هذي المنازل بالغميم فنادها |
واسكب سخيّ العين بعد جمادها |
|
إن كان دين للمعالم فاقضه |
أو مهجة عند الطلول ففادها |
|
ولقد حبست على الديار عصابة |
مضمونة الايدي الى أكبادها |
|
حسرى تجاوب بالبكاء عيونها |
وتعط (١) للزفرات في أبرادها |
|
وقفوا بها حتى كأن مطيهم |
كانت قوائمهن من أوتادها |
|
ثم انثنت والدمع ماء مزادها |
ولواعج الأشجان من أزوادها |
|
هل تطلبون من النواظر بعدكم |
شيئاً سوى عبراتها وسهادها |
|
لم يبق ذخر للمدامع عنكم |
كلا ولا عين جرى لرقادها |
|
شغل الدموع عن الديار بكاؤنا |
لبكاء فاطمة على أولادها |
|
لم يخلفوها في الشهيد وقد رأى |
دفع الفرات تذاد عن ورادها |
|
أترى درت أن الحسين طريدة |
لقنا بني الطرداء عند ولادها |
|
كانت مآتم بالعراق تعدّها |
أموية بالشام من أعيادها |
|
ماراقبت غضب النبي وقد غدا |
زرع النبي مظنّة لحصادها |
|
باعت بصائر دينها بضلالها |
وشرت معاطب غيّها برشادها |
|
جعلت رسول الله من خصمائها |
فلبئس ما ذخرت ليوم معادها |
|
نسل النبي على صعاب مطيها |
ودم النبي على رؤوس صعادها |
|
وا لهفتاه لعصبة علوية |
تبعت أمية بعد عز قيادها |
|
جعلت عران الذل في آنافها |
وعلاط وسم الضيم في أجيادها (٢) |
|
زعمت بأن الدين سوّغ قتلها |
أوليس هذا الدين عن أجدادها |
|
طلبت ترات الجاهلية عندها |
وشفت قديم الغِل من أحقادها |
|
واستأثرت بالأمر عن غيّابها |
وقضت بما شاءت على أشهادها |
__________________
١ ـ تعط : تشق.
٢ ـ العران عود يجعل في أنف البعير ، والعلاط حبل يجعل في عنقه.
الشريف المرتضى
الشريف المرتضى
تعليق