إنَّ من أهم الشبهات التي يُثيرها المرتابون: مسألة طول العمر، والإمام (عليه السلام)منذ ولادته سنة (225 هـ) وإلى يومنا هذا
وهذا المقدار من العمر ليس غريباً ولا يختص أو ينفرد به المهدي (عليه السلام) من الخلق: ولدينا من القرآن الكريم، أنَّ نوحاً النَّبي (عليه السلام) لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً: (ولَقَدْ أرسَلنا نوحاً إلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم ألفَ سَنَة إلاّ خَمسينَ عاماً فأخذَهُمُ الطوفانُ وَهُم ظالِمونَ)([1])، وأنَّ الإرادة الإلهية والقدرة فوق التصوّر فمثلاً:
1 ـ جبرائيل الأمين (عليه السلام) من الملائكة المقربين المخلوقين، كان مُبَلغ الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام).
2 ـ ميكائيل (عليه السلام).
3 ـ إسرافيل (عليه السلام).
4 ـ عزرائيل (عليه السلام).
هؤلاء الملائكة، وغيرهم كحمَلَة العرش الثمانية، لهم من العمر ما لا يعلمه إلاّ الله.
ومن الأنبياء آدم (عليه السلام) قارب الألف عام من العمر، وإذا رجعنا إلى كُتب الحديث والأخبار نجد أنَّ هناك من البشر من تجاوز هذا المقدار بكثير.
ومن الجن:
والجن من مخلوقات الله تعالى، هي الأُخرى لها من العمر ما لا يعلمه إلاّ الله تعالى، وإبليس عليه لعائن الله عبد الله تعالى كما ورد في الأخبار أكثر من ستة آلاف سنة ولكنّه عصى ولم يمتثل أمر الله تعالى فأنظره إلى يوم الوقت المعلوم، ولا يعلم ذلك إلاّ الله تعالى.
من الجمادات:
الأرض والقمر والشمس والنجوم والأجرام السماوية مضى عليها من السنون ما لا يعلمه إلاّ الله تعالى.
من النباتات:
هناك من الأشجار في أنحاء العالَم ما تجاوز عمرها الألف عام ولا زالت حيّة وخضراء.
أمّا الطيور والسلاحف والحيّات، ففيها المعمر، وسنورد بعض المعمرين للدليل: وأمّا أهل الجنّة والنار فقد نطق القرآن الكريم بدوامهم خالدين فيها أبداً.
وجاءت الأخبار بلا خلاف أنَّ أهل الجنّة لا يهرمون ولا يضعفون، ولا يحدث فيهم نقصان.
«وجاءت الرواية عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لما بعث الله نوحاً إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، وعاش بعد الطوفان مأتين وخمسين سنة، فلمّا أتاه ملك الموت قال له: يا نوح يا أكبر الأنبياء، ويا طويل العمر، ويا مجاب الدعوة، كيف رأيت الدنيا؟ قال: مثل رجل بنى له بيتاً له بابان، فدخل من واحد وخرج من واحد».
وكان عاد الكبير أطول الناس عمراً بعد الخضر ; وقد عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة، ويقال أنَّه عاش عمر سبعة أنسُر، وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فربّاه حتّى كان آخرها لبداً فكان أطولها فقيل: «أتى عبد على لبد».
وإذا ثبت أنَّ الله سبحانه قد عمَّر خَلقاً من البشر ما ذكرناه من الأعمار وبعضهم حجج الله تعالى وهم الأنبياء، وبعضهم غير حجج وبعضهم كفّار ولم يكن ذلك محالاً في قدرته ولا منكراً في حكمته، ولا خارقاً للعادة، بل مألوفاً على الأعصار، معروفاً عند جميع أهل الأديان فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلى غاية عمر بعض من سمّيناه، وهو حجّة الله على خلقه وأمينه على سرّه، وخليفته في أرضه، وخاتم أوصياء نبيّه (صلى الله عليه وآله)، وقد صحَّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال:
«كلّما كان في الأُمم السالفة فإنَّه يكون في هذه الأُمّة مثله حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، هذا وأكثر المسلمين يعترفون ببقاء المسيح (عليه السلام) حيّاً إلى هذه الغاية شاباً قويّاً، وليس في وجود الشباب مع طول الحياة إن لم يثبت ما ذكرناه أكثر من أنَّه نقض للعادة في هذا الزمان، فما المانع من بقائه وطول عمره كبقاء عيسى بن مريم (عليه السلام) والخضر وإلياس من أولياء الله، وبقاء الأعور الدَّجال وإبليس اللعين من أعداء الله وقد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسُنّة.
أمّا عيسى (عليه السلام) فالدليل على بقائه قوله تعالى: (وإنَّ مِنْ أهلَ الكِتابِ إلاّ لَيؤمِنُنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ)، ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية وإلى يومنا هذا أحد، فلابد أن يكون هذا في آخر الزمان وأمّا السنة كما رواه مسلم وغيره في قصة الدَّجال فينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) عند المنارة البيضاء بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين وأيضاً قول النَّبي (صلى الله عليه وآله): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟».
وأمّا الخضر وإلياس (عليهم السلام) فعن ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض، كما روي في صحيح مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري، حدَّثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديثاً طويلاً عن الدَّجال وكان فيما حدَّثنا أنَّه قال:
يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل بقباب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول الدَّجال: إن قتلت هذا ثمَّ أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، قال: فيقتله ثمَّ يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة منّي الآن، فيرد الدَّجال أن يقتله فلن يسلط عليه، وقال إبراهيم بن سعد يقال إنَّ الرجل هو الخضر، هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء،
والدليل على بقاء إبليس اللعين:
(قال فإنَّكَ مِنَ المُنظَرين إلى يَومِ الوقتِ المَعلوم).
وأمّا بقاء المهدي (عج) فقد جاء في الكتاب والسنة، أمّا الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: (لِيُظهِرَهُ على الدّينِ كُلّه وَلَو كَرِهَ المُشرِكون)، قال: هو المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام) وأمّا من قال فإنَّه عيسى فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للمهدي (عج) ما تقدّم، وعن مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى: (وإنَّه لَعِلمُ الساعة)، قال: هو المهدي (عج) يكون في آخر الزمان وبعد خروجه أمارات ودلالات الساعة وقيامها.
وهذا المقدار من العمر ليس غريباً ولا يختص أو ينفرد به المهدي (عليه السلام) من الخلق: ولدينا من القرآن الكريم، أنَّ نوحاً النَّبي (عليه السلام) لبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً: (ولَقَدْ أرسَلنا نوحاً إلى قَومِهِ فَلَبِثَ فيهِم ألفَ سَنَة إلاّ خَمسينَ عاماً فأخذَهُمُ الطوفانُ وَهُم ظالِمونَ)([1])، وأنَّ الإرادة الإلهية والقدرة فوق التصوّر فمثلاً:
1 ـ جبرائيل الأمين (عليه السلام) من الملائكة المقربين المخلوقين، كان مُبَلغ الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام).
2 ـ ميكائيل (عليه السلام).
3 ـ إسرافيل (عليه السلام).
4 ـ عزرائيل (عليه السلام).
هؤلاء الملائكة، وغيرهم كحمَلَة العرش الثمانية، لهم من العمر ما لا يعلمه إلاّ الله.
ومن الأنبياء آدم (عليه السلام) قارب الألف عام من العمر، وإذا رجعنا إلى كُتب الحديث والأخبار نجد أنَّ هناك من البشر من تجاوز هذا المقدار بكثير.
ومن الجن:
والجن من مخلوقات الله تعالى، هي الأُخرى لها من العمر ما لا يعلمه إلاّ الله تعالى، وإبليس عليه لعائن الله عبد الله تعالى كما ورد في الأخبار أكثر من ستة آلاف سنة ولكنّه عصى ولم يمتثل أمر الله تعالى فأنظره إلى يوم الوقت المعلوم، ولا يعلم ذلك إلاّ الله تعالى.
من الجمادات:
الأرض والقمر والشمس والنجوم والأجرام السماوية مضى عليها من السنون ما لا يعلمه إلاّ الله تعالى.
من النباتات:
هناك من الأشجار في أنحاء العالَم ما تجاوز عمرها الألف عام ولا زالت حيّة وخضراء.
أمّا الطيور والسلاحف والحيّات، ففيها المعمر، وسنورد بعض المعمرين للدليل: وأمّا أهل الجنّة والنار فقد نطق القرآن الكريم بدوامهم خالدين فيها أبداً.
وجاءت الأخبار بلا خلاف أنَّ أهل الجنّة لا يهرمون ولا يضعفون، ولا يحدث فيهم نقصان.
«وجاءت الرواية عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لما بعث الله نوحاً إلى قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاماً، وعاش بعد الطوفان مأتين وخمسين سنة، فلمّا أتاه ملك الموت قال له: يا نوح يا أكبر الأنبياء، ويا طويل العمر، ويا مجاب الدعوة، كيف رأيت الدنيا؟ قال: مثل رجل بنى له بيتاً له بابان، فدخل من واحد وخرج من واحد».
وكان عاد الكبير أطول الناس عمراً بعد الخضر ; وقد عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة، ويقال أنَّه عاش عمر سبعة أنسُر، وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فربّاه حتّى كان آخرها لبداً فكان أطولها فقيل: «أتى عبد على لبد».
وإذا ثبت أنَّ الله سبحانه قد عمَّر خَلقاً من البشر ما ذكرناه من الأعمار وبعضهم حجج الله تعالى وهم الأنبياء، وبعضهم غير حجج وبعضهم كفّار ولم يكن ذلك محالاً في قدرته ولا منكراً في حكمته، ولا خارقاً للعادة، بل مألوفاً على الأعصار، معروفاً عند جميع أهل الأديان فما الذي ينكر من عمر صاحب الزمان أن يتطاول إلى غاية عمر بعض من سمّيناه، وهو حجّة الله على خلقه وأمينه على سرّه، وخليفته في أرضه، وخاتم أوصياء نبيّه (صلى الله عليه وآله)، وقد صحَّ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال:
«كلّما كان في الأُمم السالفة فإنَّه يكون في هذه الأُمّة مثله حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، هذا وأكثر المسلمين يعترفون ببقاء المسيح (عليه السلام) حيّاً إلى هذه الغاية شاباً قويّاً، وليس في وجود الشباب مع طول الحياة إن لم يثبت ما ذكرناه أكثر من أنَّه نقض للعادة في هذا الزمان، فما المانع من بقائه وطول عمره كبقاء عيسى بن مريم (عليه السلام) والخضر وإلياس من أولياء الله، وبقاء الأعور الدَّجال وإبليس اللعين من أعداء الله وقد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسُنّة.
أمّا عيسى (عليه السلام) فالدليل على بقائه قوله تعالى: (وإنَّ مِنْ أهلَ الكِتابِ إلاّ لَيؤمِنُنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ)، ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية وإلى يومنا هذا أحد، فلابد أن يكون هذا في آخر الزمان وأمّا السنة كما رواه مسلم وغيره في قصة الدَّجال فينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) عند المنارة البيضاء بين مهرودتين واضعاً كفيه على أجنحة ملكين وأيضاً قول النَّبي (صلى الله عليه وآله): كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟».
وأمّا الخضر وإلياس (عليهم السلام) فعن ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض، كما روي في صحيح مسلم وغيره عن أبي سعيد الخدري، حدَّثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديثاً طويلاً عن الدَّجال وكان فيما حدَّثنا أنَّه قال:
يأتي وهو محرَّم عليه أن يدخل بقباب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول الدَّجال: إن قتلت هذا ثمَّ أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، قال: فيقتله ثمَّ يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة منّي الآن، فيرد الدَّجال أن يقتله فلن يسلط عليه، وقال إبراهيم بن سعد يقال إنَّ الرجل هو الخضر، هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء،
والدليل على بقاء إبليس اللعين:
(قال فإنَّكَ مِنَ المُنظَرين إلى يَومِ الوقتِ المَعلوم).
وأمّا بقاء المهدي (عج) فقد جاء في الكتاب والسنة، أمّا الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى: (لِيُظهِرَهُ على الدّينِ كُلّه وَلَو كَرِهَ المُشرِكون)، قال: هو المهدي (عليه السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام) وأمّا من قال فإنَّه عيسى فلا تنافي بين القولين إذ هو مساعد للمهدي (عج) ما تقدّم، وعن مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى: (وإنَّه لَعِلمُ الساعة)، قال: هو المهدي (عج) يكون في آخر الزمان وبعد خروجه أمارات ودلالات الساعة وقيامها.
تعليق