لا شكَّ و لا ريب ان معرفة مقامات آل محمد (ص) هي من اهمِّ وسائل التفاضل بين الخلق ، و انها تتصدر جملة الوسائل المقربة الى الله و الأمور ذات الزلفة لديه ،
و لذلك ورد عن اهل البيت صلوات الله عليهم روايات ، يبينون فيها ان امرهم و مقامهم صعب مستصعب لا يحتمله الا نبي مرسل او ملك مقرب او عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، ثم يفصلون و يشرحون هذا الكلام بأن من الانبياء مرسل و غير مرسل و النبي المرسل افضل من النبي الغير مرسل ، و أمرهم لا يرقى اليه الا المرسل من الانبياء ، و كذلك الملائكه فمنهم مقرب و غير مقرب و الذي يعي امرهم هو الصنف الافضل و هو المقرب ، ثم العباد الممتحنين الذين يحتملون مقامات اهل البيت دون العباد الغير ممتحنين ! ،
و ام البنين صلوات الله عليها و من خلال تتبع سيرتها العطره الحافلة بنصرة آل محمد صلى الله عليه و آله و الخضوع لأمرهم و الإستسلام لطاعتهم و تعليم اولادها صلوات الله عليهم التأدب امام اخوتهم من بني الزهراء عليها السلام و اظهاو الاحترام و الطاعة المطلقه ، و تعاملها مع علي و بني فاطمه عليهم السلام تعامل السيد مع المسود و المرؤس مع الرئيس و المأموم مع الامام ، و تقديم اهتمامها و حزنها على مقتل سيد الشهداء عليه السلام على مقتل بنيها الاربعه عليهم السلام ، ثم استمرارها على ذلك الخط في تقديم و تفضيل الآل على نفسها و اولادها و على كل ما تحب حتى قضت حياتها رضيةً مرضيةً ، كل تلك الامور هي من اوضح الواضحات على كون ام البنين عليها السلام من "العباد الممتحنين" الذين جعلهم الامام في مصافي المرسلين و المقربين من الملائكه ، و الذين وَعَوا من أمر محمد و آله عليهم السلام ما لم يعه و يحتمله حتى الانبياء الغير مرسلين و الملائكة الغير مقربين ! ، و لا شك ان من كان من العباد الممتحنين و هي تلك الرتبة العليه فهو من الشفعاء المشفغين يوم القيامه و من ابواب الحوائج المشرعة للطالبين في الدنيا ، لأن اقل المؤمنين يشفع مثل ربيعة و مضر يوم القيامه كما ورد في الروايه ، فكيف بمن كان ذا رتبة هي من اعلى الرتب !؟ ،
و من الملفت للنظر ان ام البنين عليها صلوات الله قد قضتْ و هي لم تبلغ سن الهرم ، فكم من النساء عشن اكثر منها ؟! ، فقد كان عمرها حين وفاتها على اكثر التقادير ستاً و ستين سنه ( 66 ) هذا ان لم يكن ستين سنةً ! ،
و لا شكَّ انها لم تستطع العيش كثيراً بعد واقعة الطف التي ذبح فيها مولاها و سيدها و امامها و حبيبها الحسين عليه السلام ثم ذبح اولادها الاربعه و في طليعتهم بدر البدور و قمر الأقمار حبيب الحسين اعني العباس عليه السلام ، ثم سبيت بنات رسول الله صلى الله عليه و آله و هن اطهر النساء و اعفهن ! ، فنحن على بعدنا من الحادثه و ضعف ايماننا مقابل ايمان ام البنين عليها السلام لازلنا نتألم و نسكب امطاراً من الدموع ، فكيف بأم البنين و هي قريبة عهدٍ ، لصيقةٌ ، بما جرى على الآل بيوم كربلاء ، اضافةً الى ما تمتلكه من معرفة غزيرة عميقة بمقاماتهم تفوق معرفتنا بكثير ، فهذا كله يجعلها تبكي و تجزع اكثر و اكثر ، لأن الجزع على الحسين و اهل البيت جائز كما ورد عنهم عليهم السلام ،
و هكذا فقد قضت ام البنين حياتها و في قلبها حرقة لا تبرد على ما جرى من ظلم على اهل البيت ،
فهي قد عاينت علياً و الحسن و الحسين يذرفون دموع الألم على فقد المصطفى صلى الله عليه و آله و يبكون غصصاً على الزهراء المقتوله ، ثم لازمت ظلامات علي صلوات الله عليه و جور الامة عليه ثم قتله غدراً في محراب الكوفه ، و بعدها شاهدت مآسي الحسن المجتبى و تكالب الناس عليه و عزلته و جلوسه كاظماً في بيته ثم سمه و تمزيق كبده و بعدها نعشه الممزق بالسهام ، فما تزال ام العباس تزداد مصائبها يوماً بعد يوم و حرقة ظلامات ساداتها تعصف في صدرها حتى حان وقت سماع النبأ الادهى و المصيبة العظمى ، تلقت نبئ ذبح الحسين و انصاره و سبي اطهر النساء قاطبةً ، و هي تلك المحبة الموالية العارفة بمقام الآل انّى و الف انّى لها ان تصبر !!؟ ، بقيت عدة سنين قلائل تنتظر لحظةً بعد لحظه وقت منيتها كي تلحق بأسيادها و ترتاح من تلك الدنيا التي ما انتهت مصائبها ، فبعد واقعة الطف سمعت ام البنين بوفاة زينب صلوات الله عليها ليدمى فؤادها من جديد ثم هي تعاين امامها و سيدها السجاد و ترى الآلام تعلو وجهه المقدس ،
أَخالُها ما برحتْ تتوسل بالزهراء "ان خذيني اليك مولاتي و سيدتي و اريحيني" ... فمدت الزهراء لها يدها و اخذتها اليها و قرَّت عينها ... "لي انا فاطم موقف يوم القيامه ازلزل فيه كل رطب و يابس انتقاماً من اعداء الله و رسوله و اهل بيته" ...
"تعازينا بوفاة أم العباس"
و لذلك ورد عن اهل البيت صلوات الله عليهم روايات ، يبينون فيها ان امرهم و مقامهم صعب مستصعب لا يحتمله الا نبي مرسل او ملك مقرب او عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، ثم يفصلون و يشرحون هذا الكلام بأن من الانبياء مرسل و غير مرسل و النبي المرسل افضل من النبي الغير مرسل ، و أمرهم لا يرقى اليه الا المرسل من الانبياء ، و كذلك الملائكه فمنهم مقرب و غير مقرب و الذي يعي امرهم هو الصنف الافضل و هو المقرب ، ثم العباد الممتحنين الذين يحتملون مقامات اهل البيت دون العباد الغير ممتحنين ! ،
و ام البنين صلوات الله عليها و من خلال تتبع سيرتها العطره الحافلة بنصرة آل محمد صلى الله عليه و آله و الخضوع لأمرهم و الإستسلام لطاعتهم و تعليم اولادها صلوات الله عليهم التأدب امام اخوتهم من بني الزهراء عليها السلام و اظهاو الاحترام و الطاعة المطلقه ، و تعاملها مع علي و بني فاطمه عليهم السلام تعامل السيد مع المسود و المرؤس مع الرئيس و المأموم مع الامام ، و تقديم اهتمامها و حزنها على مقتل سيد الشهداء عليه السلام على مقتل بنيها الاربعه عليهم السلام ، ثم استمرارها على ذلك الخط في تقديم و تفضيل الآل على نفسها و اولادها و على كل ما تحب حتى قضت حياتها رضيةً مرضيةً ، كل تلك الامور هي من اوضح الواضحات على كون ام البنين عليها السلام من "العباد الممتحنين" الذين جعلهم الامام في مصافي المرسلين و المقربين من الملائكه ، و الذين وَعَوا من أمر محمد و آله عليهم السلام ما لم يعه و يحتمله حتى الانبياء الغير مرسلين و الملائكة الغير مقربين ! ، و لا شك ان من كان من العباد الممتحنين و هي تلك الرتبة العليه فهو من الشفعاء المشفغين يوم القيامه و من ابواب الحوائج المشرعة للطالبين في الدنيا ، لأن اقل المؤمنين يشفع مثل ربيعة و مضر يوم القيامه كما ورد في الروايه ، فكيف بمن كان ذا رتبة هي من اعلى الرتب !؟ ،
و من الملفت للنظر ان ام البنين عليها صلوات الله قد قضتْ و هي لم تبلغ سن الهرم ، فكم من النساء عشن اكثر منها ؟! ، فقد كان عمرها حين وفاتها على اكثر التقادير ستاً و ستين سنه ( 66 ) هذا ان لم يكن ستين سنةً ! ،
و لا شكَّ انها لم تستطع العيش كثيراً بعد واقعة الطف التي ذبح فيها مولاها و سيدها و امامها و حبيبها الحسين عليه السلام ثم ذبح اولادها الاربعه و في طليعتهم بدر البدور و قمر الأقمار حبيب الحسين اعني العباس عليه السلام ، ثم سبيت بنات رسول الله صلى الله عليه و آله و هن اطهر النساء و اعفهن ! ، فنحن على بعدنا من الحادثه و ضعف ايماننا مقابل ايمان ام البنين عليها السلام لازلنا نتألم و نسكب امطاراً من الدموع ، فكيف بأم البنين و هي قريبة عهدٍ ، لصيقةٌ ، بما جرى على الآل بيوم كربلاء ، اضافةً الى ما تمتلكه من معرفة غزيرة عميقة بمقاماتهم تفوق معرفتنا بكثير ، فهذا كله يجعلها تبكي و تجزع اكثر و اكثر ، لأن الجزع على الحسين و اهل البيت جائز كما ورد عنهم عليهم السلام ،
و هكذا فقد قضت ام البنين حياتها و في قلبها حرقة لا تبرد على ما جرى من ظلم على اهل البيت ،
فهي قد عاينت علياً و الحسن و الحسين يذرفون دموع الألم على فقد المصطفى صلى الله عليه و آله و يبكون غصصاً على الزهراء المقتوله ، ثم لازمت ظلامات علي صلوات الله عليه و جور الامة عليه ثم قتله غدراً في محراب الكوفه ، و بعدها شاهدت مآسي الحسن المجتبى و تكالب الناس عليه و عزلته و جلوسه كاظماً في بيته ثم سمه و تمزيق كبده و بعدها نعشه الممزق بالسهام ، فما تزال ام العباس تزداد مصائبها يوماً بعد يوم و حرقة ظلامات ساداتها تعصف في صدرها حتى حان وقت سماع النبأ الادهى و المصيبة العظمى ، تلقت نبئ ذبح الحسين و انصاره و سبي اطهر النساء قاطبةً ، و هي تلك المحبة الموالية العارفة بمقام الآل انّى و الف انّى لها ان تصبر !!؟ ، بقيت عدة سنين قلائل تنتظر لحظةً بعد لحظه وقت منيتها كي تلحق بأسيادها و ترتاح من تلك الدنيا التي ما انتهت مصائبها ، فبعد واقعة الطف سمعت ام البنين بوفاة زينب صلوات الله عليها ليدمى فؤادها من جديد ثم هي تعاين امامها و سيدها السجاد و ترى الآلام تعلو وجهه المقدس ،
أَخالُها ما برحتْ تتوسل بالزهراء "ان خذيني اليك مولاتي و سيدتي و اريحيني" ... فمدت الزهراء لها يدها و اخذتها اليها و قرَّت عينها ... "لي انا فاطم موقف يوم القيامه ازلزل فيه كل رطب و يابس انتقاماً من اعداء الله و رسوله و اهل بيته" ...
"تعازينا بوفاة أم العباس"
تعليق