سؤال: ولاية أهل البيت والبراءة من أعدائهم من الواجبات وهما من فروع الدين، ولكني لا أجد لهما شرحًا في الرسائل العملية.
أعرف أنَّ ولاية أهل البيت تعني طاعتهم واتباع نهجهم والتسليم لأمرهم.
ولكني لا أعرف معنى البراءة من أعدائهم، وكيف يتحقق ذلك؟
أي ماذا أفعل لأداء هذا الواجب الهام في ظل وجوب التعايش السلمي معهم، وكيف يتلاءم ذلك مع محبة أبناء الطوائف الأخرى والوحدة بين المسلمين؟!الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولاية اهل البيت (عليهم السلام) والبراءة من اعدائهم ليستا فقط من الواجبات بل من الاساسيات للدين الاسلامي و الرسائل العملية يذكر فيها الفقهاء بعض الاحكام الفرعية فهم لا يذكرون مثلا مناسك الحج او بعض احكام الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فليس معناه ان هذه الاحكام ليست من الفروع وهكذا البراءة واحكامها لا تذكر اما لانها قد تثير الفتنة او من باب الاحتياط في هذه الازمنة والا بعض احكام البراءة يتعلق بالعمل وبعضها يتعلق بالعقيدة و القلب .
واما معنى البراءة من اعدائهم وكيف يتحقق ذلك فنقول كما عرفت معنى الولاية وانها هي الطاعة المطلقة لاهل البيت (عليهم السلام) واتباع نهجهم والتسليم المطلق لاوامرهم كذلك ضدها البراءة من اعدائهم تتحقق بمعناها فلا طاعة لهم ولا اتباع لنهجهم ولا تسليم لامرهم, وللبراءة- كما للولاية- مظاهر ومعالم والاحكام بالنسبة للزمان والمكان قد تختلف
نذكر لك رواية تفهم بالتأمل فيها مدى معنى البراءة : فعن عبد الله بن عطاء قال : قلت لابي جعفر (عليه السلام): رجلان من اهل الكوفة اخذا فقيل لهما : ابرءا من امير المؤمنين فبرئ احدهما وابى الاخر فخلي سبيل الذي برئ وقتل الاخر فقال : اما الذي برئ فرجل فقيه في دينه واما الذي لم يبرا فرجل تعجل الجنة (الكافي باب التقية ح31 .)واظهار الانزجار والنفور من اعداء اهل البيت واجب على كل حال ولكن لابد ان تكون فقيها في الدين في هذا الزمان بل في كل زمان والبراءة بعضها يتعلق بالجوارح وبعضها بالجوانح كما الولاية لاهل البيت(عليهم السلام) فنحب اهل البيت (عليهم السلام) ونتولاهم باليد واللسان والقلب كذلك لابد ان نتبرأ من اعدائهم ونخالفهم باليد واللسان والقلب ولكل منهما مجال ومقام .
ودمتم في رعاية الله
تعليق