الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَـلَقَ لَـكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنـُوا إِلَيْهَـا وَجَعَـلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
*********************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَـلَقَ لَـكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنـُوا إِلَيْهَـا وَجَعَـلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
*********************************
::: مدخل
ورد في الروايات في شأن المرأة والرجل:
ـ روي عن الرسول (ص) قال: (من سعادة المرء ثلاث، الدار الوسيعة والدابة السريعة والمرأة المطيعة) .
والذي وجدته من طرقنا كما في دعائم الإسلام للقاضي النعمان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء، والولد الصالح) .
ـ وقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: (أنّه لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) . موسوعة الوسائل .
ـ وروي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لو كنت آمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) .
ولم أجد هذه الرواية بهذه الصيغة في مصادرنا المعتبرة، إنما جاء في رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم .
السؤال ..
كيف يفهم الرجل هذه الروايات؟
وكيف تفهم المرأة هذه الروايات؟
تعالو معي نقترب من الرجل والمرأة لقراءة الفهم والتفسير الخاطئ لتلك الروايات، ومن ثم ترتب الأثار السلبية على الحياة الزوجية، وتصدع العلاقة الأسرية .
::: نظرة المرأة :::
بفعل التغريب الثقافي للمرأة المؤمنة، ومع الإنفتاح المفرط، ودعوات الإعلام المزيف، الذي يرفع شعار التحرر بإسم الحرية المسمومة، تسلل إلى فكر المرأة، بأن هذه الروايات تعني عبودية المرأة للرجل، بل تحقيراً لوجودها ودورها والنيل من كرامتها في الحياة .
::: نظرة الرجل :::
في المقابل أساء البعض من الرجال الإستفادة من هذه الروايات، والتوصيات الدينية، فاستوحى منها ما يخدمه فقط، وفسرها أن الحياة الزوجية أوامر ونواهي مصدرها الزوج ومحل تنفيذها الزوجة, وغفل أن حسن العشرة والمساكنة الزوجية، هي تفاعل وتكامل بينهما معاً في تحمل الأدوار والمسؤوليات في الحياة المشتركة .
::: الفهم الصحيح من أجل حياة زوجية سعيدة :::
إن تلك الروايات لا تعني تحقيراً للمرأة ولا نيلاً من كرامتها, ولا توهيناً في مقامها كما أنها لا تدفع الرجل نحو التعالي على المرأة، أو التسلط القاهر على رقبتها، فالروايات هذه وغيرها من الروايات لا تدل على أكثر من الإرشاد إلى ضرورة إطاعة المرأة لزوجها التي أقرها الدين الإسلامي بضوابط لمصلحة الأسرة وتعدد الأدوار والمسؤوليات فيها، وهو أمر لا يجادل فيه العقلاء .
::: مفهوم طاعة المرأة :::
لقد ذكر الفقهاء في الفقه الإسلامي الحنيف، إن الطاعة تتحقق بـ:
ـ التمكين وعدم الممانعة من الزوجة، إلا بالعذر الشرعي، كالحيض والصوم الواجب وما أشبه .
ـ عدم خروج الزوجة من البيت، إلا بإذن من الزوج، وإلا نالت غضب الله، ولعنة الملائكة .
وأضاف بعض العلماء الأعلام، أن لا تدخل أحداً بيته إلا برضاه .
كما رأى بعض الفقهاء أن حق التمكين على المرأة للرجل يمكن أن يعطل إذا ما حاد الرجل عن الإلتزام, بمسؤولياته الرئيسية كتوفير السكن واللباس والأكل والشرب، فكيف بباقي الواجبات عليها إذا تخلف الزوج عن القيام بواجباته .
إذن ننتهي إلى حقيقة تهم الزوجين معاً، وهي لا يمكن أن يكون أحد الزوجين سكناً ولباساً للآخر، ويكون الآخر صحراء قافرة لا تقي من حر ولا برد, بل كل طرف منهما مسؤول عن توفير الأجواء الحاضنة والدافئة، والحب والعاطفة المريحة للآخر .
::: المرأة المتسلطة أم المرأة القوية :::
لقد وقع الكثير في الإشتباه والخطأ في أمرين:
الأول: قوة المرأة .
الثاني: طاعة المرأة .
أي لا نفهم قوة المرأة إلا بمعنى عنادها وتمردها ومشاكستها للرجل، ولا نفهم طاعتها إلا بضعف شخصيتها، وأن المرأة المطيعة هي العمياء الذليلة المسحوقة، بينما المرأة القوية هي الجبارة العنيدة النكدية التي تشبع كبريائها، وكلا الأمرين خطأ في خطأ .
والذي ينبغي أن تفهمه المرأة، إن طاعة الزوجة، ليست طاعة العبيد والخدم، بل طاعة الزوجة الكريمة المحترمة، وصاحبة الرأي المشترك الذي به يُحافظ على توازن وتماسك أساس الحياة المشتركة .
لذا لا يخشى الرجل من المرأة والزوجة القوية، التي تعرف حدود عقد الشراكة بينها وبين الرجل، بل ما يخشاه الرجل من المرأة، هو أن تغلب عاطفتها وأنانيتها في قراراتها، سواء بالصراخ أو بالدموع .
::: حرمة السجود لغير الله وسجود الزوجة لزوجها :::
رب سائل يقول: كيف نجمع بين قول العلماء، يحرم السجود لغير الله تعالى، وبين ما ورد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بسند معتبر: (أنّه لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)، كما في موسوعة الوسائل للحر العاملي؟؟
الجواب: يذكر المرجع الراحل السيد الخوئي رحمه الله، في سياق هذه الرواية: (فانّ التعبير بكلمة (لو) الإمتناعية دال على إمتناع السجود لغير الله تعالى) .. وأما دلالة الرواية، فلعل التعبير بالسجود من أجل تعظيم الزوج وتبجيلُهُ في عين الزوجة، كما أن الرواية تدل على لزوم إطاعة الزوجة من زوجها في الأمور الزوجية وعدم الممانعة فتأمل .
::: إشكال وجواب :::
ما ذا يعني ما يفعله بعض عوام الشيعة من صورة السجدة عند قبر الإمام أمير المؤمنين، وكذلك عند قبر الإمام الحسين (عليهم السلام)، وغيرهم من الأئمة؟؟
جواب الإشكال: يذكر الفقهاء دامت بركاتهم، إن ذلك مُشكل، إلاّ أن يقصدوا به سجدة الشكر لتوفيق الله تعالى لهم لإدراك الزيارة، كما لا يبعد جواز تقبيل العتبة الشريفة .
أتمنى لكم السعادة
ببركة الصلاة على محمد وآله
الطيبين الطاهرين
ببركة الصلاة على محمد وآله
الطيبين الطاهرين
تعليق