لم تُقنع السعودية احدا وهي تتبرأ من افعال المجموعات السلفية التكفيرية المجرمة التي زرعتها الوهابية في جسد الامة، والتي عاثت في ارض الله فسادا دون ان يردعها وازع ديني او انساني، لسبب بسيط وهو ان هذه المجموعات هي نسخ باهتة من الوهابية الام التي فرخت كل هذه المجموعات من علاقة طويلة مع الصهيونية العالمية.
محاولات السعودية التنصل من فظائع المجموعات التكفيرية الوهابية، وخاصة اصرار هذه المجموعات على تدمير ومحو كل رمز اسلامي، تحت ذريعة الدفاع عن التوحيد الوهابي الاخرق، لايبدو انها تقنع حتى السذج من الناس، لان تدمير الاثار الاسلامية ومحوها من الوجود هي صناعة سعودية صرفة.
كل الاحرار والشرفاء في العالم، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او المذهبية، استنكروا وشجبوا، الاصرار الملفت للتكفيريين الوهابيين في افغانستان وباكستان والعراق وسوريا وليبيا ومالي والصومال وباقي البلدان الاخرى، على تفجير اضرحة ومقامات الانبياء والصحابة والتابعين والاولياء الصالحين والرموز الدينية والادبية والسياسية، بل لايكتفون بذلك حيث يقومون بنبش القبور، دون ان يرتد لهم جفن، بل يفخرون بما يفعلون عبر تصوير هذه الجرائم البشعة على اصوات التهليل والتكبير، لانها تتعارض مع الفطرة الانسانية.
السعودية، مسقط راس الوهابية، تحاول هذه الايام ان تنضم الى الموقف العالمي المندد بممارسات العصابات التكفيرية، لكن تاريخ وحاضر هذه المملكة بوهابيتها ونظامها السياسي الشاذ، يتناقضان بالمرة مع الصورة التي تحاول ان تظهر عليها امام العالم الذي ضاق ذرعا بممارسات عصاباتها المنتشرة في كل مكان.
التاريخ يحدثنا ان الوهابية هي الرائدة، حتى قبل الصهيونية، في معاداة كل رمز تاريخي يمكن ان يُظهر عظمة وروح الدين الاسلامي، وقد دمرت اقدس مقدسات المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي جزيرة العرب بشكل عام، تطبيقا لتعاليم الارهابي الاول المدعو محمد بن عبدالوهاب، الذي وصلت به الجرأة الى الدعوة لهدم قبر خير من وطأ الارض نبي الرحمة محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم، لولا العناية الالهية التي وقفت في وجه هذا المعتوه ومرتزقته من الاجلاف والهمج، وحالت دون تحقيق هدفهم الشيطاني.
ان مهمة اقتلاع الانسان المسلم من جذوره وفصله عن تاريخه عبر محو كل رمز من رموز هذا التاريخ تحت ذريعة التوحيد الغبي للمجرم محمد بن عبد الوهاب، لم تنحصر في الماضي، حيث نفذت المهمة بفجاجة وغباء وصلف واستهتار فظيع، بل ان معاول الهدف مازالت تلاحق ما تبقى من هذه الرموز التي بقيت عصية على الهدم خوفا من اثارة حفيظة المسلمين، فقد اتت الوهابية على ما تبقى من هذه المعالم ولكن تحت ذرائع يمكن تبريرها عند السذج من الناس ومن هذه الذرائع ذريعة تطوير وتوسيع الحرم المكي اوالحرم النبوي او القيام بمشاريع انمائية مختلفة.
ففي مكة والى جانب البيت العتيق هناك بيت ولد به خير البشر النبي محمد صلي الله عليه واله وسلم، حاولت الوهابية بصلفها المعهود هدم هذا البيت، لانه من معالم الشرك!!، الا ان هناك اصوات تعالت من مختلف مناطق العالم الاسلامي، منعت الوهابية من تنفيذ رغبتهم الشيطانية، فما كان منهم الا ان حولوه الى مكتبة، ولكن رغم ذلك ظل هذا المكان مكانا مميزا تهفو اليه القلوب، وهو مالم تتحمله الوهابية المتخلفة، فخرجت على الناس برواية جديدة وهي ان هذا البيت يقف حجر عثرة امام تطوير الحرم المكي وانه لابد من تدميره وازالته من اساسه.
والملفت ان الشركة التي تريد تدمير البيت، هي شركة بن لادن السعودية، وهو ما اثار حفيظة حتى الجهات الاجنبية التي تعتبرها الوهابية كفرة، والتي دعت الى التدخل للحيلولة دون ازالة هذا المعلم الذي لا يقدر ثمنه حتى بكنوز الارض جميعها.
جهات عربية واسلامية وغربية حذرت من المساس بهذه الاثار لقيمتها الانسانية، معتبرة ان الوهابية لا تدرك قيمة هذه الاثار، الا ان الحقيقة غير ما ذهبت اليه هذه الجهات من ناحية عدم معرفة الوهابية بقيمة هذه الاثار الاسلامية، فان الوهابية تعرف قبل غيرها بقيمة هذه الاثار ولهذا السبب بالذات تصر على تدميرها وامحائها من ذاكرة المسلمين، تنفيذا لتعاليم تتشاطر فيها مع الصهيونية العالمية، التي تعتبر الحد الاخر من المقص الذي يستخدم بيد الاستكبار العالمي لقطع الانسان المسلم من جذوره في جزيرة العرب المنكوبة بالوهابية وفي فلسطين المنكوبة بالصهيونية.
تعليق