حروب الرسول (ص) كما يشهد بها التأريخ *
إن الأدلة التأريخية تشهد أنّ غزوات الرسول (ص) كانت دفاعية ، فغزوة بدر ، هي أولى المعارك ، لم يبدأ الرسول (ص) فيها بقتال ، بل تعرّض لقافلة قريش التجارية ، وهي عمل مقاصّة مالية من أهل مكّة ، فقد استولى زعماء مكة على أموال المهاجرين وصادروها ، وحين علم الرسول (ص) بخروج قافلة مكّة التجارية إلى الشام بقيادة أبي سفيان ، خرج (ص) لاعتراض القافلة ، والاستيلاء عليها ، ويمكن أن تفسّر محاولة الاستيلاء بأنّها عوض مالي عمّا استولوا عليه من أموال المسلمين في مكة وردّ على الحصار الاقتصادي الذي فرضوه على المسلمين في مكة لإضعاف مقاومتهم .. غير أنّ القافلة تمكنت من الإفلات ، فجمعت قريش جيشها وقامت بالهجوم على المسلمين ، قاطعة مسافة تقدر بحوالي (400) كيلومتر وكانت المعركة عند ماء بدر قرب المدينة المنورة ، في السنة الثانية من الهجرة ، في السابع عشر من شهر رمضان المبارك ، فنصر الله المسلمين ، وهزمت قريش أسوأ هزيمة ..
ومثلها معركة اُحُد ، فقد كان مشركو مكة هم المهاجمون ، وكان موقف رسول الله (ص) دفاعياً إذ جمع المشركون ثلاثة آلاف مقاتل ، واتّجهوا من مكة إلى المدينة للقضاء على الرسول والدعوة والدولة هناك ، فتصدى لهم المسلمون على مقربة من المدينة فوقعت معركة اُحُد ..
وأمّا معارك الرسول (ص) مع اليهود فلم يبدأ بقتال حتى نقضوا العهود والمواثيق ، واعتدوا على حرمة إحدى النساء المسلمات وقتلوا أحد المسلمين عندما دافع عنها ، ثمّ تحول الموقف إلى معركة محلّية في سوق بني قينقاع ، بين المسلمين واليهود ، ممّا دعا رسول الله (ص) إلى محاربتهم ، وإخراجهم إلى اذرعات في بلاد الشام .. وقد وقعت تلك الحوادث في منتصف شوال ، في السنة الثانية من الهجرة ، أي بعد معركة (بدر) بشهر تقريباً ..
ومثلها معركة الأحزاب ، فقد كانت معركة دفاعية ، إذ هاجمت قريش وحلفاؤها المسلمين في المدينة المنورة .. وتؤكد الوثائق التأريخية أن غزوة رسول الله (ص) ليهود بني النضير لم تقع إلاّ بعد نقضهم للعهد وتآمرهم على رسول الله (ص) لقتله بإلقاء صخرة عليه من أعلى سطح منزل من منازلهم ، كان رسول الله (ص) جالساً إلى جواره ، حين ذهب إلى قريتهم يطلب منهم المشاركة في أداء دية لقتيل حسب الاتفاق معهم ، مما دعاه إلى مقاتلتهم ..
أمّا غزوة مؤتة فسببها أن ملك بصرى ، في بلاد الروم كان قد قتل المبعوث الذي بعثه رسول الله (ص) إليه ، سنة ثمان من الهجرة ليخاطبهم خطاباً فكرياً وحوارياً بالدعوة إلى الإسلام ، وينقل إليهم رسالة رسول الله (ص) وبذا كشفوا عن موقفهم الحربي والعدواني من الدعوة والدولة الإسلامية .. ممّا دعا النبي محمداً (ص) إلى أن يغزوهم ليرد عليهم عدوانهم ، ويشعرهم بقوة الدولة والدعوة ، كعملية ردع ودفاع .
وأمّا غزوة هوازن وثقيف ، فإن هاتين القبيلتين كانوا قد أعدوا العدة للهجوم على المسلمين ، فبدأ رسول الله (ص) بالهجوم عليهم ، دفاعاً عن الإسلام والأمّة والدولة ، ومثلها غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة لبلاد الروم .. ذلك لأنّ رسول الله بلغته أنباء ومعلومات عن تهيؤ الروم لغزو المدينة المنورة ، والقضاء على الدعوة الإسلامية والدولة .. ممّا دعا رسول الله (ص) إلى غزوهم كمبادرة دفاعية ، وعمل وقائيّ .. وانتهى الموقف بعد وصول جيش المسلمين إلى تبوك من أرض الشام بالصلح . . إذ التقى يوحنا حاكم (إيليا) بالرسول (ص) وجرى تفاوض بينهما ، توصّلا فيه إلى الصلح ووُقِّعت معاهدة في ذلك بين الطرفين ..
منقول
إن الأدلة التأريخية تشهد أنّ غزوات الرسول (ص) كانت دفاعية ، فغزوة بدر ، هي أولى المعارك ، لم يبدأ الرسول (ص) فيها بقتال ، بل تعرّض لقافلة قريش التجارية ، وهي عمل مقاصّة مالية من أهل مكّة ، فقد استولى زعماء مكة على أموال المهاجرين وصادروها ، وحين علم الرسول (ص) بخروج قافلة مكّة التجارية إلى الشام بقيادة أبي سفيان ، خرج (ص) لاعتراض القافلة ، والاستيلاء عليها ، ويمكن أن تفسّر محاولة الاستيلاء بأنّها عوض مالي عمّا استولوا عليه من أموال المسلمين في مكة وردّ على الحصار الاقتصادي الذي فرضوه على المسلمين في مكة لإضعاف مقاومتهم .. غير أنّ القافلة تمكنت من الإفلات ، فجمعت قريش جيشها وقامت بالهجوم على المسلمين ، قاطعة مسافة تقدر بحوالي (400) كيلومتر وكانت المعركة عند ماء بدر قرب المدينة المنورة ، في السنة الثانية من الهجرة ، في السابع عشر من شهر رمضان المبارك ، فنصر الله المسلمين ، وهزمت قريش أسوأ هزيمة ..
ومثلها معركة اُحُد ، فقد كان مشركو مكة هم المهاجمون ، وكان موقف رسول الله (ص) دفاعياً إذ جمع المشركون ثلاثة آلاف مقاتل ، واتّجهوا من مكة إلى المدينة للقضاء على الرسول والدعوة والدولة هناك ، فتصدى لهم المسلمون على مقربة من المدينة فوقعت معركة اُحُد ..
وأمّا معارك الرسول (ص) مع اليهود فلم يبدأ بقتال حتى نقضوا العهود والمواثيق ، واعتدوا على حرمة إحدى النساء المسلمات وقتلوا أحد المسلمين عندما دافع عنها ، ثمّ تحول الموقف إلى معركة محلّية في سوق بني قينقاع ، بين المسلمين واليهود ، ممّا دعا رسول الله (ص) إلى محاربتهم ، وإخراجهم إلى اذرعات في بلاد الشام .. وقد وقعت تلك الحوادث في منتصف شوال ، في السنة الثانية من الهجرة ، أي بعد معركة (بدر) بشهر تقريباً ..
ومثلها معركة الأحزاب ، فقد كانت معركة دفاعية ، إذ هاجمت قريش وحلفاؤها المسلمين في المدينة المنورة .. وتؤكد الوثائق التأريخية أن غزوة رسول الله (ص) ليهود بني النضير لم تقع إلاّ بعد نقضهم للعهد وتآمرهم على رسول الله (ص) لقتله بإلقاء صخرة عليه من أعلى سطح منزل من منازلهم ، كان رسول الله (ص) جالساً إلى جواره ، حين ذهب إلى قريتهم يطلب منهم المشاركة في أداء دية لقتيل حسب الاتفاق معهم ، مما دعاه إلى مقاتلتهم ..
أمّا غزوة مؤتة فسببها أن ملك بصرى ، في بلاد الروم كان قد قتل المبعوث الذي بعثه رسول الله (ص) إليه ، سنة ثمان من الهجرة ليخاطبهم خطاباً فكرياً وحوارياً بالدعوة إلى الإسلام ، وينقل إليهم رسالة رسول الله (ص) وبذا كشفوا عن موقفهم الحربي والعدواني من الدعوة والدولة الإسلامية .. ممّا دعا النبي محمداً (ص) إلى أن يغزوهم ليرد عليهم عدوانهم ، ويشعرهم بقوة الدولة والدعوة ، كعملية ردع ودفاع .
وأمّا غزوة هوازن وثقيف ، فإن هاتين القبيلتين كانوا قد أعدوا العدة للهجوم على المسلمين ، فبدأ رسول الله (ص) بالهجوم عليهم ، دفاعاً عن الإسلام والأمّة والدولة ، ومثلها غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة لبلاد الروم .. ذلك لأنّ رسول الله بلغته أنباء ومعلومات عن تهيؤ الروم لغزو المدينة المنورة ، والقضاء على الدعوة الإسلامية والدولة .. ممّا دعا رسول الله (ص) إلى غزوهم كمبادرة دفاعية ، وعمل وقائيّ .. وانتهى الموقف بعد وصول جيش المسلمين إلى تبوك من أرض الشام بالصلح . . إذ التقى يوحنا حاكم (إيليا) بالرسول (ص) وجرى تفاوض بينهما ، توصّلا فيه إلى الصلح ووُقِّعت معاهدة في ذلك بين الطرفين ..
منقول
تعليق