بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نداء الى من تحب الزهراء عليها السلام
ما نراه منتشرا في هذه الأيام وبشكل ملفت جدا هو لبس النساء للبنطال .
أختي المؤمنة : لو تأملتِ فيما تلبسين وسألتِ نفسكِ هل هذا اللباس شرعي ؟ وهل يرضى به الله ورسوله ؟ وتصورتِ ان الزهراء عليها السلام تقف أمامكِ هل تلبسينه ؟ أم ستقولين في نفسكِ ان الزهراء عليها السلام لا تقبل بهذا . أم ستسأليها عن رأيها فماذا يا ترى سوف تجيبكِ ؟ هل ستقول لك بارك الله فيكِ وفيما تلبسين ؟ أم ستتألم وتبكي على حالكِ وما وصلتِ اليه من تهاون باللباس الشرعي ؟ .
نحن نسمي أنفسنا باسمها ونقول نحن فاطميات ، فلماذا لا نقتدي بها ألم تتأملي في خطبتها الفدكية الشريفة فيما قاله الراوي :[ انها لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ] أليس- الجلباب- هوالثوب الواسع الفضفاض الذي لا يحكي ما تحته ؟ أليس عبارة- تطأ ذيولها-كناية عن طول ردائها الذي يستر قدميها ؟ بل هو كذلك وليس كما تفعل النساء في وقتنا هذا انهن يقصرن من طول ردائهن لكي يظهر من تحته البنطال حتى تكون أكثر أنافة وتحضرا ، وهذا في نظرها وليس في نظر الشرع .لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بلبس الجلباب إذ قال في كتابه العزيز :[ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ](59) الاحزاب .
أي : فليسترن موضع الجيب بالجلباب ،وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة . وقيل أراد بالجلابيب الثياب والقميص والخمار وما تستتر به المرأة ذلك أقرب الى أن يعرفن بزيهن أنهن حرائر ولسن بإماء ، فلا يؤذيهن أهل الريبة ، فإنهم كانوا يمازحون الإماء ، وربما كان يتجاوز المنافقون الى ممازحة الحرائر ، فإذا قيل لهم في ذلك ، قالوا حسبناهن إماء ، فقطع الله عذرهم . وقيل معناه : ذلك أقرب الى أن يعرفن بالستر والصلاح فلا يتعرض لهن ، لأن الفاسق إذا عرف المرأة بالستر والصلاح لم يتعرض لها.[تفسير مجمع البيان للطبرسي].
فأنت يا أختي المسلمة عزيزة عند الله تعالى ويريد لكِ الخير والصلاح ويريد أن يحميكِ من ضعاف النفوس ، فأنت بلبسك البنطال وقعتِ في مخالفات شرعية ثلاث :
1-التشبه بالرجال وهو من أهم المحرمات في الشريعة الإسلامية ، والمقصود به هو صيرورتكِ بهيئة الرجل وتزييكِ بزيه .
2-انه يظهر مفاتنكِ ويحكي ما تحته ، فإنه يظهر جمال بدنكِ ويحكي هيئته ويصور شكله .
3-انه لباس الشهرة فكل لباس غير متعارف لبسه بالبلد فهو لباس شهرة ، لأن لكل قوم لباس ولباسنا هو الجلباب -العباءة- فإذا خالفنا فهو لباس الشهرة ، وليس فقط البنطال هو لباس شهرة ، وإنما إذا لبسنا مثلا زي الكرد في الجنوب فإنه لباس الشهرة لأنه ملفت للإنتباه ويبعث على الريبة ، وكذلك المرأة المسلمة في بلاد الغرب فإنها تلبس اللباس الشرعي غير الملفت ، وهكذا . فلكل بلد لباس شرعي ، فإذا خالفنا ولبسنا لباس غير شرعي فإننا بذلك قد اتبعنا خطوات الشيطان وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن اتباعها بقوله : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (21) سورة النور .
فالشيطان لا يأتي الى الإنسان مباشرة ولكن بخطوات حتى يستدرجه من حيث لا يشعر فعندما تلبسين ما يخالف الشرع فإنك قد اتبعتِ أول خطواته فإنه سيجرك الى الخطوات التي بعدها فيقول لك البنطال تحت العباءة أو تحت الجلباب ، ثم بعد ذلك يخطو نحو لبس القميص الطويل فوقه ، ثم الأقصر فالأقصر . فخير للمرأة أن تلبس اللباس الوسط ، أي لا تلبس لباس الذلة الذي نهى عنه الإسلام لأنه يظهر المسلم في قباحة وإذلال بين الناس ، ولا أن تلبس لباس التكبر والخيلاء بحيث يبعث الريبة في نفوس الناظرين رجالاً كانوا أو نساءً ، فالمرأة لا يجوز لها أن تظهر مفاتنها حتى للمرأة إن كانت نظرتها نظرة ريبة .
فعلى المرأة المسلمة أن ترتدي الملابس التي تظهرها بمظهر العفة والإحترام أمام الناس .
أختي المؤمنة أنت تعرفين أن أعمالنا تعرض على إمام زماننا عجل الله تعالى فرجه الشريف فلماذا هذه المخالفات التي تؤلم قلبه وتؤخر ظهوره .
أختي المؤمنة قد تقولين انه روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنهقال ما مضمونه : اللهم اغفر للمتسرولات . أقول لك ليس هذا هو السروال الذي أوصى به وبارك فيمن تلبسه ، وهو الذي جاء بمكارم الأخلاق ، وليصون الحرائر من دنس الجاهلية ، بل السروال الشرعي هو السروال الفضفاض الذي يلبس تحت الثياب ولا يظهر منه شيء .
وفي الختام أقول لك يا أختي العزيزة اني قد كتبت هذه السطور لأني أحبك . أشكرك على قراءتك لهذه الكلمات التي رجوت بها رضا الله سبحانه وتعالى .
أسأله تعالى أن يهديني وإياكِ لما يحب ويرضى إنه نعم المولى ونعم المجيب .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين....
تعليق