"الغضب جمرة من الشيطان" رسول الله (ص)
"إِيّاك والغضب فأوّله جنون وآخره ندم" الإمام علي بن أبي طالب (ع)
"الغضب مفتاح كل شرّ" الإمام جعفر الصّادق (ع)
إن أغلى ما نمتلكه..هو عقلنا! إلا أن الغضب يسرقه منا للحظات، وقد تكون لحظات قاضية ؛ تبدأ آثارها بتحطيم بعض الأواني والأشياء المنزلية، وربّما تصل إلى حدود مدمّرة كارتكاب جريمة قتل.
إن الغضب بشكله الهستيري واحد من الأمراض الأخلاقية التي قد يُصاب بها الرجل والمرأة على حدّ سواء. وهو تلك الموجة التي يفقد المرء قدرته خلالها على ضبط النفس إزاء بعض الظواهر التي لا يستسيغها وهي تشكّل أخطر الآفات في حياة الأسرة. وما أكثر الأواصر التي تحطّمت إثر نوبة عصبية تهبّ كعاصفة مجنونة تطفىء دفء الأسرة. فقد تفقد المرأة بسبب بعض المواقف، من قبيل غياب الاحترام المطلوب أو مشاكسة الأطفال أو تكدّر علاقتها مع الجيران، السيطرة على أعصابها، وتحاول أن تجد من تفرّغ عنده هذه الضغوط المتراكمة. ومن هنا، فإنها قد تستقبل زوجها بحدّة، وتبدأ بسيل الشكوى الممزوج بالصراخ.
وعادة ما يتخذ الرجل العاقل موقفاً هادئاً إزاء توتر امرأته، ويدرك أن زوجته لم تتصرّف بهذه الطريقة إلاّ لأنها فقدت السيطرة على أعصابها. ومن المحتمل أنّ تستمرّ المرأة في ثورتها وتترقب ردود الفعل من زوجها حتى تصّعد من ثائرته.
ولكن، من المصلحة أن يلتزم الرجل موقفه المتعقّل ويعالج هذه الثورة بالصّبر والسكوت، ومن المؤّكد أنه سيُفاجَأ بخفوت التوتّر، وعودة الأجواء إلى هدوئها السابق، في حين قد تراجع المرأة موقفها الثائر وتشعر بالندم على ما بدر منها إزاء زوجها من موقف يعوزه الأدب، فتعتذر لتجد الأخير يبتسم لها وينظر إليها بحبّ ويسألها عن سرّ ثورتها، ويسعى إلى حلّ مشكلتها أو يساعدها في ذلك، حيث نستذكر في هذا المعرض قول الإمام علي(ع): "إذا غضبت فاسكت".
أمّا إذا ثار الرجل في وجه زوجته وردّ الصاع صاعين كما يُقال، فإن العلاقة الزوجية ستدخل مطبّاً معقداً، ولن تكون هنالك نتائج طيّبة. لذا، من الأفضل في مثل هذه الحالات التزام الهدوء والصبر، لأنه لا يُكتب للحياة الزوجية الاستمرار مالم يتحمّل الزوجان أحدهما الآخر، ويصبرا على غضبهما في بعض الأوقات الحرجة.
ومن الجدير ذكره ختاماً أنّ هذه الظاهرة المرضية لا تعود على نفس الإنسان وروحه بالضرر فحسب، بل هي ستطال جسمه أيضاً، إذ يقول أمير المؤمنين (ع): "ثلاثٌ لا يهنأ لصاحِبِهنَّ عيش، الحقدُ والحسدُ وسوء الخُلُقِ".
نحو حياة دافئة، آية الله الشيخ إبراهيم الأميني،
تعليق