بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المقرح للقلب ان تريد النصيحة للمقابل وهو بحاجة اليها ,ولايقبل منك اذا اتيت بها وقدمتها اليه ؟
ومن المؤلم ان تصف الدواء لمن يبحث عنه او هو بحاجة اليه , وحينما تأتيه وتقدمه له مجانا فيرفضه ولايقبله ولاياخذه !
فنحن حينما نقول لطلاب الحق اذا كنتم تريدون الحق وتبحثون عنه فلاتجدوه الا عند علي بن ابي طالب عليه بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن يتبع الحق واهله فلاشك بفوزه ونجاته في الدينا والاخرة :
وهذا ماقاله رسول الله (صلى الله عليه واله ) الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
يقول ان (علي مع الحقّ والحقّ مع علي)وهذا الحديث من الأحاديث القطعيّة الثابتة عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد رواه أكثر من عشرين صحابياً، منهم: أمير المؤمنين، أبو بكر، أبو ذر، عمّار، عبد اللّه بن عبّاس، أبو سعيد الخدري، سلمان، أبو أيّوب الأنصاري، جابر بن عبد اللّه، سعد بن أبي وقّاص، عائشة، أُمّ سلمة... .
ورواه أكثر من مئة حافظ ومحدّث وعالم . . . من أهل السنّة: فمن رواته الأعلام والثقات عند القوم:
روى الترمذي، في حديث بسنده عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد جاء فيه: «رحم اللّه عليّاً، اللهمّ أدر الحقّ معه حيث دار»( صحيح الترمذي 5 / 592 ح 3714.
الحاكم النيسابوري، رواه بسنده كذلك، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» المستدرك على الصحيحين 3 / 134 ـ 135 ح 4629.
وأخرج بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: «لمّا سار علي إلى البصرة، دخل على أُمّ سلمة زوج النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يودّعها، فقالت: سر في حفظ اللّه وفي كنفه، فواللّه إنّك لعلى الحقّ والحقّ معك، ولولا أنّي أكره أن أعصي اللّه ورسوله ـ فإنّه أمرنا صلّى اللّه عليه وسلّم أن نقرّ في بيوتنا ـ لسرت معك، ولكن ـ واللّه ـ لأُرسلنّ معك من هو أفضل عندي وأعزّ عليَّ من نفسي، ابني عمر». قال الحاكم بعد أحاديث هذا ثالثها: «هذه الأحاديث الثلاثة كلّها صحيحة على شرط الشيخين ولم يخرجاها». ووافقه الذهبي/المستدرك على الصحيحين 3 / 129 ح 4611.
وروى أبو يعلى، عن أبي سعيد الخدري قال: «ك نّا عند بيت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في نفر من المهاجرين والأنصار فقال: ألا أُخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى، قال: الموفون المطيّبون، إنّ اللّه يحبّ الحفي التقي. قال: ومرّ علي بن أبي طالب فقال: الحقّ مع ذا، الحقّ مع ذا» مجمع الزوائد 7 / 234 ـ 235 باب في ما كان في الجمل وصفّين وغيرهما.
وروى البزّار، عن سعد بن أبي وقّاص ـ في كلام له مع معاوية ـ : «سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: علي مع الحقّ، أو: الحقّ مع علي حيث كان. قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أُمّ سلمة. قال: فأرسل إلى أُمّ سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في بيتي . . .»مجمع الزوائد 7 / 235 ـ 236.
وروى الطبراني، عن أُمّ سلمة، أنّها كانت تقول: «كان علي على الحقّ، من اتّبعه اتّبع الحقّ، ومن تركه ترك الحقّ، عهد معهود قبل يومه هذا» .مجمع الزوائد 9 / 134 ـ 135 باب الحق مع علي.
وروى الخطيب البغدادي، بسنده «عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: دخلت على أُمّ سلمة، فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً وقالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: علي مع الحقّ والحقّ مع علي، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة» تاريخ بغداد 14 / 320 ـ 321 ح 7643.
ابن عساكر، روى بسنده «عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: دخلت على أُمّ سلمة . . .»تاريخ دمشق 42 / 449.
وروى الزمخشري، حديث أبي ثابت المذكور بزيادة مهمّة، وذلك أنّه استأذن على أُمّ سلمة: «فقالت: مرحباً بك يا أبا ثابت، ثمّ قالت: يا أبا ثابت، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطيرها؟ قال: تبع علياً. قالت: وفّقت، والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: علي مع الحقّ والقرآن، والحقّ والقرآن مع علي، ولنْ يتفرّقا حتّى يردا على الحوض» ربيع الأبرار 1 / 828 ـ 829.
أقول: ومن الحديث الأخير يعلم اتحاد الحديثين: (علي مع الحقّ والحقّ مع علي) و(علي مع القرآن والقرآن مع علي) وأنّ كلاًّ منهما عبارة أُخرى عن الآخر، وقد أخرجه كثير من الأئمّة باللفظ الثاني، ومنهم: الحاكم النيسابوري والذهبي مصحّحين إيّاه . المستدرك على الصحيحين 3 / 134 ح 4628.
تعليق