بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين
لا ريب في أهمية البعد الأخلاقي في حياة الفرد، وهذا البعد أحد اهم الأبعاد التي أولتها المنظمات الانسانية اليوم العناية الفائقة، هذا بغض النظر عن تعاليم الديانات السماوية والوضعية وأهتمامها الشديد بعنصر الاخلاق في الأنسان إذ يشكل الدعامة الفائقة في رقي الفرد وتقدمه، ولسنا الان بصدد البحث التأريخي والقيمي لمبدأ الاخلاق فنكاد نجرم بواقعيته وأهميته في حياة الشعوب البشرية، وعلماء النفس والتربية قد أتعبوا أنفسهم في إيجاد الطرق التربوية العلمية والاخلاقية لما لمسوه من واقع مهم لهذا البعد، وأما علماء الفلسفة فقد أهتموا بهذا البعد أهتماماً واضحاً على الرغم من الاختلاف الحاصل فيما بينهم حول البعد والتطور الذي حصل فيه كالاخلاق النفعية والبركماتية وغيرها لكن الأهم هو كبرى القضية بعيداً عن تفاصيلها بعبارة أخرى التمسك بالمبدأ بعيداً عن تطوراته وما بعدها، رغم أننا نجد الكثير من الفوارق بين أخلاق الفلاسفة القدماء وفلاسفة العصور المتأخرة وقد كتبت فيها أبحاث عديدة ، فالنتيجة أن البعد الاخلاقي في الانسان عالمي الاهتمام.
وإنما الاُمم الأخلاق ما بَقيتْ *** فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذَهبوا (أحمد شوقي)
الأخلاق في المدارس الفلسفية:
أن علماء الفلسفة قد كتبوا في الاخلاق وفي فلسفتها وأختلفت كلماتهم فيها تبعاً للبعد الفلسفي الذي يمتلكه الفيلسوف فالسفسطائيون قالوا أن الاخلاق لا تخضع للعلم والعقل وأنما هي بأتباع رغبات الانسان وما تطلبه نفسه أن الشخص الذي يحجز نفسه عن الملذات والتمتع بها يعدُ فقيراً وعاجزًا بنظرهم هذا لان العقل عندهم لا يعدُ من مصادر المعرفة، بينما نجد فلسفة سقراط وأفلاطون تعتقد أن العقل هو مصدر المعرفة عند الانسان ويعتبر هذا رداً على فلسفة السفسطة فجعل سقراط البعد الاخلاقي يقرره العقل لا الرغبات والشهوات فعنده الفضيلة علم والرذيلة جهل بينما هنالك فلاسفة آخرون أنكروا ذلك وقالوا إن اللذة والسعادة لا بالروح والعقل بالحس بينما نجد الفكر الفلسفي الحديث ينظر للاخلاق نظرة مغايرة عن الفكر الفلسفي القديم إذ ترى المدرسة النفعية أن قيمة الاخلاق في أهمية مساهمتها في النفع العام فكل فعل كان له دور في إنتاج قيمة نفعية، هذا ما يراه جيرمي بنثام (ت 1832م) الفيلسوف الانكليزي
القران وأهمية الاخلاق:
إن أعظم شخصية في القران الكريم هي خاتم الانبياء بلا خلاف بين المسلمين فكان أعظم وصفٍ وصفه القرآن الكريم لهذا النبي الأعظم ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فبانت عظمته بالوصف الذي وصف وبانت عظمة الوصف بعظمة الموصوف وكذلك قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمؤْمِنينَ اِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيـاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتـابَ وَالْحِكْمَةَ وَ إِنْ كـانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلال مُبين( فيؤكد ذلك بقوله (صلى الله عليه واله)انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق)([1])
السنة الشريفة وأهمية الاخلاق:
كتب مستقلة ألفت في هذا الفن واعتمدت كل الاعتماد على الروايات التي وردت عن اهل البيت (عليهم السلام) وهي كثيرة جداً نورد منها ما رواه العلامة الطبرسي (قال أدبني ربي فأحسن تأديبي و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار و عن أبي الدرداء قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن و عن الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة([2])وسئل الصادق (عليه السلام) ماحد حسن الخلق ؟ قال : تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن ([3])وعن النّبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «ما يوضع في ميزان امرىء يوم القيامة أفضل من حسن الخُلُق» ([4])
وختاماً نورد درر وجواهر عن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم
5351- بشرك أول برك و وعدك أول عطائك
5355- حسن البشر أول العطاء و أسهل السخاء
5356- حسن الخلق من أفضل القسم و أحسن الشيم
5357- حسن الخلق خير قرين و العجب داء دفين
5358- حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق
5359- حسن الخلق أحد العطاءين
5360- حسن الخلق رأس كل بر
5361- رأس الإيمان حسن الخلق و التحلي بالصدق ولم يضق شي ء مع حسن الخلق([5])
صفة الداعي الخلقية في الجدال او الحوار:
باتت المناظرات والحوارات واضحة الاهداف والاساليب للكثير من المتحاورين وأن كانت النية من الخفايا التي لا يعلم بها الا وحده جلَ وعلا
قال الشيخ ناصر مكار الشيرازي(ثمّ تطرقت الآية التالية إلى ذكر قانون أخلاقي يحدد كيفية التعامل مع الكفار لتكمل أبحاثها المنطقية السابقة عن هذا الطريق، فحولت الخطاب إلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقالت: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيّام الله). فمن الممكن أن تكون معاملة هؤلاء قاسية، وتعبيراتهم خشنة غير مؤدبة، وألفاظهم بذيئة، وذلك لبعدهم عن مبادئ الإيمان وأسس التربية الإلهية، غير أنّ عليكم أن تقابلوهم بكلّ رحابة صدر لئلا يصروا على كفرهم ويزيدوا في تعصبهم، فتبعد المسافة بينهم وبين الحق.
إنّ حسن الخلق والصفح ورحابة الصدر يقلل من ضغوط هؤلاء وعدائهم من جهة، كما أنّه يمكن أن يكون عاملاً لجذبهم إلى الإيمان وإقبالهم عليه. وقد ورد نظير هذا الأمر الأخلاقي كثيراً في القرآن الكريم كقوله تعالى: (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون) إنّ التصلب في التعامل مع الجاهلين والإصرار على عقوبتهم لا يثمر في العادة، بل إن تجاهلهم والإعتزاز بالنفس أمامهم هو الأُسلوب الناجح في إيقاظهم، وهو عامل مؤثر في هدايتهم. وليس هذا قانوناً عاماً بالطبع، إذ لا يمكن إنكار وجود حالات لا يمكن معالجتها ومواجهتها إلاّ بالغلظة والشدّة، غير أنّها قليلة)([6])
فليس بحال ان يكون المناقش لا يهتدي بهدى من يتولاه ويقتدي بسيرته، لان الذي يريد ان يناظر عليه ان يتمسك بقواعد عديدة ذكرت في كتب آداب المناظرة فالاهم فيها حسن الخلق الذي تتفرع منه عدة مطالب مهمة في الحوار منها نية المناظر او المحاور بحيث لا تكون بداعي الغلبة والنصرة، اذ إن كثير من مناظرات اعلامنا الكرام كانوا ولا يزالون يهتمون بالبعد الاخلاقي في المناظرة ونحن شاهدنا كيف يتأثر بعض المخالفين باخلاق وطرح الاعلام من مذهبنا ولعمرك هذا يسجل في سجل الخلود والعلم، أما الطرف المخالف فمعروف طرحه وخلقه وكلاهما لا يمتان للعلم والخلق بصلة وكأن المناظرة وعلم الكلام حرفة يتقمصها من يكون له حرفة في التدليس والكذب، والباب واسع عريض والشواهد كثيرة يطول المقام بعرضها ولكن نلمح لبعض هذه الشواهد فمثلا عندما تتصفح كتب المخالفين تجدهم بأبشع العبارات يصفون علماء وشيعة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الشاهد الاول:
هذا الشاهد يعتبر من الشواهد التي تدل على عجز المناظر عندما يريد ان يسقط شخصية علمية بحجم العلامة الحلي فيقول الصفدي بحق العلامة :وكان ابن المطهر ريض الأخلاق مشتهر الذكر تخرج به أقوام كثيرة وحج أواخرعمره، بينما نقل ان ابن تيمية كان يطلق على العلامة ابن المنجس[7]
والعجب العجاب على من يكون عليه العتاب الا وهو يوسف الاتابكي(ت874هـ) عندما وصف العلامة قائلاً (كان عالما بالمعقولات وكان رضى الخلق حليما وله وجاهة عند خربندا ملك التتار) لكنه لم يلبث طويلا حتى نعته قائلاً (غير أنه كان رافضيا خبيثا على مذهب القوم ولابن تيمية عليه رد في أربعة مجلدات وكان يسميه ابن المنجس يعنى عكس شهرته كونه كان يعرف بابن المطهر)[8]
وهنالك تتمة ان شاء الله تعالى نلحقها ان وفقنا لذلك ...
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد الامين وعلى اله الطيبين الطاهرين
لا ريب في أهمية البعد الأخلاقي في حياة الفرد، وهذا البعد أحد اهم الأبعاد التي أولتها المنظمات الانسانية اليوم العناية الفائقة، هذا بغض النظر عن تعاليم الديانات السماوية والوضعية وأهتمامها الشديد بعنصر الاخلاق في الأنسان إذ يشكل الدعامة الفائقة في رقي الفرد وتقدمه، ولسنا الان بصدد البحث التأريخي والقيمي لمبدأ الاخلاق فنكاد نجرم بواقعيته وأهميته في حياة الشعوب البشرية، وعلماء النفس والتربية قد أتعبوا أنفسهم في إيجاد الطرق التربوية العلمية والاخلاقية لما لمسوه من واقع مهم لهذا البعد، وأما علماء الفلسفة فقد أهتموا بهذا البعد أهتماماً واضحاً على الرغم من الاختلاف الحاصل فيما بينهم حول البعد والتطور الذي حصل فيه كالاخلاق النفعية والبركماتية وغيرها لكن الأهم هو كبرى القضية بعيداً عن تفاصيلها بعبارة أخرى التمسك بالمبدأ بعيداً عن تطوراته وما بعدها، رغم أننا نجد الكثير من الفوارق بين أخلاق الفلاسفة القدماء وفلاسفة العصور المتأخرة وقد كتبت فيها أبحاث عديدة ، فالنتيجة أن البعد الاخلاقي في الانسان عالمي الاهتمام.
وإنما الاُمم الأخلاق ما بَقيتْ *** فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذَهبوا (أحمد شوقي)
الأخلاق في المدارس الفلسفية:
أن علماء الفلسفة قد كتبوا في الاخلاق وفي فلسفتها وأختلفت كلماتهم فيها تبعاً للبعد الفلسفي الذي يمتلكه الفيلسوف فالسفسطائيون قالوا أن الاخلاق لا تخضع للعلم والعقل وأنما هي بأتباع رغبات الانسان وما تطلبه نفسه أن الشخص الذي يحجز نفسه عن الملذات والتمتع بها يعدُ فقيراً وعاجزًا بنظرهم هذا لان العقل عندهم لا يعدُ من مصادر المعرفة، بينما نجد فلسفة سقراط وأفلاطون تعتقد أن العقل هو مصدر المعرفة عند الانسان ويعتبر هذا رداً على فلسفة السفسطة فجعل سقراط البعد الاخلاقي يقرره العقل لا الرغبات والشهوات فعنده الفضيلة علم والرذيلة جهل بينما هنالك فلاسفة آخرون أنكروا ذلك وقالوا إن اللذة والسعادة لا بالروح والعقل بالحس بينما نجد الفكر الفلسفي الحديث ينظر للاخلاق نظرة مغايرة عن الفكر الفلسفي القديم إذ ترى المدرسة النفعية أن قيمة الاخلاق في أهمية مساهمتها في النفع العام فكل فعل كان له دور في إنتاج قيمة نفعية، هذا ما يراه جيرمي بنثام (ت 1832م) الفيلسوف الانكليزي
القران وأهمية الاخلاق:
إن أعظم شخصية في القران الكريم هي خاتم الانبياء بلا خلاف بين المسلمين فكان أعظم وصفٍ وصفه القرآن الكريم لهذا النبي الأعظم ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فبانت عظمته بالوصف الذي وصف وبانت عظمة الوصف بعظمة الموصوف وكذلك قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمؤْمِنينَ اِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِنْ أنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيـاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتـابَ وَالْحِكْمَةَ وَ إِنْ كـانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلال مُبين( فيؤكد ذلك بقوله (صلى الله عليه واله)انما بعثت لا تمم مكارم الاخلاق)([1])
السنة الشريفة وأهمية الاخلاق:
كتب مستقلة ألفت في هذا الفن واعتمدت كل الاعتماد على الروايات التي وردت عن اهل البيت (عليهم السلام) وهي كثيرة جداً نورد منها ما رواه العلامة الطبرسي (قال أدبني ربي فأحسن تأديبي و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار و عن أبي الدرداء قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن و عن الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة و إياكم و سوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة([2])وسئل الصادق (عليه السلام) ماحد حسن الخلق ؟ قال : تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن ([3])وعن النّبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «ما يوضع في ميزان امرىء يوم القيامة أفضل من حسن الخُلُق» ([4])
وختاماً نورد درر وجواهر عن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم
5351- بشرك أول برك و وعدك أول عطائك
5355- حسن البشر أول العطاء و أسهل السخاء
5356- حسن الخلق من أفضل القسم و أحسن الشيم
5357- حسن الخلق خير قرين و العجب داء دفين
5358- حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق
5359- حسن الخلق أحد العطاءين
5360- حسن الخلق رأس كل بر
5361- رأس الإيمان حسن الخلق و التحلي بالصدق ولم يضق شي ء مع حسن الخلق([5])
صفة الداعي الخلقية في الجدال او الحوار:
باتت المناظرات والحوارات واضحة الاهداف والاساليب للكثير من المتحاورين وأن كانت النية من الخفايا التي لا يعلم بها الا وحده جلَ وعلا
قال الشيخ ناصر مكار الشيرازي(ثمّ تطرقت الآية التالية إلى ذكر قانون أخلاقي يحدد كيفية التعامل مع الكفار لتكمل أبحاثها المنطقية السابقة عن هذا الطريق، فحولت الخطاب إلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وقالت: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيّام الله). فمن الممكن أن تكون معاملة هؤلاء قاسية، وتعبيراتهم خشنة غير مؤدبة، وألفاظهم بذيئة، وذلك لبعدهم عن مبادئ الإيمان وأسس التربية الإلهية، غير أنّ عليكم أن تقابلوهم بكلّ رحابة صدر لئلا يصروا على كفرهم ويزيدوا في تعصبهم، فتبعد المسافة بينهم وبين الحق.
إنّ حسن الخلق والصفح ورحابة الصدر يقلل من ضغوط هؤلاء وعدائهم من جهة، كما أنّه يمكن أن يكون عاملاً لجذبهم إلى الإيمان وإقبالهم عليه. وقد ورد نظير هذا الأمر الأخلاقي كثيراً في القرآن الكريم كقوله تعالى: (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون) إنّ التصلب في التعامل مع الجاهلين والإصرار على عقوبتهم لا يثمر في العادة، بل إن تجاهلهم والإعتزاز بالنفس أمامهم هو الأُسلوب الناجح في إيقاظهم، وهو عامل مؤثر في هدايتهم. وليس هذا قانوناً عاماً بالطبع، إذ لا يمكن إنكار وجود حالات لا يمكن معالجتها ومواجهتها إلاّ بالغلظة والشدّة، غير أنّها قليلة)([6])
فليس بحال ان يكون المناقش لا يهتدي بهدى من يتولاه ويقتدي بسيرته، لان الذي يريد ان يناظر عليه ان يتمسك بقواعد عديدة ذكرت في كتب آداب المناظرة فالاهم فيها حسن الخلق الذي تتفرع منه عدة مطالب مهمة في الحوار منها نية المناظر او المحاور بحيث لا تكون بداعي الغلبة والنصرة، اذ إن كثير من مناظرات اعلامنا الكرام كانوا ولا يزالون يهتمون بالبعد الاخلاقي في المناظرة ونحن شاهدنا كيف يتأثر بعض المخالفين باخلاق وطرح الاعلام من مذهبنا ولعمرك هذا يسجل في سجل الخلود والعلم، أما الطرف المخالف فمعروف طرحه وخلقه وكلاهما لا يمتان للعلم والخلق بصلة وكأن المناظرة وعلم الكلام حرفة يتقمصها من يكون له حرفة في التدليس والكذب، والباب واسع عريض والشواهد كثيرة يطول المقام بعرضها ولكن نلمح لبعض هذه الشواهد فمثلا عندما تتصفح كتب المخالفين تجدهم بأبشع العبارات يصفون علماء وشيعة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الشاهد الاول:
هذا الشاهد يعتبر من الشواهد التي تدل على عجز المناظر عندما يريد ان يسقط شخصية علمية بحجم العلامة الحلي فيقول الصفدي بحق العلامة :وكان ابن المطهر ريض الأخلاق مشتهر الذكر تخرج به أقوام كثيرة وحج أواخرعمره، بينما نقل ان ابن تيمية كان يطلق على العلامة ابن المنجس[7]
والعجب العجاب على من يكون عليه العتاب الا وهو يوسف الاتابكي(ت874هـ) عندما وصف العلامة قائلاً (كان عالما بالمعقولات وكان رضى الخلق حليما وله وجاهة عند خربندا ملك التتار) لكنه لم يلبث طويلا حتى نعته قائلاً (غير أنه كان رافضيا خبيثا على مذهب القوم ولابن تيمية عليه رد في أربعة مجلدات وكان يسميه ابن المنجس يعنى عكس شهرته كونه كان يعرف بابن المطهر)[8]
وهنالك تتمة ان شاء الله تعالى نلحقها ان وفقنا لذلك ...
تعليق