عُرفت السيدة الزهراء عليها السلام بكثرة العبادة فمن أسمائها: الزكيَّة والزاكية، لاهتمامها بتزكية النفس الموصلة إلى الفلاح كما قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾. وقد وصف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله عبادة ابنته فاطمة عليها السلام: "وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة منِّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبيّ، وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربِّها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكتهيا ملائكتي، انظروا إلى أَمَتِي فاطمة سيدة إمائي، قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ) ". وعن عبادتها، ورد عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام: " ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة كانت تقوم حتى تورَّمت قدماها ". وكانت عليها السلام إذا قامت إلى الصلاة تغيَّرت معالمها وأطالت قيامها. ومن شدَّة احتياطها في عبادتها كانت تضع من يراقب لها أوضاع الشمس ليُعْلِمُها بالأوقات التي يستحب فيها الدعاء كالوقت الذي يسبق غروب الشمس يوم الجمعة، وكانت تروي عن أبيها النبي صلى الله عليه وآله انه قال: " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيراً إلا أعطاه " فسألته الزهراء عليها السلام: يا رسول الله أي ساعة هي ؟ فقال صلى الله عليه وآله: " إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب ". وعُرف عن السيدة الزهراء عليها السلام اهتمامها بالدعاء للمؤمنين قبل الدعاء لنفسها فعن الامام الحسن المجتبى عليه السلام: " رأيت أمي فاطمة قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، و سمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لما لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، فقالت: يا بني، الجار ثم الدار ". وكانت عليها السلام تعلم المؤمنين والمؤمنات آداب دخول المسجد فتقول:كان رسول الله إذا دخل المسجد صلى على محمد وآل محمد وقال: " ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج صلى على محمد وآله وسلَّم وقال: " ربِّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك ". وأبت السيدة الزهراء عليها السلام إلا أن تكون الصلاة آخر أعمالها رغم مرضها الشديد. فقد ذكر الخوارزمي أنها عليها السلام قبيل رحيلها قامت مقام رسول الله صلى الله عليه وآله في بيتها فصلَّت ركعتين، ثم جلَّلت وجهها بطرف ردائها وقضت نحبها، فسلام عليها صدِّيقةً شهيدة ورحمة الله وبركاته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
|
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
عبادة فاطمة الزهراء ع
تقليص
X
-
عبادة فاطمة الزهراء ع
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق