بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يقول آية الله السيد محمد الحسيني الهمداني صاحب تفسير أنوار درخشان أي الأنوار الساطعة كنت أسكن في مدرسة قوام في النجف الأشرف، وكان للسيد علي القاضي غرفة صغيرة في زاوية المدرسة، فتعجبت من ذلك ثم علمت أنهاختار السكن في هذه الغرفة لضيق منزله وكثرة عياله وأولاده ليجد الهدوء والخلوة للتهجد والعبادة، وخلال وجودي في مدرسة قوام لم أرَ السيد القاضي قضى ليلة نائماً، وكان يحيي الليل بالنوح والبكاء وقد رأيت في أثناء هذه الفترة القصيرة التي قضيتها معه حالات فريدة لم أرها من أحد غيره سوى النائيني والكمباني فكان يختلف عن جميع الأساتذة والطلاب الذين عرفتهم في حوزة النجف في تمام سلوكه وأخلاقه الإجتماعية والعائلية والدراسية، فهو دائم السكوت ولا يتكلم إلا نادراً وكان يبادر أحياناً إلى الحديث من غير سؤال، وكنت أشعر أنه يعاني أحياناً من صعوبة كبيرة في الجواب حتى اطلعت صدفةعلى شيء جلب انتباهي وهي وجود غدة زرقاء في باطن فم السيد القاضي، فسألته عن ذلك فامتنع عن جوابي، فأصررت عليه وبينّت له أن قصدي هو مجرد التعلم ولا شيء آخر فلم يجبني أيضاً، إلى أن خلوت معه في جلسة مرةفبادرني قائلاً : يا سيد محمد يجب أن تتحمل مصاعب جمة من أجل طي المسافةالطويلة في السير والسلوك ويجب عليك أيضاً أن تترك أموراً كثيرة، فقد أردتفي أيام شبابي وفي ابتداء سلوكي في هذا الطريق، أن ألجم لساني وأسيطرعليه، فوضعت حصاة في فمي مدة 26 عاماً لكي أمتنع عن الكلام والحديث الفارغ وهذه الغدة الزرقاء التي تراها في باطن فمي هي من آثار تلك المرحلة.
ويقول آية الله السيد عبد الكريم الكشميري : لقد كان السيد القاضي كله مكاشفة، وقد صار في آخر عمره لطيفاً ورقيقاً جداً فكان بمجرد أن يرى الماء يتذكر مصيبةعطش الإمام الحسين عليه السلام ويشرع في البكاء.
ولقد وصل السيد القاضي أثر هذه المجاهدات والرياضات العبادية إلى درجةالفناء في الله عزوجل فلم يكن يحس ويهتم بما يجري حوله مهما كان ذلك عظيماًوخطيراً في نظر الناس.
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يقول آية الله السيد محمد الحسيني الهمداني صاحب تفسير أنوار درخشان أي الأنوار الساطعة كنت أسكن في مدرسة قوام في النجف الأشرف، وكان للسيد علي القاضي غرفة صغيرة في زاوية المدرسة، فتعجبت من ذلك ثم علمت أنهاختار السكن في هذه الغرفة لضيق منزله وكثرة عياله وأولاده ليجد الهدوء والخلوة للتهجد والعبادة، وخلال وجودي في مدرسة قوام لم أرَ السيد القاضي قضى ليلة نائماً، وكان يحيي الليل بالنوح والبكاء وقد رأيت في أثناء هذه الفترة القصيرة التي قضيتها معه حالات فريدة لم أرها من أحد غيره سوى النائيني والكمباني فكان يختلف عن جميع الأساتذة والطلاب الذين عرفتهم في حوزة النجف في تمام سلوكه وأخلاقه الإجتماعية والعائلية والدراسية، فهو دائم السكوت ولا يتكلم إلا نادراً وكان يبادر أحياناً إلى الحديث من غير سؤال، وكنت أشعر أنه يعاني أحياناً من صعوبة كبيرة في الجواب حتى اطلعت صدفةعلى شيء جلب انتباهي وهي وجود غدة زرقاء في باطن فم السيد القاضي، فسألته عن ذلك فامتنع عن جوابي، فأصررت عليه وبينّت له أن قصدي هو مجرد التعلم ولا شيء آخر فلم يجبني أيضاً، إلى أن خلوت معه في جلسة مرةفبادرني قائلاً : يا سيد محمد يجب أن تتحمل مصاعب جمة من أجل طي المسافةالطويلة في السير والسلوك ويجب عليك أيضاً أن تترك أموراً كثيرة، فقد أردتفي أيام شبابي وفي ابتداء سلوكي في هذا الطريق، أن ألجم لساني وأسيطرعليه، فوضعت حصاة في فمي مدة 26 عاماً لكي أمتنع عن الكلام والحديث الفارغ وهذه الغدة الزرقاء التي تراها في باطن فمي هي من آثار تلك المرحلة.
ويقول آية الله السيد عبد الكريم الكشميري : لقد كان السيد القاضي كله مكاشفة، وقد صار في آخر عمره لطيفاً ورقيقاً جداً فكان بمجرد أن يرى الماء يتذكر مصيبةعطش الإمام الحسين عليه السلام ويشرع في البكاء.
ولقد وصل السيد القاضي أثر هذه المجاهدات والرياضات العبادية إلى درجةالفناء في الله عزوجل فلم يكن يحس ويهتم بما يجري حوله مهما كان ذلك عظيماًوخطيراً في نظر الناس.
تعليق