علي بن حماد
أرى الصبر يفنى والهموم تزيد |
وجسمي يبلى والسقام جديد |
|
اذا ما تعمدت السلو لخاطري |
أباه فواد للهموم عتيد |
|
وذكرني بالحزن والنوح والبكا |
غريب باكناف الطفوف فريد |
|
يودع أهليه وداع مفارق |
لهم أبد الايام ليس يعود |
|
كأني بمولاي الحسين وصحبه |
كانهم بين الخميس أسود |
|
عطاشى على شاطى الفرات فما لهم |
سبيل الى شرب المياه ورود |
|
فيا ليتني يوم الطفوف شهدتهم |
وكنتُ بما جادوا هناك أجود |
|
لقد صبروا لا ضيع الله أجرهم |
الى أن فنوا من حوله وأبيدوا |
|
وقد خرّ مولاي الحسين مجدلا |
يرى كثرة الاعداء وهو وحيد |
|
وجاء اليه الشمر فاحتز رأسه |
مجيء نحوس وافقته سعود |
|
وساقوا السبايا من بنات محمد |
يسوقهم قاسي الفؤاد عنيد |
|
وفاطمة الصغرى تقول لاختها |
وقد كضّها جهدٌ هناك جهيد |
|
أخي لقد ذابت من السير مهجتي |
سلي سائق الاضعان اين يريد |
|
فقالت وقد أبدت من الثكل ضرّها |
مقالا تكاد الارض منه تميد |
|
ونادت بصوت قد بكى منه حاسد |
فما حال من يبكي عليه حسود |
|
فَنى جَلَدي يابن الوصي وليس لي |
فواد على ما قد لقيتُ جليد |
|
فيا غائباً لا يرتجى منه أوبةٌ |
مزارك من قرب الديار بعيد |
|
ظننت بأن تبقى فآيسني الرجا |
ويأس الرجا أمر عليّ شديد |
|
سيعلم أعداء الحسين ورهطه |
إذا ما هُم يوم المعاد أعيدوا |
|
وأقبلت الزهراء فاطم حولها |
ملائكة الرب الجليل جنود |
|
وفي يدها ثوب الحسين مضمخ |
دماً ودجٌ يجري به ووريد |
تعليق