وقوله سبحانه )هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ( . يمكن أن يكون إشارة إلى الواردات التي ترد من جانب الرحمن على قلوب السالكين من عباده بواسطة ملائكة الرحمة من الإلهامات والمعارف ألحقه الواضحة لديهم إنها من جانب الحق . وقوله )لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ( إشارة إلى ثمرة الألطاف والأنعام في حقهم وفي حق غيرهم . إذ بها تنتقل النفوس الإنسانية من القوة الهيولانية الظلمانية إلى الفعل بالعقل المتنور بأنوار المعرفة والإيمان بالله وآياته واليوم الآخر , أو من ظلمات الصفات الشيطانية إلى نور الأخلاق الملكية , أو الجمع بينهما ليكون للعبد الخروج من القوة إلى الفعل بحسب كلتا قوتيه . العملية والعلمية , كما أن الإنسان بالتأمل في أسرار معرفة الله وسماع آيات ملكوته والتفكر في أمر الآخرة يخرج من ظلمات الجهل والنقصان إلى نور المعرفة والكمال . فذلك في ارتكاب شهوات الدنيا ومتابعة الهوى والشيطان يخرج من نور الإدراكات الحسية إلى ظلمات العمى والحرمان عن مشتهيات الدنيا لفقد الآلات عند الفساد والبطلان . ويدل عليه قوله تعالى)اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون(([1]).والله اعلم بأسراره([2])
[1] - سورة البقرة– آية - 257
[2] - تفسير الخاص لصدر المتألهين الجلد – 6 - 182
[1] - سورة البقرة– آية - 257
[2] - تفسير الخاص لصدر المتألهين الجلد – 6 - 182
تعليق