بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ * وَقالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ))
محمد بن إبراهيم: في الغيبة عن علي بن أحمد، عن عبد (عبيد) الله بن موسى (العلوي) (بن العباس)، عن عبد الله بن محمد قال: حدثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق الهمداني عن الحرث (الحراث) عن علي أمير المؤمنين عليه السلام (أنه) قال:
المهدي أقبل جعد بخده خال يكون مبدأه من قبل المشرق، (و) فإذا كان ذلك خرج السفياني فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر يخرج بالشام فيقاد (فينقاد) له (أهل) الشام الا طوائف (من الـ) مقيمين على الحق يعصمهم الله عن (من) الخروج معه، ويأتي المدينة بجيش جرار حتى اذا انتهى الى بيداء المدينة خسف (الله به، وذلك قول الله عز وجل في كتابه): ((ولَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)).
علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني أنظر الى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره الى الحجر ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم عليه السلام فأنا أوفى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى عليه السلام، أيها الناس من يحاجني في رسول الله (محمد) فأنا أولى برسول الله (بمحمد) صلى الله عليه وآله وسلم، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهي الى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه.
ثم قال ابو جعفر عليه السلام: هو والله (المضطر في كتاب الله) في قوله: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأَْرْضِ)) فيكون أول من يبايعه جبرائيل ثم الثلثمائة والثلثة عشر رجلاً، فمن كان ابتلي بالمسير وافى (وافاه) ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: ((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)) قال: الخيرات الولاية: وقال في موضع آخر: ((وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)) وهم (والله) أصحاب القائم عليه السلام يجتمعون (والله) إليه في ساعة واحدة.
فإذا جاء الى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم وهو قوله: ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ وقالُوا آمَنَّا بِهِ)) يعني بالقائم من آل محمد عليهم السلام، ((وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)) الى قوله: ((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ)) (يعني) أن لا يعذبوا ((كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ)) يعني من كان قبلهم من المكذبين هلكو.
ثم قال علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا)) (قال): من الصوت وذلك الصوت من السماء، (وفي قوله)((وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)) قال: من تحت أقدامهم خسف بهم.
ثم قال: أخبرنا الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد بن جمهور، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: ((وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)) قال: إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولاً من حيث يناله.
العياشي: بإسناده عن عبد الأعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام يكون لصاحب هذا الأمر غيبة، وذكر حديثاً طويلاً يتضمن غيبة صاحب الأمر عليه السلام وظهوره الى أن قال عليه السلام:
فيدعو الناس (يعني القائم عليه السلام) الى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة من عدوه، ولا يسمى أحداً حتى ينتهي الى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذهم من تحت أقدامه، وهو قول الله عز وجل: ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ، وقالُوا آمَنَّا بِهِ)) يعني بقائم آل محمد ((وقد كفروا به)) يعني بقائم آل محمد، الى آخر السورة، فلا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وتر ووتير من مراد، وجوههما في أقفتيهما يمشيان القهقري فيخبران الناس بما فعل بأصحابهم.
(والحديث طويل تقدم في قوله: ((وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)) من سورة الأنفال).
محمد بن العباس: قال: حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الصباح المدايني، عن الحسن بن محمد بن شعيب عن موسى بن عمر بن يزيد (زيد)، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن ابي خالد الكابلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يخرج القائم عليه السلام فيسير حتى يمر بمر (وٍ) فيبلغه أن عامله (قد) قتل، فيرجع (إليهم) فيقتل المقاتلة ولا يزيد على ذلك شيئاً.
ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي الى البيداء، فيخرج جيش السفياني (جيشان للسفياني) فيأمر الله عز وجل الأرض أن تأخذ بأقدامهم، وهو قوله عز وجل: ((وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ، وقالُوا آمَنَّا بِهِ)) يعني بقيام القائم عليه السلام ((وقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ)) يعني بقيام القائم عليه السلام من آل محمد عليهم السلام ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ((وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ
المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
تعليق