شَعائرُ الحَق
أيها الإنسان التائه في بحور الافكار والاتجاهات صدقني لن تجد في الكون مذهباً كالتشيع وقّاداً في الفكر، حيوياً في العواطف، مرهفاً في الحس، يقرن الحب بالرفض، والتولي بالتبرؤ، وهل الحياة إلا التولي للحق والتبرؤ من أعدائه؟
!.
من هنا نعرف خلاصة الشعائر الحسينية التي يهتم بها الشيعة ويبذلون في سبيلها جهوداً مضنية كل عام، بل يتحملون في سبيلها التهم، والدعايات تلو الدعايات لأنهم يعرفون دائماً أنهم على حق، ومن يقف أمامهم ويعرقل هذه الوسائل والسبل النزيهة الحقة ليس إلا الجهل أو الباطل
..
إنك لو تتبعت سلسلة الذين يقفون أمام الشعائر، والذين يقفون إلى جانبها تتلمس الفرق الشاسع بين الصفين
.
فالذي يصدّ عن الشعائر كان بالأمس، من طبقة الحكام الظلمة والمذاهب الباطلة والفئات المنحرفة.. أما الذين يقفون إلى جانبها فهم من طبقة السادة والعلماء وأصحاب المبادئ الحقة والفئات المخلصة النزيهة
..
فبالأمس صد عنها يزيد وابن زياد والحجاج وهارون والمتوكل لعنهم الله جميعاً الى أبد الآبدين ونحوهم، واليوم يصد عنها الاستعمار وعملاؤه بكل أصنافهم وأشكالهم
.
والغريب في الأمر أن الكل يدعي نفس الادعاء، ويتهمها بنفس التهمة من حيث الجوهر والحقيقة وان كانت الصورة والقالب يختلفان
.
فبالأمس أسموها خروجاً عن الدين وعلى خليفة المسلمين، واليوم يسمونها بدعة وخرافة ورجعية وخروجاً عن منطق الإسلام ومفاهيمه التقدمية!!
بئس ما كسبوا من خذلان في الدنيا والآخرة حيث الحَكم الجبار جل وعلا والخصيم محمد صلى الله عليه وآله ، وطوبا لأتباع المذهب الحق الذين يعقدون العزم للمسير الى أرض الشهادة في كل عام من كل ِ حدب وصوب لإحياء شعيرة الأربعين الحسيني وباقي الشعائر الحسينية.
تعليق