بسم الله الرحمن الرحيم
دأب البشر على احترام بعض الآداب في الحروب مهما كان المحاربون وحوشاً وكفرة ـ كاجتنابهم قتل النساء والأبرياء ومنع الماء والطعام عنهما ـ وأصبحت حكومات اليوم تراعي هذه الأُصول بعين الاحترام وتعد ارتكاب هذه المظالم من أقبح الجرائم، وقد نهى شرع الإسلام كبقية الشرائع حصار الأبرياء والتعرّض بالنساء ومنع الماء والطعام عنهما أو عن المرضى والأسرى والأطفال، لأنهم برآء مما قامت به رجالهم المحاربون، وقد منعت الشريعة العاطفة ذبح الحيوان عطشاناً.
أما الحزب السفياني فقد ارتكب كل هذه المظالم والجرائم حنقاً على حسين الفضيلة وآله.
فهذا الحسين (عليه السلام) يوصل بيده الكريمة الماء لعثمان ويتحمل في سبيله شتى أنواع الجروح أمّا معاوية الدهاء فقد شيع الأمر في أهل الشام بالعكس مما كان بغرض بعثهم الى حرب أميرالمؤمنين، فنشر بينهم أنّ عثمان قتل عطشاناً وأنّ علياًمنع الماء عنه، لذلك سبق علياً في صفين الى استملاك المشرعة ومنع أهل العراق من ورودها، أمّا علي (عليه السلام) فأرسل من أبطال العراق من فتحوها ثم تركها مباحة للجانبين، فأبت نفسه الكريمة أن يقابلهم بالسوء قائلاً: «كلا! لست أمنع عنهم ماء أحله الله عليهم» فجدد ابن زياد هذه البدعة وأمر بمنع الماء عن الحسين ومن معه. وروّج أكذوبته فكتب الى ابن سعد: «حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة كما فعل بالتقي الزكي عثمان»... الخ.
ترك ابن زياد ساقي الكوثر ممنوعاً من الماء المباح ثلاثة أيام ـ هو وصحبه وآله وعشرات من نسوته وصبيته ـ يعانون هم وخيلهم العطش في شهر اّب اللهاب بعراء لا ماء فيه ولا كلأ، والخيل تصهل طالبة الماء، والنسوة تعج لحاجتها الى الماء، والصبية تضج وتنتنظر الماء، والرضيع يصرخ إذ جفت مراضعه، والماء يلمح جارياً بأعينهم والمانعون ينتحلون الإسلام.
وصدق الشاعر حيث قال:
فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح.
دأب البشر على احترام بعض الآداب في الحروب مهما كان المحاربون وحوشاً وكفرة ـ كاجتنابهم قتل النساء والأبرياء ومنع الماء والطعام عنهما ـ وأصبحت حكومات اليوم تراعي هذه الأُصول بعين الاحترام وتعد ارتكاب هذه المظالم من أقبح الجرائم، وقد نهى شرع الإسلام كبقية الشرائع حصار الأبرياء والتعرّض بالنساء ومنع الماء والطعام عنهما أو عن المرضى والأسرى والأطفال، لأنهم برآء مما قامت به رجالهم المحاربون، وقد منعت الشريعة العاطفة ذبح الحيوان عطشاناً.
أما الحزب السفياني فقد ارتكب كل هذه المظالم والجرائم حنقاً على حسين الفضيلة وآله.
فهذا الحسين (عليه السلام) يوصل بيده الكريمة الماء لعثمان ويتحمل في سبيله شتى أنواع الجروح أمّا معاوية الدهاء فقد شيع الأمر في أهل الشام بالعكس مما كان بغرض بعثهم الى حرب أميرالمؤمنين، فنشر بينهم أنّ عثمان قتل عطشاناً وأنّ علياًمنع الماء عنه، لذلك سبق علياً في صفين الى استملاك المشرعة ومنع أهل العراق من ورودها، أمّا علي (عليه السلام) فأرسل من أبطال العراق من فتحوها ثم تركها مباحة للجانبين، فأبت نفسه الكريمة أن يقابلهم بالسوء قائلاً: «كلا! لست أمنع عنهم ماء أحله الله عليهم» فجدد ابن زياد هذه البدعة وأمر بمنع الماء عن الحسين ومن معه. وروّج أكذوبته فكتب الى ابن سعد: «حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة كما فعل بالتقي الزكي عثمان»... الخ.
ترك ابن زياد ساقي الكوثر ممنوعاً من الماء المباح ثلاثة أيام ـ هو وصحبه وآله وعشرات من نسوته وصبيته ـ يعانون هم وخيلهم العطش في شهر اّب اللهاب بعراء لا ماء فيه ولا كلأ، والخيل تصهل طالبة الماء، والنسوة تعج لحاجتها الى الماء، والصبية تضج وتنتنظر الماء، والرضيع يصرخ إذ جفت مراضعه، والماء يلمح جارياً بأعينهم والمانعون ينتحلون الإسلام.
وصدق الشاعر حيث قال:
فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح.
تعليق