السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة لكافة اعضاء المنتدى الكرام مساء انتظاري ملئ بالسعادة ان شاء الله .
احببت ان انقل لكم هذا الموضوع الانتظاري وهو بعنوان /
(المنتظر بين استشعار الوجود واستشعار الحضور ).
مقدمة :
يحتاج الانسان عموما والمؤمن خصوصا أن يعلم اين هو يقف من مبادئه وقيمه الاعتقادية والاخلاقية ، لضرورة تحديد الموضوع اولا وتحديد الذات ثانيا ومن ثم الانتقال الى مرحلة السعي لبلوغ الحقيقة التي تروي ضمأه . وفي علاقة المنتظر بامام زمانه صلوات الله وسلامه عليه يبرز مصطلحان في غاية الاهمية وهما استشعار الحضور واستشعار الوجود اللذان يحددان المقام الذي هو فيه والمرحلة التي هو يستقر فيها والتي من خلالها يحدد نوعية الانتظار الذي هو فيه ودرجته وتحدد ادراكاته ويعلم بعدها نقطة انطلاقه لامام زمانه ... فما هما استشعار الوجود والحضور واهميتهما واثارهما ... فلننطلق في هذه الرحلة الشيقة ..
التعريف بهما :
الاستشعار :هو التحسس العقلي والقلبي للامر الذي يهتم به والاستشعار العقلي هو مقدمة للقلبي بينما الاستشعار القلبي يكون اعلى مرتبة من العقلي لكونه استشعارا تتشكل صورة نوعية تمتزج فيها المشاعر والاحاسيس القلبية من ذلك الامر وبالتالي تخرجه من حالة التجرد العقلي الى حالة الامتزاج القلبي ومن المعلوم ان القلب له امكانيات اعلى بكثير من العقل فينال بتلك المرتبة مقامات عالية . واستشعار الحضور واستشعار الوجود من حيث المقارنه مثله كمثل من اكل تفاحة فتذوق طعمها بكل احاسيسه ومشاعره وعاش حقيقة واقعية مع لذتها وبين من وصف له جمال التفاحة وحلاوتها ووبعض خصائصها فالفرق بين الاستشعارين هو الفرق بين من سمع ومن عاش مع الشيء . فاستشعار الحضور مع الامام المهدي عليه السلام هو انك تعيش معه ويعيش معك في لحظاتك وسكناتك وتشعر بلذة القرب منه وتستشعر مراقبته لك وبنفس الوقت تستشعر الطاعة له والانقياد التام له والتسليم المطلق لاارداته ، وان تعيش الم مظلوميته والام لوعته صلوات الله وسلامه عليه ، بينما استشعار وجوده هو العلم العقلي بكونه موجود الامام عليه السلام لكنك غافلا عنه مشتغلا بامورك الشخصية وبملذات الدنيا .. والان السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو كيفية الانتقال من الاستشعار الوجودي الى الاستشعار الحضوري ؟؟؟ نجيب عن السؤال بما يلي :
مكانيكية عمل الاستشعار:
من المعلوم ان الارتباط بالامام المهدي عليه السلام يحتاج الى متطلبات ضرورية وعلى راسها المعرفة ، ولذلك اكد المعصوم عليه السلام في الدعاء المحثوث عليه في زمن الغيبة
( اللهم عرفني نفسك فأنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فأنك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فأنك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )
على المعرفة التي هي حالة وسطية لنيل الاستشعار الحضوري ، ومن المعلوم ان مقدمة المعرفة هي العلم . وعلى اساس وجود العلم والمعرفة فأن هناك مساحتان تتواجدان قبالهما وهما ساحتا العقل والقلب ، فالعقل هو الالة التي بها نأخذ العلم لتتكون سلسلة من الصور المخزونة في منطقة الخيال ، وعندما تتفاعل النفس معها لاهميتها وتعمل بها بديناميكية مناسبة تتحول تلك المخزونات الى معارف وهي هيئات تتشكل وتنتقل الى القلب بمسميات مثل الايمان ونور وغيرها ولذلك ورد في القرآن الكريم
( انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
فبالعلم نعلم وبالعمل به نعرف ويتحول الى ايمان والى نور والى رؤية وكلما زادت النفس من تنشيط هذا المثلث بالعمل كلما زادت دائرة الايمان وتوقدت فتصبح كالنور الساطع الذي يكشف عن حقيقة ذلك الامر الذي تتعامل معه فتعيش معه بشيء من حقيقته بحسب ما تملكه من معرفة ويقين قلبي
( اللهم ارني الاشياء على حقيقتها ) وفي خصوص الامام المهدي روحي فداه فكلما زدت علما به وحولت تلك الصور الذهنية الى عمل فهي تتحول مع مرور الوقت الى ايمان ونور ورؤية مهدوية وكلما زادت هذه الامور كلما يزداد الاهتمام وبزيادة الاهتمام يزداد اهتمام الامام عليه السلام بالانسان المهتم به فيضعه في رعايته ودائرة اهتمامه الكبرى وهنيئا لمن كان في عين دائرة اهتمام الامام عليه السلام ومحط رعايته الرحيمية وهي الخاصة التي تعطي الطافا غير الالطاف العامة للجميع فمن المعلوم ان هناك : رحمة رحمانية عامة الجميع يشترك بها رحمة رحيمية خاصة يتمتع بها البعض بحسب درجات قربه ومن المعلوم ان المعرفة فرع الحب والعشق والوله والولهان في المعشوق وحتى نصل الى تلك الدرجات العالية من القرب حتى يكون القرب قربا حقيقيا فلابد ان نعرف :
القرب بسبب الحاجات الدنيوية القرب بسبب الابتلاءات العصيبة
القرب بسبب نيل بعض المكاشفات واللالطاف القرب لانه ذات تحمل كل معاني الجلال والجمال وحتى يحصل استشعار الحضور يجب ان نتمع بدرجة قرب رفيعة المستوى حتى ننال مقامات تلك الدرجة الرفيعة من القرب وعندها يحصل استشعار الحضور بشكل تلقائي عفوي دون تكلف او تصنع او صراع ذاتي لانه محصلة نهائية . كيف ننال درجة القرب العليا : كما ذكرنا سابقا في درجات القرب ، فان القرب على اساس الحاجات الدنيوية سيكون منتفي بانتفاء وانقضاء الحاجة الدنيوية ، وكذلك الابتلاءات واما المكاشفات فهي ايضا طلب ولكنه ليس دنيوي بل روحي وهو مقام كبير ولكنه ليس المطلوب بذاته فالمطلوب هو الامام عليه السلام وما يتمتع به من خصائص جمالية وجلالية ، وعليه فان الولوج الى هذا القرب يكون من خلال ما يلي :
بما ان الامام المهدي عليه السلام هو مرآة التجلي للاسماء والصفات الالهية بما فيها الجلالية والجمالية ويعكسها الامام صلوات الله وسلامه عليه من خلال افعاله الواقعية وتتجسد بشكل اعتقادات ومواقف وقرارات واقوال من ادعية ومناجاة وصلوات وحج وكذلك تتجسد في العلاقات مع الاخرين فيكون الامام عليه السلام كالمرآة العاكسة لاخلاق الله عزوجل وصفاته واسمائه ، فمثلا نجد الرحمة الالهية متجسدة في العلاقات ونجد القوة في الذات ونجد العطف الالهي في الامام عليه السلام ونجد الضبط والالتزام العالي في كل شيء لدى الامام عليه السلام ونجد الشجاعة الفائقة في المواقف ، ونجد الاخلاص في العمل ونجد الورع في كل شيء .. وهكذا . ومن هنا فأن المنتظر الحقيقي الذي يريد القرب الحقيقي فيقوم : • دراسة سيرة الامام عليه السلام وأبائه الطاهرين وعلى رأسهم النبي المصطفى وامير المؤمنين عليه السلام ويتعرف على كل تلك الخصائص بصورة دقيقة ومحكمة
• ينظر الى نفسه ويجعل مقارنه ما هي الامور التي تتعارض مع تلك الخصائص وعندما يتعرف عليها يقوم بالنفور منها نفسيا وعقليا وقلبيا
• يحول الحالة النفسية والعقلية والقلبية الى عمل وفق برنامج التخلية وهو المعاهدة والمراقبة والمحاسبة للفترة الاربعينية حتى يتخلص منها ، وهذه العملية تتطلب مخالفة النفس والصبر على عدم مجاراتها حتى يتم التخلص من تلك الملكات الفاسدة والخبيثة وبمعنى التخلص من الهوى والارادة المخالفة لارادة الامام عليه السلام .
• ومع ذلك البرنامج يقوم بالتخلق باخلاق الامام عليه السلام حتى تسير عملية التخلق
( التحلية ) مع عملية التخلية وحتى لايضيع الوقت مع الحذر عن عدم الغفلة ومؤامرات الشيطان ووساوسه .
• مع هذا البرنامج يقوم بعملية استبيانية لما يحصل من التخلية والتحلية حتى يعرف مدى التزامه بالرنامج ومدى التأثير الذي وصل اليه من خلال احصاء الملكات الطيبة لديه ودرجتها وفق خط بياني . ولنضرب مثلا في ذلك للتوضيح وهو لو كان عنده خلل في العلاقات مع الاخرين فيقوم بدراسة علاقات الامام عليه السلام العملية واقواله في ذلك ومن ثم ينظر بأي درجة قريب هو منها ويقوم بازالة الخبيث منها ويتخلق بالطيب منها ويعمل على هذا زمان الاربعين يوما ويقوم باستبيان بياني هل انه الغى الخبيث منها وهل زاد من طيبات الامام عليه السلام وفق برنامج المعاهدة والمراقبة والمحاسبة ، فيجد نفسه بعد فترة زمنية أنه تخلق باسم وصفات وخصائص الامام عليه وبذلك يكون قد جاهد نفسه في الامام عليه السلام وعندها تنطبق عليه الاية ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) بمعنى ان الله تعالى عزوجل والامام عليه السلام يقومون بفتح الافاق له بحيث تكون له رؤية بمعنى البصيرة . وعندما يقوم المنتظر بهذه البرمجة وبرفقة ولي الله الاعظم عليه السلام سينال القرب بالدرجة التي سعى فيها والقوة التي يتحرك فيها وكلما زاد سعيا واقداما وهمة كلما نال ذلك القرب وارتفعت مقاماته عند امام زمانه وبذلك يكون هذا هو القرب الحقيقي . هذه الحركة القربية تترك اثاراكبيرة على المنتظر ويجعله يستشعر حضور امامه عليه السلام في حياته . اثار الاستشعار بعد ان تعرفنا على ميكانيكة عمل الاستشعار الان نتعرف على اثار ذلك الاستشعار والتي من اهمها :
• الحصول على ملكة المعلومات الخاصة بالامام عليه السلام سواءا بقضيته حتى نصل الى مرحلة الاتحاد والتلبس فتحصل نورانية المعلومات في ذاتنا.
• تنوير القلب بنور معارف الامام عليه السلام فتشرق النفس بتلك الالطاف حتى تحصل الطاقة الهائلة للتحرك الذي لايفتر ولايهن مهما كانت العقبات والمصاعب .
• ان التحرك المستمر مع الامام عليه السلام لاستشعار حضور حركته ونشاطه يجعل المنتظر خاضعا خاشعا لامام زمانه في كل حركة او سكون
• هذه الحالة من القرب تجعل المنتظر يستشعر المعية الدائمة فيستحي من امام زمانه للتقصير في القرب والتقصير في العمل فضلا عن التقصير في الفعل الواجب او ترك المحرم .
• يكون هذا المنتظر طاقة جبارة في المجتمع تجعله قدوة للاخرين وعاكسا للقرب من الامام عليه السلام وعاكسا لاخلاق وخصائص الامام روحي فداه . • تتفعل الحركة لتتحول الى دور اما ذاتية او ادوار باتجاه مشروع جمعي يمهد ويوطن للامام عليه السلام فيكون حلقة مهمة في المشروع الالهي . • يعيش هذا المنتظر حالة من الحب والعشق واللهفة لامام زمانه حتى تنعكس على الخارج فيرونه هائما بحب الامام عليه السلام متجنبا لزخارف الدنيا وراغبا في الله عزوجل ومتحملا لكل صنوف العذابات والشدائد بل يكون متلذذا بها .
• في نهاية المطاف يتوق الى الشهادة التي يتحول فيها الموت في سبيل معشوقه الى الذ من العسل كما في اصحاب سيد الشهداء عليه السلام وذلك هو الفوز العظيم فيكون حينها مستشهدا قبل ان يستشهد .
اللهم ارزقنا استشعار حضور الامام المهدي عليه السلام في حياتنا حتى تكون حركتنا الانتظارية كما يريدها الامام روحي فداه لا كما نريدها نحن اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر واجعلنا من انصاره وخدامه يارب العالمين
احببت ان انقل لكم هذا الموضوع الانتظاري وهو بعنوان /
(المنتظر بين استشعار الوجود واستشعار الحضور ).
مقدمة :
يحتاج الانسان عموما والمؤمن خصوصا أن يعلم اين هو يقف من مبادئه وقيمه الاعتقادية والاخلاقية ، لضرورة تحديد الموضوع اولا وتحديد الذات ثانيا ومن ثم الانتقال الى مرحلة السعي لبلوغ الحقيقة التي تروي ضمأه . وفي علاقة المنتظر بامام زمانه صلوات الله وسلامه عليه يبرز مصطلحان في غاية الاهمية وهما استشعار الحضور واستشعار الوجود اللذان يحددان المقام الذي هو فيه والمرحلة التي هو يستقر فيها والتي من خلالها يحدد نوعية الانتظار الذي هو فيه ودرجته وتحدد ادراكاته ويعلم بعدها نقطة انطلاقه لامام زمانه ... فما هما استشعار الوجود والحضور واهميتهما واثارهما ... فلننطلق في هذه الرحلة الشيقة ..
التعريف بهما :
الاستشعار :هو التحسس العقلي والقلبي للامر الذي يهتم به والاستشعار العقلي هو مقدمة للقلبي بينما الاستشعار القلبي يكون اعلى مرتبة من العقلي لكونه استشعارا تتشكل صورة نوعية تمتزج فيها المشاعر والاحاسيس القلبية من ذلك الامر وبالتالي تخرجه من حالة التجرد العقلي الى حالة الامتزاج القلبي ومن المعلوم ان القلب له امكانيات اعلى بكثير من العقل فينال بتلك المرتبة مقامات عالية . واستشعار الحضور واستشعار الوجود من حيث المقارنه مثله كمثل من اكل تفاحة فتذوق طعمها بكل احاسيسه ومشاعره وعاش حقيقة واقعية مع لذتها وبين من وصف له جمال التفاحة وحلاوتها ووبعض خصائصها فالفرق بين الاستشعارين هو الفرق بين من سمع ومن عاش مع الشيء . فاستشعار الحضور مع الامام المهدي عليه السلام هو انك تعيش معه ويعيش معك في لحظاتك وسكناتك وتشعر بلذة القرب منه وتستشعر مراقبته لك وبنفس الوقت تستشعر الطاعة له والانقياد التام له والتسليم المطلق لاارداته ، وان تعيش الم مظلوميته والام لوعته صلوات الله وسلامه عليه ، بينما استشعار وجوده هو العلم العقلي بكونه موجود الامام عليه السلام لكنك غافلا عنه مشتغلا بامورك الشخصية وبملذات الدنيا .. والان السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو كيفية الانتقال من الاستشعار الوجودي الى الاستشعار الحضوري ؟؟؟ نجيب عن السؤال بما يلي :
مكانيكية عمل الاستشعار:
من المعلوم ان الارتباط بالامام المهدي عليه السلام يحتاج الى متطلبات ضرورية وعلى راسها المعرفة ، ولذلك اكد المعصوم عليه السلام في الدعاء المحثوث عليه في زمن الغيبة
( اللهم عرفني نفسك فأنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك فأنك ان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فأنك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني )
على المعرفة التي هي حالة وسطية لنيل الاستشعار الحضوري ، ومن المعلوم ان مقدمة المعرفة هي العلم . وعلى اساس وجود العلم والمعرفة فأن هناك مساحتان تتواجدان قبالهما وهما ساحتا العقل والقلب ، فالعقل هو الالة التي بها نأخذ العلم لتتكون سلسلة من الصور المخزونة في منطقة الخيال ، وعندما تتفاعل النفس معها لاهميتها وتعمل بها بديناميكية مناسبة تتحول تلك المخزونات الى معارف وهي هيئات تتشكل وتنتقل الى القلب بمسميات مثل الايمان ونور وغيرها ولذلك ورد في القرآن الكريم
( انها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
فبالعلم نعلم وبالعمل به نعرف ويتحول الى ايمان والى نور والى رؤية وكلما زادت النفس من تنشيط هذا المثلث بالعمل كلما زادت دائرة الايمان وتوقدت فتصبح كالنور الساطع الذي يكشف عن حقيقة ذلك الامر الذي تتعامل معه فتعيش معه بشيء من حقيقته بحسب ما تملكه من معرفة ويقين قلبي
( اللهم ارني الاشياء على حقيقتها ) وفي خصوص الامام المهدي روحي فداه فكلما زدت علما به وحولت تلك الصور الذهنية الى عمل فهي تتحول مع مرور الوقت الى ايمان ونور ورؤية مهدوية وكلما زادت هذه الامور كلما يزداد الاهتمام وبزيادة الاهتمام يزداد اهتمام الامام عليه السلام بالانسان المهتم به فيضعه في رعايته ودائرة اهتمامه الكبرى وهنيئا لمن كان في عين دائرة اهتمام الامام عليه السلام ومحط رعايته الرحيمية وهي الخاصة التي تعطي الطافا غير الالطاف العامة للجميع فمن المعلوم ان هناك : رحمة رحمانية عامة الجميع يشترك بها رحمة رحيمية خاصة يتمتع بها البعض بحسب درجات قربه ومن المعلوم ان المعرفة فرع الحب والعشق والوله والولهان في المعشوق وحتى نصل الى تلك الدرجات العالية من القرب حتى يكون القرب قربا حقيقيا فلابد ان نعرف :
القرب بسبب الحاجات الدنيوية القرب بسبب الابتلاءات العصيبة
القرب بسبب نيل بعض المكاشفات واللالطاف القرب لانه ذات تحمل كل معاني الجلال والجمال وحتى يحصل استشعار الحضور يجب ان نتمع بدرجة قرب رفيعة المستوى حتى ننال مقامات تلك الدرجة الرفيعة من القرب وعندها يحصل استشعار الحضور بشكل تلقائي عفوي دون تكلف او تصنع او صراع ذاتي لانه محصلة نهائية . كيف ننال درجة القرب العليا : كما ذكرنا سابقا في درجات القرب ، فان القرب على اساس الحاجات الدنيوية سيكون منتفي بانتفاء وانقضاء الحاجة الدنيوية ، وكذلك الابتلاءات واما المكاشفات فهي ايضا طلب ولكنه ليس دنيوي بل روحي وهو مقام كبير ولكنه ليس المطلوب بذاته فالمطلوب هو الامام عليه السلام وما يتمتع به من خصائص جمالية وجلالية ، وعليه فان الولوج الى هذا القرب يكون من خلال ما يلي :
بما ان الامام المهدي عليه السلام هو مرآة التجلي للاسماء والصفات الالهية بما فيها الجلالية والجمالية ويعكسها الامام صلوات الله وسلامه عليه من خلال افعاله الواقعية وتتجسد بشكل اعتقادات ومواقف وقرارات واقوال من ادعية ومناجاة وصلوات وحج وكذلك تتجسد في العلاقات مع الاخرين فيكون الامام عليه السلام كالمرآة العاكسة لاخلاق الله عزوجل وصفاته واسمائه ، فمثلا نجد الرحمة الالهية متجسدة في العلاقات ونجد القوة في الذات ونجد العطف الالهي في الامام عليه السلام ونجد الضبط والالتزام العالي في كل شيء لدى الامام عليه السلام ونجد الشجاعة الفائقة في المواقف ، ونجد الاخلاص في العمل ونجد الورع في كل شيء .. وهكذا . ومن هنا فأن المنتظر الحقيقي الذي يريد القرب الحقيقي فيقوم : • دراسة سيرة الامام عليه السلام وأبائه الطاهرين وعلى رأسهم النبي المصطفى وامير المؤمنين عليه السلام ويتعرف على كل تلك الخصائص بصورة دقيقة ومحكمة
• ينظر الى نفسه ويجعل مقارنه ما هي الامور التي تتعارض مع تلك الخصائص وعندما يتعرف عليها يقوم بالنفور منها نفسيا وعقليا وقلبيا
• يحول الحالة النفسية والعقلية والقلبية الى عمل وفق برنامج التخلية وهو المعاهدة والمراقبة والمحاسبة للفترة الاربعينية حتى يتخلص منها ، وهذه العملية تتطلب مخالفة النفس والصبر على عدم مجاراتها حتى يتم التخلص من تلك الملكات الفاسدة والخبيثة وبمعنى التخلص من الهوى والارادة المخالفة لارادة الامام عليه السلام .
• ومع ذلك البرنامج يقوم بالتخلق باخلاق الامام عليه السلام حتى تسير عملية التخلق
( التحلية ) مع عملية التخلية وحتى لايضيع الوقت مع الحذر عن عدم الغفلة ومؤامرات الشيطان ووساوسه .
• مع هذا البرنامج يقوم بعملية استبيانية لما يحصل من التخلية والتحلية حتى يعرف مدى التزامه بالرنامج ومدى التأثير الذي وصل اليه من خلال احصاء الملكات الطيبة لديه ودرجتها وفق خط بياني . ولنضرب مثلا في ذلك للتوضيح وهو لو كان عنده خلل في العلاقات مع الاخرين فيقوم بدراسة علاقات الامام عليه السلام العملية واقواله في ذلك ومن ثم ينظر بأي درجة قريب هو منها ويقوم بازالة الخبيث منها ويتخلق بالطيب منها ويعمل على هذا زمان الاربعين يوما ويقوم باستبيان بياني هل انه الغى الخبيث منها وهل زاد من طيبات الامام عليه السلام وفق برنامج المعاهدة والمراقبة والمحاسبة ، فيجد نفسه بعد فترة زمنية أنه تخلق باسم وصفات وخصائص الامام عليه وبذلك يكون قد جاهد نفسه في الامام عليه السلام وعندها تنطبق عليه الاية ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) بمعنى ان الله تعالى عزوجل والامام عليه السلام يقومون بفتح الافاق له بحيث تكون له رؤية بمعنى البصيرة . وعندما يقوم المنتظر بهذه البرمجة وبرفقة ولي الله الاعظم عليه السلام سينال القرب بالدرجة التي سعى فيها والقوة التي يتحرك فيها وكلما زاد سعيا واقداما وهمة كلما نال ذلك القرب وارتفعت مقاماته عند امام زمانه وبذلك يكون هذا هو القرب الحقيقي . هذه الحركة القربية تترك اثاراكبيرة على المنتظر ويجعله يستشعر حضور امامه عليه السلام في حياته . اثار الاستشعار بعد ان تعرفنا على ميكانيكة عمل الاستشعار الان نتعرف على اثار ذلك الاستشعار والتي من اهمها :
• الحصول على ملكة المعلومات الخاصة بالامام عليه السلام سواءا بقضيته حتى نصل الى مرحلة الاتحاد والتلبس فتحصل نورانية المعلومات في ذاتنا.
• تنوير القلب بنور معارف الامام عليه السلام فتشرق النفس بتلك الالطاف حتى تحصل الطاقة الهائلة للتحرك الذي لايفتر ولايهن مهما كانت العقبات والمصاعب .
• ان التحرك المستمر مع الامام عليه السلام لاستشعار حضور حركته ونشاطه يجعل المنتظر خاضعا خاشعا لامام زمانه في كل حركة او سكون
• هذه الحالة من القرب تجعل المنتظر يستشعر المعية الدائمة فيستحي من امام زمانه للتقصير في القرب والتقصير في العمل فضلا عن التقصير في الفعل الواجب او ترك المحرم .
• يكون هذا المنتظر طاقة جبارة في المجتمع تجعله قدوة للاخرين وعاكسا للقرب من الامام عليه السلام وعاكسا لاخلاق وخصائص الامام روحي فداه . • تتفعل الحركة لتتحول الى دور اما ذاتية او ادوار باتجاه مشروع جمعي يمهد ويوطن للامام عليه السلام فيكون حلقة مهمة في المشروع الالهي . • يعيش هذا المنتظر حالة من الحب والعشق واللهفة لامام زمانه حتى تنعكس على الخارج فيرونه هائما بحب الامام عليه السلام متجنبا لزخارف الدنيا وراغبا في الله عزوجل ومتحملا لكل صنوف العذابات والشدائد بل يكون متلذذا بها .
• في نهاية المطاف يتوق الى الشهادة التي يتحول فيها الموت في سبيل معشوقه الى الذ من العسل كما في اصحاب سيد الشهداء عليه السلام وذلك هو الفوز العظيم فيكون حينها مستشهدا قبل ان يستشهد .
اللهم ارزقنا استشعار حضور الامام المهدي عليه السلام في حياتنا حتى تكون حركتنا الانتظارية كما يريدها الامام روحي فداه لا كما نريدها نحن اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر واجعلنا من انصاره وخدامه يارب العالمين
تعليق