالى: حينئذ لامجال للمقارنة، ولكن الدعاء يستهدف الاشارة الى انه (خير) غافر بالقياس الى الغفران المحدود للعباد وهذا يعني ان الله تعالى هو المنفرد بقدرته على غفران الذنوب لعبده وهكذا بالنسبة الى سائر السمات اوالصفات الواردة في مقطع الدعاء، ومنها: السمة الثانية وهي (يا خير الفاتحين)، ... فماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟
ان كلمة (الفتح) من حيث اللغة تنسحب على دلالات متنوعة، منها: العلم، والمعرفة، والبوح بالسر، الكشف، والنصر،... وقد وردت الصفة المبالغة وهي كلمة (فتاح) لتشير الى الدلالات المتقدمة وسواها...
ان الله تعالى فتاح للخير في شتى مستوياته، انه فتاح لابواب الرحمة، فتاح لابواب الرزق، فتاح لابواب النصر، وهكذا من هنا يمكننا ان نقرر بان الفتح هو رمز لكل ما نتصور من الرحمة الالهية، انها تقترن بكلمة (النصر) ايضا، وكذلك نجد ان السمة الثالثة في مقطع الدعاء تجيء متساوية مع الفتح، وهي (النصر) حيث قال مقطع الدعاء (يا خير الناصرين)، اذن نتحدث عن العبارة الثالثة الان...
ان عبارة (يا خير الناصرين)، لانعتقد ان احدا منا يجهل دلالة النصر،... انها من الوضوح بمكان كبير، حيث ان (النصر) هو: رعاية ومساعدة الله تعالى لعبده في تغلبه على الشدائد، انه تعالى ينصر عبده في تجاوز شدائده المتنوعة، حيث يوكل ملائكته بحفظه، وينصره على عدوه،... لكن ينبغي ان نضع في الاعتبار: العبارة المشهورة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)،... ان هذه العبارة تحتل اهمية عظمى في مسائلة نصر الله تعالى لعبده ... لكن ينبغي ان نسلط الانارة على مفهوم (النصر) من العبد، مقارنا ً بالنصر من الله تعالى.
ان الله تعالى لايحتاج الى نصرة عبده: كما هو بديهي، فلماذا تقول العبارة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ)؟
الجواب: ان (النصر) هنا هو: الطاعة، اي هو (رمز) بمعنى آخر، فيكون المعنى: إِن تُطِيعُوا اللَّهَ تعالى يَنصُرْكُمْ على الشدائد التي تواجهونها في الدنيا والاخرة ايضاً.
بعدئذ تواجهنا العبارة (يا خير الحاكمين) ... فماذا تعني؟
ان الذهن ينصرف من (الحاكمية) الى حكم الله تعالى حيال عبده او عباده في مختلف شؤنهم انه تعالى ينصر عبده حين يحتكم اليه من ظلم الاخرين، وانه تعالى يفصل بين عباده فيما يختلفون فيه، وانه تعالى يعطي لكل ذي حق ٍ حقه، وهكذا.
اذن الحاكمية هنا تعني اعطاء كل ذي حقّ حقه في مختلف ما نتصوره من الفصل او النصر او الحكم على هذا العبد او الشيء ....
بعد ذلك تواجهنا العبارة القائلة (يا خير الرازقين) فماذا نستلهم منها:
ان هذه العبارة مع وضوحها الشديد يحتاج الى حديث مفصّل عنها (وهذا ما نعدك به في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى) نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
شرح فقرة: "يا خير الغافرين، ياخير الفاتحين، يا خير الناصرين، يا خير الحاكمين..."
بقلم: الدكتور محمود البستاني
بقلم: الدكتور محمود البستاني
هذا المقطع هو احد المقاطع المائة، فيما ينتظم كل مقطع عشر سمات من صفات الله تعالى، ويعنينا الان ملاحظة فقرات العشر، ومنها الاولى وهي الفقرة القائلة (يا خير الغافرين)، ... فماذا نستخلص منها؟
قبل ان نحدثك عن هذه العبارة، وهي من الوضوح بمكان كبير، يتعين علينا ان نلفت نظرك الى كلمة (خير) حيث تتكرر عشر مرات في المقطع باكمله.
والسؤال المهم هو: ان الله تعالى هو (الغافر) الوحيد لذنوب العبد،... فلماذا يقول النص (يا خير الغافرين).
الجواب: صحيح ان الله تعالى هو المنفرد بغفران ذنوب العبد، الا ان الدعاء يستهدف لَفْتَ انتباهنا الى نوعية غفرانه تعالى ان الله تعالى سمح لعباده ان يمارسوا العفواً والصفح والتنازل ...، بمعنى ان العبد بمقدوره ان يسامح الاخر اذا اساء، وان يغفر له زلته، ولكن لو قارنا هذه القدرة المحدودة للبشر التي منحها الله تعالى اياه، بقدرته تعالى: حينئذ لامجال للمقارنة، ولكن الدعاء يستهدف الاشارة الى انه (خير) غافر بالقياس الى الغفران المحدود للعباد وهذا يعني ان الله تعالى هو المنفرد بقدرته على غفران الذنوب لعبده وهكذا بالنسبة الى سائر السمات اوالصفات الواردة في مقطع الدعاء، ومنها: السمة الثانية وهي (يا خير الفاتحين)، ... فماذا نستلهم من العبارة المذكورة؟
ان كلمة (الفتح) من حيث اللغة تنسحب على دلالات متنوعة، منها: العلم، والمعرفة، والبوح بالسر، الكشف، والنصر،... وقد وردت الصفة المبالغة وهي كلمة (فتاح) لتشير الى الدلالات المتقدمة وسواها...
ان الله تعالى فتاح للخير في شتى مستوياته، انه فتاح لابواب الرحمة، فتاح لابواب الرزق، فتاح لابواب النصر، وهكذا من هنا يمكننا ان نقرر بان الفتح هو رمز لكل ما نتصور من الرحمة الالهية، انها تقترن بكلمة (النصر) ايضا، وكذلك نجد ان السمة الثالثة في مقطع الدعاء تجيء متساوية مع الفتح، وهي (النصر) حيث قال مقطع الدعاء (يا خير الناصرين)، اذن نتحدث عن العبارة الثالثة الان...
ان عبارة (يا خير الناصرين)، لانعتقد ان احدا منا يجهل دلالة النصر،... انها من الوضوح بمكان كبير، حيث ان (النصر) هو: رعاية ومساعدة الله تعالى لعبده في تغلبه على الشدائد، انه تعالى ينصر عبده في تجاوز شدائده المتنوعة، حيث يوكل ملائكته بحفظه، وينصره على عدوه،... لكن ينبغي ان نضع في الاعتبار: العبارة المشهورة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)،... ان هذه العبارة تحتل اهمية عظمى في مسائلة نصر الله تعالى لعبده ... لكن ينبغي ان نسلط الانارة على مفهوم (النصر) من العبد، مقارنا ً بالنصر من الله تعالى.
ان الله تعالى لايحتاج الى نصرة عبده: كما هو بديهي، فلماذا تقول العبارة (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ)؟
الجواب: ان (النصر) هنا هو: الطاعة، اي هو (رمز) بمعنى آخر، فيكون المعنى: إِن تُطِيعُوا اللَّهَ تعالى يَنصُرْكُمْ على الشدائد التي تواجهونها في الدنيا والاخرة ايضاً.
بعدئذ تواجهنا العبارة (يا خير الحاكمين) ... فماذا تعني؟
ان الذهن ينصرف من (الحاكمية) الى حكم الله تعالى حيال عبده او عباده في مختلف شؤنهم انه تعالى ينصر عبده حين يحتكم اليه من ظلم الاخرين، وانه تعالى يفصل بين عباده فيما يختلفون فيه، وانه تعالى يعطي لكل ذي حق ٍ حقه، وهكذا.
اذن الحاكمية هنا تعني اعطاء كل ذي حقّ حقه في مختلف ما نتصوره من الفصل او النصر او الحكم على هذا العبد او الشيء ....
بعد ذلك تواجهنا العبارة القائلة (يا خير الرازقين) فماذا نستلهم منها:
ان هذه العبارة مع وضوحها الشديد يحتاج الى حديث مفصّل عنها (وهذا ما نعدك به في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى) نسأله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
تعليق