ولد عام 1973م بمدينة " كامولي" في دولة أوغندا(1)، نشأ في بيئة تعتنق المذهب الشافعي، واصل دراسته إلى حدّ المرحلة الثانوية، ثم دخل الجامعة في قسم الفلسفة.
تحرّر من معتقداته الموروثة عام 1990م بمدينة "جينجا " في بلاده على اثر توفيق رباني أحاطه فهداه الصراط المستقيم، وتصدى بعد اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) للتدريس في مدرسة الإمام الحسن (عليه السلام) في بلدته، كما واصل تتبعه ودراسته في معهد أهل البيت (عليهم السلام) .
بداية الرحلة:تحرّر من معتقداته الموروثة عام 1990م بمدينة "جينجا " في بلاده على اثر توفيق رباني أحاطه فهداه الصراط المستقيم، وتصدى بعد اعتناقه لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) للتدريس في مدرسة الإمام الحسن (عليه السلام) في بلدته، كما واصل تتبعه ودراسته في معهد أهل البيت (عليهم السلام) .
تبدأ قصّة استبصار الأخ من حين اشتغاله بالدراسة الأكاديمية في الجامعة، إذ كان شغوفاً بمادة التربية الإسلامية، وكان يصغي للإستاذ بتأمل ويبذل قصارى جهده لاستيعاب المعلومات التي يلقيها الأستاذ، كما كان يخزن المفاهيم الدينية في ذاكرته ليحلّلها فيما بعد، وينظّمنها وينسقها وليتمكن من صياغتها من جديد، ليكوّن منها مبادىء منسجمه ورُؤى محدّدة الإطار.
دور الإمام الصادق (عليه السلام) في حفظ الشريعة:يقول الأخ عبد الله: " ذكر أستاذ مادة التربية الأسلامية في إحدى محاضراته أنّه كان للإمام الصادق (عليه السلام) دور بارز في نشر العلوم والمعارف الإسلامية التي ورثها من آبائه عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان له مذهباً خاصاً وأتباعاً منتشرين في أقطار الأرض ـ وهم موجودون حتى الآن ـ وقد تلقى أئمة المذاهب الأربعة الكثير من المعارف منه بصورة مباشرة وغير مباشرة.
فاعترتني الدهشة والاستغراب من مقولة الأستاذ! وقلت في نفسي: من هو الإمام الصادق؟ وما هو مذهبه؟ وما هي الأسباب التي جعلتنا نتمسك بأحد المذاهب الأربعة ونترك مذهبه إذا كان الإمام الصادق (عليه السلام) يمثّل مصدراً للعلم وينبوعاً يفيض بالمعارف، وتتلمذ على يديه أئمة المذاهب؟.
وفي تلك المحاضرة لم أتعرض للأستاذ بسؤال أو استفسار، لأنني وجدت نفسي قصير الباع من حيث المعلومات في هذا المجال، فقرّرت أن أُفرّغ نفسي لهذا الموضوع لأبحث فيه بغية أن أكتشف الحقيقة، ولأتمكن بعدها من محاورة الأستاذ عن علم ودراية، فعكفت على الكتب المدونة في هذا الخصوص، وغصت في أغوار التاريخ ".
الفترة الذهبيّة التي عاشها الإمام الصادق (عليه السلام) :فاعترتني الدهشة والاستغراب من مقولة الأستاذ! وقلت في نفسي: من هو الإمام الصادق؟ وما هو مذهبه؟ وما هي الأسباب التي جعلتنا نتمسك بأحد المذاهب الأربعة ونترك مذهبه إذا كان الإمام الصادق (عليه السلام) يمثّل مصدراً للعلم وينبوعاً يفيض بالمعارف، وتتلمذ على يديه أئمة المذاهب؟.
وفي تلك المحاضرة لم أتعرض للأستاذ بسؤال أو استفسار، لأنني وجدت نفسي قصير الباع من حيث المعلومات في هذا المجال، فقرّرت أن أُفرّغ نفسي لهذا الموضوع لأبحث فيه بغية أن أكتشف الحقيقة، ولأتمكن بعدها من محاورة الأستاذ عن علم ودراية، فعكفت على الكتب المدونة في هذا الخصوص، وغصت في أغوار التاريخ ".
إنّ الفترة التي عاشها الإمام الصادق (عليه السلام) تعتبر من الفترات النادرة لنشر العلوم في صفحات التاريخ الإسلامي، وذلك نتيجة انشغال السلطات الحاكمة بنفسها، وأنّ الدولة الأمويّة قد دبّ في جسمها الضعف وأحاطت بها عوامل الإنهيار، ثم برزت الدولة العباسية التي كانت في بدء نشوئها مشغولة بترسيخ دعائم حكمها.
ومن هنا توفّرت في الساحة الإسلامية أجواءً مفتوحة لبث الأفكار وظهور المدارس الفكرية على اختلاف مذاهبها وأنواعها، فطرح أهل الأهواء أفكارهم المسمومة في الساحة الإسلامية حتى إمتلأت الساحة بالأفكار الضالة والمنحرفة.
وفي مثل هذه الأجواء ـ حيث وجد الإمام الصادق (عليه السلام) الفرصة مناسبة للعمل التوجيهي والتبليغي ـ فتح أبواب مدرسته ليقوم ببث الأحكام والتعاليم الصحيحة، وتصدّى لمواجهة الانحراف المنتشر في أوساط المسلمين.
ويقول المستشار المصري عبد الحليم الجندي في خصوص الإمام الصادق (عليه السلام) : " هو الإمام الوحيد في التاريخ الإسلامي، والعالم الوحيد في التاريخ العالمي، الذي قامت على أسس مبادئه الدينية والفقهية والاجتماعية والاقتصادية دول عظمى "(2).
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يمتلك شخصية متكاملة لا يجود الزمان بمثلها، حتى أقرّ أعداؤه ومناوؤه قبل أحبائه بذلك.
فقد قال ألد أعدائه المنصور الدوانيقي: " إنّ جعفراً كان ممن قال الله فيه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (فاطر: 32)، وكان ممن اصطفاه الله، وكان من السابقين في الخيرات "(3).
وقال مالك بن أنس ـ إمام المالكية ـ: " ما رأت عين ولاسمعت أُذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق [ (عليه السلام) ] علماً وعبادةً وورعاً "(4).
وقال أبو حنيفة ـ صاحب المذهب المعروف ـ: " ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد "(5).
وقال أبو نعيم: " جعفر بن محمّد الإمام الناطق ذوالزمام السابق "(6).
وقال الحسن بن عليّ الوشاء: " أدركت في هذا المسجد ـ يعني الكوفة ـ تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمّد "(7).
وقال الجاحظ: " جعفر بن محمّد، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه "(8).
وقال ابن حجر: " جعفر الصادق [ (عليه السلام) ] نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانيين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السجستاني "(9).
فهذه ملامح شخصية الإمام الصادق (عليه السلام) العظيمة في منظار هؤلاء، وكان أبرزها هو الجانب العلمي، ولذا ليس من المبالغة والخروج عن الواقع في وصف علمه بأنّه علم النبيين ـ كما قال المنصور الدوانيقي: " أنّه ليس من أهل بيت نبوة إلاّ وفيه محدّث، وإن جعفر بن محمّد محدثنا اليوم "(10) ـ وإنّ مدرسته جامعة علمية إسلامية خلّفت ثروة فكرية، وخرّجت عدداً هائلاً من رجال العلم، وأنجبت صفوة من المفكرين والفلاسفة والعلماء، وقد حوت هذه الجامعة الآف الطلاب من مختلف الملل والنحل والطوائف.
فالحضارة الإسلامية عموماً والتراث العربي خصوصاً مدينان لعميد هذه المدرسة العظيمة الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) .
مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) :ومن هنا توفّرت في الساحة الإسلامية أجواءً مفتوحة لبث الأفكار وظهور المدارس الفكرية على اختلاف مذاهبها وأنواعها، فطرح أهل الأهواء أفكارهم المسمومة في الساحة الإسلامية حتى إمتلأت الساحة بالأفكار الضالة والمنحرفة.
وفي مثل هذه الأجواء ـ حيث وجد الإمام الصادق (عليه السلام) الفرصة مناسبة للعمل التوجيهي والتبليغي ـ فتح أبواب مدرسته ليقوم ببث الأحكام والتعاليم الصحيحة، وتصدّى لمواجهة الانحراف المنتشر في أوساط المسلمين.
ويقول المستشار المصري عبد الحليم الجندي في خصوص الإمام الصادق (عليه السلام) : " هو الإمام الوحيد في التاريخ الإسلامي، والعالم الوحيد في التاريخ العالمي، الذي قامت على أسس مبادئه الدينية والفقهية والاجتماعية والاقتصادية دول عظمى "(2).
وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يمتلك شخصية متكاملة لا يجود الزمان بمثلها، حتى أقرّ أعداؤه ومناوؤه قبل أحبائه بذلك.
فقد قال ألد أعدائه المنصور الدوانيقي: " إنّ جعفراً كان ممن قال الله فيه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (فاطر: 32)، وكان ممن اصطفاه الله، وكان من السابقين في الخيرات "(3).
وقال مالك بن أنس ـ إمام المالكية ـ: " ما رأت عين ولاسمعت أُذنٌ ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق [ (عليه السلام) ] علماً وعبادةً وورعاً "(4).
وقال أبو حنيفة ـ صاحب المذهب المعروف ـ: " ما رأيت أفقه من جعفر بن محمّد "(5).
وقال أبو نعيم: " جعفر بن محمّد الإمام الناطق ذوالزمام السابق "(6).
وقال الحسن بن عليّ الوشاء: " أدركت في هذا المسجد ـ يعني الكوفة ـ تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمّد "(7).
وقال الجاحظ: " جعفر بن محمّد، الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه "(8).
وقال ابن حجر: " جعفر الصادق [ (عليه السلام) ] نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح ومالك والسفيانيين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السجستاني "(9).
فهذه ملامح شخصية الإمام الصادق (عليه السلام) العظيمة في منظار هؤلاء، وكان أبرزها هو الجانب العلمي، ولذا ليس من المبالغة والخروج عن الواقع في وصف علمه بأنّه علم النبيين ـ كما قال المنصور الدوانيقي: " أنّه ليس من أهل بيت نبوة إلاّ وفيه محدّث، وإن جعفر بن محمّد محدثنا اليوم "(10) ـ وإنّ مدرسته جامعة علمية إسلامية خلّفت ثروة فكرية، وخرّجت عدداً هائلاً من رجال العلم، وأنجبت صفوة من المفكرين والفلاسفة والعلماء، وقد حوت هذه الجامعة الآف الطلاب من مختلف الملل والنحل والطوائف.
فالحضارة الإسلامية عموماً والتراث العربي خصوصاً مدينان لعميد هذه المدرسة العظيمة الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) .
إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) رغم الضغوط الشديدة: والظروف العسيرة التي كان يعاني منها، قد طبّع مدرسته هذه بطابع الاستقلال وعدم الخضوع للأنظمة الحاكمة آنذاك، فصمدت بثبات في سبيل تحقق ذلك رغم جور الأمويين وتعسف العباسيين.
وقد عاصر الإمام الصادق (عليه السلام) ساحة سياسية مضطربة وفوضوية، وأدرك بثاقب بصيرته أنّ العواقب غير محمودة إن زجّ بنفسه وبأشياعه في هذا المعترك، ولذا ركّز نشاطه في مجال النصح والإرشاد من أجل توعية المجتمع ورفع مستواه العلمي، كما أنّه حذّر بني عمّه من بني الحسن (عليه السلام) من أي تحرّك انفعالي غير مدروس، وبيّن لهم المردود السلبي في ذلك(11).
ولقد إتّخذ الإمام (عليه السلام) منهجاً سار فيه ليؤدي الرسالة الملقاة على عاتقه، فدعا الناس إلى تطبيق مبادئ الإسلام والتحلي بقيمه السامية، كما وقف (عليه السلام) أزاء موجات الانحراف الفكري والاجتماعي والسياسي التي اجتاحت الساحة الإسلاميّة، فعالجها بهدوء وتأنّي بعيداً عن الانفعال، فكان (عليه السلام) يناظر كافّة المذاهب، لا سيّما الزنادقة فيكشف لهم الغطاء عن وجه الحقيقة، ومن مناظراته في هذا المجال:
ما قد ورد من أنّه سمع أنّ الجعد بن درهم ـ الزنّديق ـ قد جعل في قارورة تراباً وماءً فاستحال دوداً وهواماً، وادّعى أنه خلق هذه الكائنات، فلمّا بلغ ذلك الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، قال: " ليقل كم هو؟ وكم الذكران والإناث إن كان خلقه؟، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره ـ قال ابن حجر ـ: فبلغه ذلك فرجع "(12).
كما أنّه (عليه السلام) لمّا رآى انحطاط الوضع الاجتماعي وانحداره في الهاوية وظهور إمارات الانهيار فيه، بذل قصارى جهده لتوعية الناس فكان يدعوا المجتمع إلى التحلّي بالقيم الرفيعة، ليصونهم من الضلال والانحراف.
ومن مواقفه في هذا المجال إيضاً، ما رواه سعيد بن بيان ـ سابق الحاج ـ: " مرّ بنا المفضل بن عمر، وأنا وختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه، فأصلح بيننا بإربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا إستوثق كل واحد منّا من صاحبه، قال: أمّا أنّها ليست من مالي، ولكن أبو عبدالله الصادق أمرني إذا تنازعاً رجلان من أصحابنا في شئ أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا مال أبي عبدالله "(13).
مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) ازاء حكّام الجور:وقد عاصر الإمام الصادق (عليه السلام) ساحة سياسية مضطربة وفوضوية، وأدرك بثاقب بصيرته أنّ العواقب غير محمودة إن زجّ بنفسه وبأشياعه في هذا المعترك، ولذا ركّز نشاطه في مجال النصح والإرشاد من أجل توعية المجتمع ورفع مستواه العلمي، كما أنّه حذّر بني عمّه من بني الحسن (عليه السلام) من أي تحرّك انفعالي غير مدروس، وبيّن لهم المردود السلبي في ذلك(11).
ولقد إتّخذ الإمام (عليه السلام) منهجاً سار فيه ليؤدي الرسالة الملقاة على عاتقه، فدعا الناس إلى تطبيق مبادئ الإسلام والتحلي بقيمه السامية، كما وقف (عليه السلام) أزاء موجات الانحراف الفكري والاجتماعي والسياسي التي اجتاحت الساحة الإسلاميّة، فعالجها بهدوء وتأنّي بعيداً عن الانفعال، فكان (عليه السلام) يناظر كافّة المذاهب، لا سيّما الزنادقة فيكشف لهم الغطاء عن وجه الحقيقة، ومن مناظراته في هذا المجال:
ما قد ورد من أنّه سمع أنّ الجعد بن درهم ـ الزنّديق ـ قد جعل في قارورة تراباً وماءً فاستحال دوداً وهواماً، وادّعى أنه خلق هذه الكائنات، فلمّا بلغ ذلك الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ، قال: " ليقل كم هو؟ وكم الذكران والإناث إن كان خلقه؟، وليأمر الذي يسعى إلى هذا أن يرجع إلى غيره ـ قال ابن حجر ـ: فبلغه ذلك فرجع "(12).
كما أنّه (عليه السلام) لمّا رآى انحطاط الوضع الاجتماعي وانحداره في الهاوية وظهور إمارات الانهيار فيه، بذل قصارى جهده لتوعية الناس فكان يدعوا المجتمع إلى التحلّي بالقيم الرفيعة، ليصونهم من الضلال والانحراف.
ومن مواقفه في هذا المجال إيضاً، ما رواه سعيد بن بيان ـ سابق الحاج ـ: " مرّ بنا المفضل بن عمر، وأنا وختن لي نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة، ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فأتيناه، فأصلح بيننا بإربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده، حتى إذا إستوثق كل واحد منّا من صاحبه، قال: أمّا أنّها ليست من مالي، ولكن أبو عبدالله الصادق أمرني إذا تنازعاً رجلان من أصحابنا في شئ أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا مال أبي عبدالله "(13).
كانت مواقف الإمام الصادق (عليه السلام) بخصوص الوضع السياسي الذي فرضه ولاة الجور كلّها تشير إلى عدم مشروعيّتهم، إذ لم يعرف عنه أبداً أيّ دعم أو تقرّب منه للحكام الظلمة وأعوانهم، فأعطى بذلك نهجاً مشرقاً لتسير عليه الأجيال.
ففي احدى المرات أجاب (عليه السلام) المنصور الدوانيقي بشكل قاطع وبأسلوب مفحم! عندما سأله المنصور ـ وكان الذباب يتطايح على وجهه وقد ضجر منه ـ بقوله: " يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ فقال الصادق (عليه السلام) : ليذل به الجبابرة "(14).
وكتب إليه المنصور مرّة: " لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه الصادق (عليه السلام) : ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّيك، ولا نراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟! فكتب إليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه (عليه السلام) : من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك "(15).
فالإمام الصادق (عليه السلام) لم يتزلّف يوماً للسلاطين ولم يهادنهم رغم قسوتهم وشدّة وطئتهم، ولذلك قوبل الإمام (عليه السلام) بالهجمات العنيفة والحملات الظالمة، وأضطهد أتباعه، وأصبحت شيعته عرضة للخطر، فعانوا من بطش الجبابرة والظلمة ما لا يحيط به البيان.
الإمام الصادق (عليه السلام) وعهد العبّاسيين:ففي احدى المرات أجاب (عليه السلام) المنصور الدوانيقي بشكل قاطع وبأسلوب مفحم! عندما سأله المنصور ـ وكان الذباب يتطايح على وجهه وقد ضجر منه ـ بقوله: " يا أبا عبدالله لم خلق الله الذباب؟ فقال الصادق (عليه السلام) : ليذل به الجبابرة "(14).
وكتب إليه المنصور مرّة: " لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه الصادق (عليه السلام) : ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له، ولا أنت في نعمة فنهنّيك، ولا نراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟! فكتب إليه المنصور: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه (عليه السلام) : من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك "(15).
فالإمام الصادق (عليه السلام) لم يتزلّف يوماً للسلاطين ولم يهادنهم رغم قسوتهم وشدّة وطئتهم، ولذلك قوبل الإمام (عليه السلام) بالهجمات العنيفة والحملات الظالمة، وأضطهد أتباعه، وأصبحت شيعته عرضة للخطر، فعانوا من بطش الجبابرة والظلمة ما لا يحيط به البيان.
بعد أنّ قَوَت أركان الدولة العباسية، رأى الحكّام العباسيين أنّ المجتمع الإسلامي متعطش للعلم، فحاولوا أن يتدّخلوا في هذا المجال ليهيمنوا على العلماء وليمسكوا زمامهم بأيديهم، فأمعنوا النظر في المذاهب المنتشرة ليختاروا منها ما يتلائم مع أغراضهم ومصالحهم، وليجبروا الناس بعوامل الترغيب والترهيب على التمسك بها، ويبعدوهم عن كافة المذاهب التي لاتنسجم مع أغراضهم وأطماعهم.
فقرّرت السلطة الحاكمة سدّ أبواب الاجتهاد لتحجر أفكار الناس ولتجحد التشريع الإسلامي من خلال حصرهم المذاهب في عدد معيّن.
الوصول إلى شاطىء النجاة:فقرّرت السلطة الحاكمة سدّ أبواب الاجتهاد لتحجر أفكار الناس ولتجحد التشريع الإسلامي من خلال حصرهم المذاهب في عدد معيّن.
يقول الأخ عبدالله موكر: " لقد أكتشفت الكثير من الحقائق عبر التتبع والاستقصاء والقراءة الموضوعية لأحداث التاريخ، وكلّما خضت في أمثال هذه الأبحاث تجلّت لي الأمور بوضوح.
ومن هنا نشأت في نفسي بذرة محبّة الإمام الصادق (عليه السلام) ومذهبه، ولكن لم تكن صورة هذا المذهب متكاملة في ذهني، ولم يسعني المجال للتعمق نتيجة كثافة الدروس الأكاديمية وقرب الامتحان الدراسي في تلك الفترة.
وكان الخوف من مجئ سؤال حول التشيع في إمتحان مادّة التربية الإسلامية دفعني للمطالعة المكثفة عن هذا المذهب، وبذلك أكتملت صورة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في ذهني، ووجدت نفسي أمام حقائق لم أجد بُداً من الخضوع أمامها والانتماء إليها، وكان ذلك سبباً في استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) .
وكانت الكتب التي أمتلكها خير معين وخير زاد لحركتي في مسيرة الدعوة، فكنت أضيء بها الدرب لمن حولي وأبيّن لهم الحقائق لعلهم يسيرون بإتجاه السبل الموصلة إلى الهداية والفلاح.
وتمكنت ـ بحول الله ـ أن آخذ بيد الكثير وأخرجهم من الغفلة إلى الوعي واليقظة والاستبصار".
ومن هنا نشأت في نفسي بذرة محبّة الإمام الصادق (عليه السلام) ومذهبه، ولكن لم تكن صورة هذا المذهب متكاملة في ذهني، ولم يسعني المجال للتعمق نتيجة كثافة الدروس الأكاديمية وقرب الامتحان الدراسي في تلك الفترة.
وكان الخوف من مجئ سؤال حول التشيع في إمتحان مادّة التربية الإسلامية دفعني للمطالعة المكثفة عن هذا المذهب، وبذلك أكتملت صورة مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في ذهني، ووجدت نفسي أمام حقائق لم أجد بُداً من الخضوع أمامها والانتماء إليها، وكان ذلك سبباً في استبصاري واعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) .
وكانت الكتب التي أمتلكها خير معين وخير زاد لحركتي في مسيرة الدعوة، فكنت أضيء بها الدرب لمن حولي وأبيّن لهم الحقائق لعلهم يسيرون بإتجاه السبل الموصلة إلى الهداية والفلاح.
وتمكنت ـ بحول الله ـ أن آخذ بيد الكثير وأخرجهم من الغفلة إلى الوعي واليقظة والاستبصار".
(1) أوغندا: تقع في وسط افريقيا يحيطها كل من كينيا وزائير والسودان وتنزانيا، يبلغ عدد سكانها أكثر من (22) مليون نسمة، ونسبة أتباع الأديان في هذا البلد متساوية بين المسلمين والمسيحيين والوثنيين، أمّا المسلمون فأغلبهم من أتباع المذهب الشافعي، ويبلغ تعداد الشيعة مئات الآلاف، والتشيّع له تاريخ قديم في هذا البلد.
(2) أنظر: الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) للجندي: 4.
(3) أنظر: تاريخ اليعقوبي: 2 / 383.
(4) أنظر: الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر، عن التهذيب لابن حجر العسقلاني، البحار للمجلسي: 47 / 28.
(5) أنظر: تذكرة الحفاظ للقيسراني: 1 / 166.
(6) أنظر: حلية الأولياء لأبي نعيم: 3 / 225.
(7) أنظر: رجال النجاشي: 40.
(8) أنظر: المجالس السنية للأمين: 5 / 209، نقلاً عن رسائل الجاحظ للسندوبي.
(9) أنظر: الصواعق المحرقة لابن حجر: 2 / 586.
(10) أنظر: الكافي للكليني: 1 / 475.
(11) أنظر: مقاتل الطالبين لأبي الفرج: 172، تاريخ الطبري: 9 / 233.
(12) أنظر: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني: 2 / 105.
(13) أنظر: الكافي للكليني: 2 / 209.
(14) أنظر: نور الأبصار للشبلنجي: 226، تهذيب الكمال للمزّي: 5 / 93، سير أعلام النبلاء للذهبي: 6 / 264.
(15) أنظر: كشف الغمة للأربلي: 2 / 359، عن تذكرة ابن خلدون.
تعليق