حديث فلكلوري في السيارة
كان الاجتماع صدفة مع (لمة) من العجائز ولا أدري لماذا استقصدتني إحداهن لتسألني: ماما شنو يعني الفلكلوري؟ شرحت لها الفلكلور والموروث الشعبي ويبدو أن النسوان انفتحت شهيتهن للحديث في السيارة..
قالت إحداهن: طاسة ماء خلف المسافر العزيز ترجعة بالسلامة وتحفظه من كل مكروه وسبع حجارات خلف العدو يروح بلا رجعة.ويرشن الملح في باب البيت لعودة المتأخر..
قالت أخرى: أوه اتذكر أن أمي كانت تمنعني من فتح المقص ليلاً لأن هذا العمل يؤدي إلى المشاكل والتغرب والابتعاد والتشتت والفرقة.
سألتُ احداهن: (حجية) والعطسة؟- فضحكت- (يمه) إذا بأثناء الحديث فتصير شاهد حق (هاي بشهادة) وإذا أثناء الخروج تعني الصبر والإنتظار قليلاً والعطستين فتعني العجلة.
أما (طنين الأذن) يعني هناك من يحمل لك العتاب- و(رفـّة العين) هناك من يذكرنا بالخير- و(حكة الأيدي) يعني أن هناك (فلوس) قادمة إليك فيجب تقبيلها ثلاث مرات- وعندما يركب حذاء على حذاء يتوقعون السفر..!! وعندنا أيضاً (طفرة العجينة) فتعني ثمة ضيف قادم .
ضحكت أخرى بجانبها وقالت: كانت هناك عادات تزعل أحياناً مثلاً تعليق حذاء عتيق في باب الدار او رأس {باجة} أو سمكة وكانت أمي ترفض احضار أي شيء أبيض كالملح والشكر وخاصة بعد آذان المغرب وإذا أجبرن خجلاً تضع عليه شيئاً من السواد..
قالت إمرأة كانت هادئة طوال الجلسة: كان أهلنا طيبين وأمهاتنا طيبات جداً إذا زعلن لا يتشاجرن بل يرفعن راية العباس (فدوة لسمه) .
قلت: هي مجموعة موروثات قد ورثنا اليوم معظمها- فمثلاً يُرفض دحس الوسادة لأنها تسبب لصاحبها الصداع، ويُرفض سكب الماء الحار دون قراءة البسملة كي لا يؤذي صغار الجن ويستوجب نقمتهم من أطفال البيت-
ضحكت إمرأة جالسة في آخر السيارة وقالت: أنا إمرأة من كركوك كان عندنا رجال عمال بلدية يعملون دلالين حكوميين يجوبون الأحياء بحثاً عن مفقودات، مثلاً ترى رجلاً يدور في الأحياء وهو يصيح: يا أمة محمد فُقد حمار أبيض اللون على ظهره سرج أسود من يبلغ عن مكانه سيكسب ثواباً عند رب العالمين وفي الدنيا مكافأة قدرها مجيدي واحد..
نظرتُ فجأة فرأيت أن السيارة اجتازت شارعنا ...
فصرخت: {نازل يمعوّد نازل}.
كان الاجتماع صدفة مع (لمة) من العجائز ولا أدري لماذا استقصدتني إحداهن لتسألني: ماما شنو يعني الفلكلوري؟ شرحت لها الفلكلور والموروث الشعبي ويبدو أن النسوان انفتحت شهيتهن للحديث في السيارة..
قالت إحداهن: طاسة ماء خلف المسافر العزيز ترجعة بالسلامة وتحفظه من كل مكروه وسبع حجارات خلف العدو يروح بلا رجعة.ويرشن الملح في باب البيت لعودة المتأخر..
قالت أخرى: أوه اتذكر أن أمي كانت تمنعني من فتح المقص ليلاً لأن هذا العمل يؤدي إلى المشاكل والتغرب والابتعاد والتشتت والفرقة.
سألتُ احداهن: (حجية) والعطسة؟- فضحكت- (يمه) إذا بأثناء الحديث فتصير شاهد حق (هاي بشهادة) وإذا أثناء الخروج تعني الصبر والإنتظار قليلاً والعطستين فتعني العجلة.
أما (طنين الأذن) يعني هناك من يحمل لك العتاب- و(رفـّة العين) هناك من يذكرنا بالخير- و(حكة الأيدي) يعني أن هناك (فلوس) قادمة إليك فيجب تقبيلها ثلاث مرات- وعندما يركب حذاء على حذاء يتوقعون السفر..!! وعندنا أيضاً (طفرة العجينة) فتعني ثمة ضيف قادم .
ضحكت أخرى بجانبها وقالت: كانت هناك عادات تزعل أحياناً مثلاً تعليق حذاء عتيق في باب الدار او رأس {باجة} أو سمكة وكانت أمي ترفض احضار أي شيء أبيض كالملح والشكر وخاصة بعد آذان المغرب وإذا أجبرن خجلاً تضع عليه شيئاً من السواد..
قالت إمرأة كانت هادئة طوال الجلسة: كان أهلنا طيبين وأمهاتنا طيبات جداً إذا زعلن لا يتشاجرن بل يرفعن راية العباس (فدوة لسمه) .
قلت: هي مجموعة موروثات قد ورثنا اليوم معظمها- فمثلاً يُرفض دحس الوسادة لأنها تسبب لصاحبها الصداع، ويُرفض سكب الماء الحار دون قراءة البسملة كي لا يؤذي صغار الجن ويستوجب نقمتهم من أطفال البيت-
ضحكت إمرأة جالسة في آخر السيارة وقالت: أنا إمرأة من كركوك كان عندنا رجال عمال بلدية يعملون دلالين حكوميين يجوبون الأحياء بحثاً عن مفقودات، مثلاً ترى رجلاً يدور في الأحياء وهو يصيح: يا أمة محمد فُقد حمار أبيض اللون على ظهره سرج أسود من يبلغ عن مكانه سيكسب ثواباً عند رب العالمين وفي الدنيا مكافأة قدرها مجيدي واحد..
نظرتُ فجأة فرأيت أن السيارة اجتازت شارعنا ...
فصرخت: {نازل يمعوّد نازل}.
تعليق