بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زلنا نتعرّض لنفحة من نفحات واحد من أدعية رجب المرجّب..
حيث تعرّضنا لفقرة ((يا من أرجوه لكلّ خير وآمن سخطه عند كلّ شرّ))..
والآن نتعرّض لهذه الفقرة المباركة ((يا من يعطي الكثير بالقليل))..
يظهر من هذه الفقرة بأنّ هناك عمل لابد من تقديمه لله سبحانه وتعالى حتى نستحق الإجابة والعطاء، وكلّما كثر هذا العمل زاد العطاء والجزاء عليه ((مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ))الحديد: 11، نعم من رحمة الله تعالى الواسعة على عباده أن كتب على نفسه أن يجازي من يعمل لوجهه تعالى، واعتبره قرضاً يوجب الوفاء به..
فأي كريم هو ربّنا الذي يعطي ويجازي على ما يجب علينا فعله، ونحن بلؤمنا وغفلتنا من المقلّين نستكثر أي عمل نقوم به، بل بعضنا في بعض الأحيان يمنّ إذا ما أعطى ممّا رزقه الله تعالى، كّانّه هو الرزّاق ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ))الذاريات: 58..
فأي كريم هو ربّنا الذي يعطي ويجازي على ما يجب علينا فعله، ونحن بلؤمنا وغفلتنا من المقلّين نستكثر أي عمل نقوم به، بل بعضنا في بعض الأحيان يمنّ إذا ما أعطى ممّا رزقه الله تعالى، كّانّه هو الرزّاق ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ))الذاريات: 58..
فالذي نستشفّه من هذا الدعاء هو انّ العمل هو الذي سيلقاه العبد ويجازى عليه، فقد قال النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله ((أتاني جبريل فقال: يا محمّد عش ما شئت فإنّك ميّت، وأحبب من أحببت فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزىً به..))، فلنجدّ ونجتهد بالعمل وخاصة في الأوقات التي يحبّها الله سبحانه وتعالى، وهذا الشهر الفضيل منها ((وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))البقرة: 197..
ومن فضله ومنّه تعالى علينا أن يضاعف ذلك العمل لنا فيقول تعالى في كتابه العزيز ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))البقرة: 261..
فهلاّ تعرضنا لفحات هذا الشهر وقد وعدنا ربّنا الذي لا يخلف المعياد بأن يضاعف لنا العمل بأضعاف كثيرة، فلا يبخل أحدنا في هذه الأيام الكريمة من الأعمال ولا يتقاعس عنها أبداً ويحاول إيجاد الأعذار غير المجدية والتي لا تغيّر من الواقع شيئاً، لأنّه أولاً وآخراً عملنا هو الذي يبقى لدينا وهو من سيكون رفيقنا في رحلتنا الأخرى..
نختم بقول الامام الكاظم عليه السلام ((اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً))...
تعليق