لمّا استلم عليّ عليه السﻼم بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وأضجعها في لحدها
قال : " يا أرض أستودعك وديعتي، هذه بنت رسول الله، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، سلمتكِ أيتها الصدّيقة إلى من هو أولى بكِ منّي،
ورضيت لكِ بما رضي الله تعالى لكِ " ، ثم قرأ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اُخرى ، ثم خرج من القبر، وتقدّم الحاضرون وأهالوا التراب على تلك الدرّة النبويّة، وسوّى عليّ عليه السﻼم قبرها .ولمّا نفض اﻹمام يده الشريفة من تراب القبر هاج به الحزن لفقد بضعة الرسول وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية واﻹيثار، وتحمّلت من أجله اﻷهوال والصعاب، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم قال : " السﻼم عليك يا رسول الله عنّي، والسﻼم عليك عن ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلّدي، إﻻّ أنّ في التأسي لي بسنَّتك في فرقتك موضع تعزي، فلقد وسدتُك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك بين نحري وصدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي .بلى، وفي كتاب الله لي أنعم القبول، إنّا لله وإنّا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله !
أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، ﻻ يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله دارك التي أنت فيها
مقيم، كَمَدٌ مقيّح، وهم مهيّج، سرعان ما فرّق الله بيننا وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتضافر
اُمّتك عليَّ، وعلى هضمها حقّها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لمتجد إلى بثه سبيﻼً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين، والسﻼم عليكما يا رسول الله سﻼم
مودّع ﻻسئم وﻻ قال، فإن أَنصرف فﻼ عن مﻼلة، وإن أُقم فﻼ عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين،
والصبر أَيمن وأجمل .
ولو ﻻ غلبة المستولين علينا لجعلتُ المقام عند قبرك لزاماً، والتلبّث عنده عكوفاً، وﻷعولت إعوال
الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً، ويهتضم حقّها قهراً، ويمنع إرثها جهراً ولم
يطل منك العهد، ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله ـ المشتكى، وفيك ـ يا رسول الله ـ أجمل العزاء، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته "
السﻼم عليك يا موﻻتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حيّةً
قال : " يا أرض أستودعك وديعتي، هذه بنت رسول الله، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، سلمتكِ أيتها الصدّيقة إلى من هو أولى بكِ منّي،
ورضيت لكِ بما رضي الله تعالى لكِ " ، ثم قرأ منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اُخرى ، ثم خرج من القبر، وتقدّم الحاضرون وأهالوا التراب على تلك الدرّة النبويّة، وسوّى عليّ عليه السﻼم قبرها .ولمّا نفض اﻹمام يده الشريفة من تراب القبر هاج به الحزن لفقد بضعة الرسول وزوجته الودود التي عاشت معه الصفاء والطهارة والتضحية واﻹيثار، وتحمّلت من أجله اﻷهوال والصعاب، فأرسل دموعه على خدّيه، وحوّل وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم قال : " السﻼم عليك يا رسول الله عنّي، والسﻼم عليك عن ابنتك وحبيبتك وقرّة عينك وزائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلّدي، إﻻّ أنّ في التأسي لي بسنَّتك في فرقتك موضع تعزي، فلقد وسدتُك في ملحودة قبرك بعد أن فاضت نفسك بين نحري وصدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي .بلى، وفي كتاب الله لي أنعم القبول، إنّا لله وإنّا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، واختلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله !
أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهّد، ﻻ يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله دارك التي أنت فيها
مقيم، كَمَدٌ مقيّح، وهم مهيّج، سرعان ما فرّق الله بيننا وإلى الله أشكو، وستنبئك ابنتك بتضافر
اُمّتك عليَّ، وعلى هضمها حقّها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لمتجد إلى بثه سبيﻼً، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين، والسﻼم عليكما يا رسول الله سﻼم
مودّع ﻻسئم وﻻ قال، فإن أَنصرف فﻼ عن مﻼلة، وإن أُقم فﻼ عن سوء ظنّ بما وعد الله الصابرين،
والصبر أَيمن وأجمل .
ولو ﻻ غلبة المستولين علينا لجعلتُ المقام عند قبرك لزاماً، والتلبّث عنده عكوفاً، وﻷعولت إعوال
الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرّاً، ويهتضم حقّها قهراً، ويمنع إرثها جهراً ولم
يطل منك العهد، ولم يخلق منك الذكر، فإلى الله ـ يا رسول الله ـ المشتكى، وفيك ـ يا رسول الله ـ أجمل العزاء، فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته "
السﻼم عليك يا موﻻتي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثين حيّةً
تعليق