حُسْنُ تَسْميَةِ الأبنَاء
رأيته مسروراً قد ملأ البِشْرُ كيانه ودموع الفرح تتهلل من مقلتيه..وقبل أن أسأله عن السبب بادرني قائلاً بعد تحية ملؤها الغبطة والسعادة:أخيراً يا صديقي العزيز..وبعد سنوات من الانتظار..مَنَّ الله علي بلطفه ورُزقني بتوأمٍ ذكرٍ وأنثى كنسيم الصباح رقّة، ونظارة الورد جمالاً..قلتُ زادك الله من وافر خيره وبارك لك فيما أعطاك..وما أسميتهما؟ قال لم أختر لهما أسماءً لحد الآن..وربما أسميهما (....و....) وذكر أسمين غريبين وزاد عليهما أسماءً أكثر غرابة!! وسألني عن رأيي ،فأجبته: يا أخي الكريم ،إن من بين أهم الواجبات الملقاة على الآباء والأمهات هو أن يحسنوا تسمية أولادهم لما في ذلك من آثار تربوية واجتماعية ونفسية متعددة..فالأسماء البائسة والغريبة المستهجنة لها مردودات سلبية على الفرد بل وحتى على أفراد عائلته حاضراً ومستقبلاً..ونجد هذا المعنى في وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام)..ويُعد حسن التسمية من جوانب البر بالأبناء ولعل أفضل الأسماء وأكثرها بركة هي أسماء الأنبياء والأئمة والصالحين وأوصافهم وألقابهم وهكذا الحال مع أسماء الإناث ومن أفضلها أسماء الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) وألقابها وكذلك أسماء المؤمنات الفضليات من أهل البيت وغيرهم وفي ذلك فضل التقرب إلى أهل البيت وبيان محبتهم ولا شك أن هذا محل رضا الله سبحانه وتعالى وعلى أقل تقدير يا صديقي العزيز أن تختار لأبنائك من الأسماء ذات المعاني والصفات الطيبة المتعارفة اجتماعياً.. وقد ساد عند بعض المجتمعات وتحت عنوان الثقافة والحداثة والتقليد الأعمى ظاهرة تسمية الأبناء بالأسماء الأجنبية كأسماء الممثلين والممثلات أو الرياضيين المشهورين ومن الغرائب التي لا أصل عقلائي لها هو أن البعض -وخصوصاً من توفي لهم طفل أو أكثر- يسمّون أولادهم وبناتهم بأسماء قبيحة ومخجلة لها دلالات مشينة من أجل أن ((يعيشوا)) فما علاقة الأسماء بالحياة والموت؟!! والأعجب من هذا وذاك هو التبرك بأسماء الطواغيت والجبابرة..فيظلموا أبنائهم أيمّا ظلم..فأختر لأبنائك خير الأسماء..وتذكر أن الله سائلك عن ذلك.
تعليق