إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في رحاب العلماء (1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في رحاب العلماء (1)

    العلامة المجلسي (قدس سره)

    عن رسول اللّه (ص) قال: "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللّه له طريقا الى الجنة, وأن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم, وأن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء, وأن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء, إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم, فمن أخذه أخذ بحظ وافر" (منية المريد: ص89)... رحم الله شيخنا حين كان يعلمنا ويذكّرنا بهذا الحديث دوماً، ويحثنا على مجالسة العلماء وزيارة قبور الراحلين منهم (رضوان الله تعالى عليهم)، ومنها أصبحت لنا زيارات أسبوعية لمراقد العلماء الأفاضل؛ لنتشرف بهم، ونستزيد من علمهم الثر، ومنهلهم العذب، طلبة علم من مدينة كربلاء المقدسة، ركبنا سفينة النجاة مع محمد وآل محمد (عليهم السلام) ورحنا نطرق أبواب العلماء بحثاً عن العلم.
    اقترح السيد حسين الموسوي أن تكون زيارتنا في هذا الأسبوع للعلامة المجلسي في ضريحه الكائن في المسجد العتيق في مدينة (أصفهان) والذي يعتبر أولَ بناء إسلامي يقوم على إدخال نظام القصور الساسانية القديمة فى إطار العمارة الإسلامية، أسس عامَ ثمانِمئة وواحد وأربعين، وقد أدرج حديثاً ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو). هتف علي مشجعاً: انها فكرة رائعة، فأنا من عشاق العلامة المجلسي، وكم كنت أتمنى زيارته منذ مدة.
    وصلنا الى المسجد العتيق، وصلينا ركعتين تحية المسجد، فقد روى الشيخ الصدوق (رض) بسنده عن أبي ذر الغفاري (رض) في كتاب (وسائل الشيعة: ج3/ ص518/ ح6462)، قال: (دخلت على رسول الله (ص) وهو في المسجد جالس فقال لي: يا أبا ذر، إن للمسجد تحية، قلت: وما تحيته؟ قال: ركعتان تركعهما...).
    وبعد التحية والتسبيح، ذهبنا لمرقد العلامة، وكلنا فرح وسرور بهذه الزيارة التي تكاد تكون أشبه بالحقيقة، وكأن العلامة استقبلنا بهيبته ووقاره حياً يرزق، وجه محمد سؤال الى الأخ علي: يا علي، ما دمت مفتوناً بالشيخ، لم لا تخبرنا شيئاً عن سيرته العطرة؟
    : لِم لا، فهذا من دواعي سروري، قال علي مسترسلاً: هو محمّد باقر بن الشيخ محمّد تقي المجلسي الأصفهاني المولود في مدينة أصفهان التي كانت آنذاك من المراكز العلمية المعروفة في العالم الإسلامي، عام (1037هـ)، والمتوفى في السابع والعشرين من شهر رمضان (1111هـ)، وهو من العلماء الذين يُشار إليهم بالبنان في عصره.
    : نعم - أحد المشايخ متمماً - فقد امتاز بالعلمية والتقوى، ومساعدة الفقراء والمساكين ورعاية العلماء، وقد ترك ثروة كبيرة مما ينتفع به الدارسون والمستفيدون، باللغتين العربية والفارسية ولا يخفى على احد مؤلفه الشهير (بحار الأنوار) الجامع لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
    ابتسم الجميع، وعقب مرتضى عن البحار متحدثاً: ذاك الذي كان - ولا زال - مرجعا للأعلام، ومصدرا للأنام، وكذلك (مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ص)، و(ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار)، و(شرح الاربعين)، و(الوجيزة في علم الرجال)...
    : أما انا- التفتوا الجميع نحوي - فقد قرأت ما قال فيه الـعـلامة البحراني صاحب كتاب (لؤلؤة البحرين): "العلامة الفهامة، غوّاص بحار الانوار، ومـستخرج لآلي الاخبار وكنوز الآثار، الذي لم يوجد له في عصره ولا قبله ولا بعده قرين في ترويج الدين، وقمع المعتدين والمخالفين، سيما الصوفية المبتدعين"، درس على يده نحو الألف طالب كما ينقل الميرزا عبد اللّه الأفندي صاحب كتاب (رياض العلماء) ومنهم (السيّد نعمة الله الجزائري، الشيخ محمّد حسين النوري، الشيخ سليمان الماحوزي، المعروف بالمحقّق البحراني...).
    طال بنا الحديث حتى صلينا له وقرأنا سورة الفاتحة على روحه الزكية، وأخذنا نتباحث في كتابه (بحار الانوار)، سائلين من الله تعالى أن يوفقنا للسير على خطى هذا العالم الجليل.


    "علّم الناس علمك، وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعَلِمْتَ ما لم تعلم"
    ~ باب مدينة علم رسول الله صل الله عليه وآله~
    ~علي بن أبي طالب عليه السلام~

  • #2

    تعليق


    • #3
      رحم الله علمائنا الابرار وحفظ الاحياء منهم

      تعليق


      • #4
        سلمت اناملك وجزاك الله كل خير.

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X