كانت السفينة تمخر عباب الماء وفوقها خمسة من البحارة المهره ومعهم قرد ذكي كان يقوم بخدمتهم .
فجأة ارتجت السفينة بقوة , ووقع البحارة على أرضية السفينة من وقع الصدمه وبدأ الماء يتسرب إلى قاع السفينة .
صاح أحدهم قائلاً : كارثة ، السفينة أصابها خرق ، السفينة تغرق .
وصاح بحار ثان : لا بد أنها اصطدمت بالصخور .. هيا أسرعوا .
ولمح بحار ثالث جزيرة قريبة فصاح : أبشروا هناك جزيرة على مرمي البصر ..
وبسرعة ألقى البحارة انفسهم في الماء وقد تشبث كل واحد منهم بلوح خشبي وكذلك القرد ، حتى ألقى بهم الموج على شاطئ الجزيرة .
أفاق الرجال لاخمسة بعد صراع مع الموج ليجدوا انفسهم ومعهم قردهم على شاطئ جزيرة صغيره ، لا يسكنها بشر ولكنها زاخرة بأشجار جوز الهند .
وقال أحدهم : ماذا نفعل الآن ؟ ,, أنا اشعر بجوع شديد .
وقال آخر : أرى أن يتناول كل منا طعاما شهيا من ثمار جوز الهند .
وأحس البحارة الخمسة بنشوة بعد أن أكلوا وشربوا ، واتفقوا على ان يجعلوا طعامهم من ثمار جوز الهند حتى يجدوا حلاً لعزلتهم .
وقضى الرجال يومهم الاول في الجزيرة يجمعون ثمار جوز الهند ، وجعلوا منها كومه واحده ، ثم ذهبو لينامو تحت أغصان الشجر .
وبعد أن استغرقوا جميعاً في النوم ، استيقظ أحد الرجال ونظر إلى كومه جوز الهند على ضوء القمر ، وقال لنفسه :
- إن زملائي سوف يحتاجون إلى وقت طويل لتقسيم جوز الهند في الصباح ، الافضل لي أن آخذ نصيبي الآن .
فقسم جوز الهند الى خمس كومات ، وبقيت ثمرة واحده جعلها من نصيب القرد , وأخفى كومته في حفرة ، ثم جعل من الباقي كومه واحدة ، وراح لينام قرير العين .
وبعد قليل اشتيقظ رجل ثان ، ونظر إلى كومه ثمار جوز الهند وقال في نفسه: هل أنتظر حتى الصباح لآخذ نصيبي ؟ .. كلا .
وقسم الكومه إلى خمس كومات وبقيت ثمره جوز هند واحدة وجعلها من نصيب القرد .
ثم أخفى كومته ، وجعل الباقي كومه واحدة . ثم نام .
وبعد قليل استيقظ رجل ثالث , ونظر الى كومة ثمار جوز الهند على ضوء القمر وفعل مثل الاول والثاني , وهكذا فعل الرجال نفس الشيء كل منهم ياخذ لنفسه خُمس جوز الهند ثم تبقى ثمرة واحدة يحفظها للقرد .
وفي الصباح استيقظ الرجال ، وقسموا ماتبقى من جوز الهند الى خمسة انصبة متساوية ، وبقيت ثمرة واحدة للقرد , وكان كل واحد ينظر الى الآخر بريبة ، لأنه يعلم أن هذا ليس جوز الهند كله , ولكن أحداً منهم لم يتكلم ، لأنهم كانو جميعاً مذنبين .
تعليق