اللهم صل على محمد و آل محمد نور الأنوار
و حجج الجبار
و وجه ذي الجلال و الإكرام
و مالكي نواصي الأنام
و مقلبي الأحوال
و إليهم أمر الآجال
و عليهم تعرض الأعمال ،
المتمثلة فيهم قدرة الله
و الظاهرة في شخصهم رحمة الله ،
نور الله الأعظم و كلماته التامات ...
حول الحديث المشهور الذي رواه الفريقان :
أن الزهراء عليها السلام دخلت على النبي صلى الله عليه وآله في مرض وفاته ،
فلما أخبرها بقرب وفاته بكت ،
ثم لما أسر في أذنها أنها أول أهلها لحوقا به ضحكت وسرت ،
وقد قال العلامة الأربلي تعليقا على هذا الحديث:
فاطمة عليها السلام هي سليلة النبوة و رضيعة در الكرم والأبوة ،
ودرة صدف الفخار ، وغرة شمس النهار ، وذبالة مشكاة الأنوار ،
وصفوة الشرف والجود ، وواسطة قلادة الوجود ،
نقطة دائرة المفاخر قمر هالة المآثر ،
الزهرة الزهراء ، والغرة الغراء ،
العالية المحل ،
الحالة في رتبة العلاء السامية ،
المكانة المكينة في عالم السماء ، المضيئة النور المنيرة الضياء ،
المستغنية باسمها عن حدها ووسمها ، قرة عين أبيها وقرار قلب أمها ،
الحالية بجواهر علاها ، العاطلة من زخرف دنياها ،
أمة الله وسيدة النساء ، جمال الاباء وشرف الأبناء ،
يفخر آدم بمكانها ويبوح نوح بشدة شأنها ،
ويسمو إبراهيم بكونها من نسله ، وينجح إسماعيل على اخوته إذ هي فرع أصله ، وكانت ريحانة محمد (ص) من بين أهله ،
فما يجاريها في مفخر إلا مُغَلَّب ، ولا يباريها في مجد إلا مُؤَنَّب ،
ولا يجحد حقها إلا مأفون ، ولا يصرف عنها وجه إخلاصه إلا مغبون .
وبيان ذلك وتفصيل جمله : إن الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت ، مطبوعة على النفور منه ، محبة للحياة مايلة إليها ،
حتى الأنبياء عليهم السلام على أشرف مقاديرهم وعظم أخطارهم ومكانتهم من الله تعالى ومنازلهم من محال قدسه ،
وعلمهم بما تؤول إليه أحوالهم وتنتهي إليه أمورهم أحبوا الحياة ومالوا إليها وكرهوا الموت ونفروا منه ، وقصة آدم عليه السلام مع طول عمره وامتداد أيام حياته معلومة .
ثم نقل الأربلي بعض ما نُقل عن سيرة بعض الأنبياء العظام كداود ونوح وموسى وإبراهيم على نبينا و آله وعليهم الصلاة والسلام تحكي كراهتهم للموت، ثم عقب على ذلك قائلا :
فهؤلاء الأنبياء عليهم السلام وهم ممن عرفت شرفهم وعلا شأنهم وارتفاع مكانهم ومحلهم في الآخرة، وقد عرفوا ذلك وأبت طباعهم البشرية إلا الرغبة في الحياة،
وفاطمة عليها السلام امرأة حديثة عهد بصبي ذات أولاد صغار وبعل كريم،
لم تقض من الدنيا إربا وهي في غضارة عمرها وعنفوان شبابها، يُعرِّفها أبوها أنها سريعة اللحاق به فتسلو موت أبيها صلى الله عليه وآله وتضحك طيبةً نفسها بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها فرحةً بالموت،
مائلةً مستبشرة بهجومه،
مسترسلةً عند قدومه،
وهذا أمر عظيم لا تحيط الألسن بصفته،
ولا تهتدي القلوب إلى معرفته،
وما ذاك إلا لأمر علمه الله من أهل البيت الكريم ، وسِرٌّ أوجب لهم مزية التقدم،
فخصهم بباهر معجزاته،
وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته،
وأيدهم ببراهينه الصادعة ودلالاته،
والله أعلم حيث يجعل رسالته، و الحديث ذو شجون .
إنتهى
من كتاب : (( حوار مع فضل الله حول الزهراء (س) - السيد هاشم الهاشمي - الصفحة 93 )) .
و صلى الله على محمد و آل محمد .
و حجج الجبار
و وجه ذي الجلال و الإكرام
و مالكي نواصي الأنام
و مقلبي الأحوال
و إليهم أمر الآجال
و عليهم تعرض الأعمال ،
المتمثلة فيهم قدرة الله
و الظاهرة في شخصهم رحمة الله ،
نور الله الأعظم و كلماته التامات ...
حول الحديث المشهور الذي رواه الفريقان :
أن الزهراء عليها السلام دخلت على النبي صلى الله عليه وآله في مرض وفاته ،
فلما أخبرها بقرب وفاته بكت ،
ثم لما أسر في أذنها أنها أول أهلها لحوقا به ضحكت وسرت ،
وقد قال العلامة الأربلي تعليقا على هذا الحديث:
فاطمة عليها السلام هي سليلة النبوة و رضيعة در الكرم والأبوة ،
ودرة صدف الفخار ، وغرة شمس النهار ، وذبالة مشكاة الأنوار ،
وصفوة الشرف والجود ، وواسطة قلادة الوجود ،
نقطة دائرة المفاخر قمر هالة المآثر ،
الزهرة الزهراء ، والغرة الغراء ،
العالية المحل ،
الحالة في رتبة العلاء السامية ،
المكانة المكينة في عالم السماء ، المضيئة النور المنيرة الضياء ،
المستغنية باسمها عن حدها ووسمها ، قرة عين أبيها وقرار قلب أمها ،
الحالية بجواهر علاها ، العاطلة من زخرف دنياها ،
أمة الله وسيدة النساء ، جمال الاباء وشرف الأبناء ،
يفخر آدم بمكانها ويبوح نوح بشدة شأنها ،
ويسمو إبراهيم بكونها من نسله ، وينجح إسماعيل على اخوته إذ هي فرع أصله ، وكانت ريحانة محمد (ص) من بين أهله ،
فما يجاريها في مفخر إلا مُغَلَّب ، ولا يباريها في مجد إلا مُؤَنَّب ،
ولا يجحد حقها إلا مأفون ، ولا يصرف عنها وجه إخلاصه إلا مغبون .
وبيان ذلك وتفصيل جمله : إن الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت ، مطبوعة على النفور منه ، محبة للحياة مايلة إليها ،
حتى الأنبياء عليهم السلام على أشرف مقاديرهم وعظم أخطارهم ومكانتهم من الله تعالى ومنازلهم من محال قدسه ،
وعلمهم بما تؤول إليه أحوالهم وتنتهي إليه أمورهم أحبوا الحياة ومالوا إليها وكرهوا الموت ونفروا منه ، وقصة آدم عليه السلام مع طول عمره وامتداد أيام حياته معلومة .
ثم نقل الأربلي بعض ما نُقل عن سيرة بعض الأنبياء العظام كداود ونوح وموسى وإبراهيم على نبينا و آله وعليهم الصلاة والسلام تحكي كراهتهم للموت، ثم عقب على ذلك قائلا :
فهؤلاء الأنبياء عليهم السلام وهم ممن عرفت شرفهم وعلا شأنهم وارتفاع مكانهم ومحلهم في الآخرة، وقد عرفوا ذلك وأبت طباعهم البشرية إلا الرغبة في الحياة،
وفاطمة عليها السلام امرأة حديثة عهد بصبي ذات أولاد صغار وبعل كريم،
لم تقض من الدنيا إربا وهي في غضارة عمرها وعنفوان شبابها، يُعرِّفها أبوها أنها سريعة اللحاق به فتسلو موت أبيها صلى الله عليه وآله وتضحك طيبةً نفسها بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها فرحةً بالموت،
مائلةً مستبشرة بهجومه،
مسترسلةً عند قدومه،
وهذا أمر عظيم لا تحيط الألسن بصفته،
ولا تهتدي القلوب إلى معرفته،
وما ذاك إلا لأمر علمه الله من أهل البيت الكريم ، وسِرٌّ أوجب لهم مزية التقدم،
فخصهم بباهر معجزاته،
وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته،
وأيدهم ببراهينه الصادعة ودلالاته،
والله أعلم حيث يجعل رسالته، و الحديث ذو شجون .
إنتهى
من كتاب : (( حوار مع فضل الله حول الزهراء (س) - السيد هاشم الهاشمي - الصفحة 93 )) .
و صلى الله على محمد و آل محمد .
تعليق