علي بن حمادمن شعراء القرن الرابع
أتيت اليها زائراً يستشفني |
هوً وولاء ظاهر ودخيل |
|
ولما رأيت الحَير (١) حارت مدامعي |
وكان لها من قبل ذاك همول |
|
ومُثّل لي يوم الحسين ووعظه |
لاعدائه بالطف وهو يقول |
|
أما فيكم يا أيها الناس راحم |
لعترة أولاد النبي وصول |
|
أأقتل مظلوماً وقدماً علمتم |
بأن ليس لي في العالمين عديل |
|
أليس أبي خير الوصيين كلهم |
أما أنا للطهر النبي سليل |
|
أما فاطم الزهراء أمي ويلكم |
وعماي حقاً جعفر وعقيل |
|
دعوني أرد ماء الفرات ودونكم |
لقتلي فعندي بالظماء غليل |
|
فنادوه مهلا يا بن بنت محمد |
فليس الى ما تبتغيه سبيل |
|
ومالوا عليه بالاسنة والظبى |
لها في حشاه رنة وصليل |
|
فديتك روحي يا حسين ومهجتي |
وانت عفير في التراب جديل |
|
تشلّ على جثمانك الخيل شزبا |
ورأسك في راس السنان مشيل |
|
وجسمك عريان طريح على الثرى |
عليه خيول الظالمين تجول |
|
بناتك تسبى كالاماء حواسراً |
ونجلك ما بين العداة قتيل |
|
وزينب تدعو يا حسين وقلبها |
جريح لفقدان الحسين ثكول |
|
أخي يا أخي قد كنت عزي ومنعتي |
فأصبح عزي فيك وهو ذليل |
|
أخي يا أخي لم أعط سؤلي ولم يكن |
لاختك مأمول سواك وسول |
|
أخي لو رأت عيناك ما فعل العدى |
بنا لرأت أمراً هناك يهول |
|
رحلنا سبايا كالاماء حواسراً |
يجدّ بنا نحو الشام رحيل |
|
أخي لا هنت لي بعد فقدك عيشتي |
ولا طاب لي حتى الممات مقيل |
|
اذا كنت أزمعت الرحيل فقل لنا |
أمالك من بعد الرحيل قفول |
|
اقول كما قد قال من قبل والدي |
وادمعه بعد البتول همول |
|
أرى علل الدنيا علي كثيرة |
وصاحبها حتى الممات عليل |
__________________
١ ـ الحير هو المكان الذي يحير فيه الماء ولذلك سمي موضع مقتل الحسين (ع) بالحائر.
تعليق