إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء للإستاذ بناهيان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 28

    هناك آية قرآنية مشهورة توصي بتزكية النفس وتدعوا المؤمنين بأن يتعرضوا لأنفسهم: [ يا أَيهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَي?ُمْ أَنْفُسَ?ُمْ لا يضُرُّ?ُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيتُمْ. [1] ولعل البعض بعد نزول هذه الآية، أخذ يتساءل في نفسه: هل نترك المجتمع إذن ونهتم بأنفسنا؟ فسألوا النبي عن المراد من هذه الآية، فقال: «وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْ?َرِ وَاصْبِرْ عَلَي مَا أَصَابَكَ، حَتَّي إِذَا رَأَيتَ شُحّاً مُطَاعاً وَهَوًي مُتَّبَعاً وَإِعْجَابَ ?ُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيهِ فَعَلَيكَ بِنَفْسِكَ وَدَعْ أَمْرَ الْعَامَّةِ.»[2] (وسيرد البحث لاحقاً حول سبب عدم تقدّم تزكية النفس ومواطن استثنائه.)[3]

    اهتمام الأئمة الثلاث الأوائل بمسألة الولاية قبل التعليم والتربية

    ونشاهد في تاريخ الإسلام أيضاً بأنّ الأئمة الثلاث الأوائل صرفوا كل اهتمامهم الشريف بمسألة الولاية وبذلوا بالغ جهدهم لإنقاذ الولاية الاجتماعية من يد الغاصبين وهدايتها إلى مجراها الصحيح قدر المستطاع. وعندما يئس باقي أئمتنا من تحقيق هذا الهدف للظروف الملمة بهم، لجأوا إلى التعليم والتربية وأعدّوا مائدة الدرس والبحث وسجّلوا المعارف النبوية للأجيال القادمة.
    ولا يُدرك الاستراتيجية المتبّعة من قبل الأئمة الثلاث الأوائل، إلّا من يحمل نظرة ثاقبة وفكراً استراتيجياً في المسائل المختلفة كسماحة السيد القائد. يقول الإمام الخامئني حول مدى أهمية وأولوية إقامة الحكومة بالنسبة إلى أمر التعليم والتربية:
    «إن الوضع الحالي - أي الوضع القائم للدولة الإسلامية - يبقى أفضل ألف مرة ربّما من أحسن الأحوال التي يمكن للإنسان فيها أن يقوم بنشر ومتابعة وتحقيق المبادئ الإلهية في عهد الطاغوت. فإذن ينبغي تقدير كل ذلك.»[4]

    أكثر حقل اعتقادي للدين جاذبية


    لو تم هذا التصديق بعد ذلك التصور الصحيح حيال الوضع المنشود، سيكون مبعثاً للهياج والاندفاع. فإن الاعتقاد بالموعود والمهدوية رأسمال كبير الجاذبية للمعتقدات الدينية. وهو نفس ذلك الاعتقاد الذي يُعرّف الإسلام دوماً كدين منتَظَرٍ لم تظهر محاسنه كلها بعد، وتوجد في مكنونه أسرار خافية كثيرة. كالجبل الشاهق الذي لم يظهر منه إلا جزء قليل، والجزء الأعظم منه مخفيٌّ تحت البحار ومن المقرر أن يظهر هذا الجبل بأكمله إلى العيان.
    وعلى الرغم من وجود روائع جذابة سارية في شريان الدين ولكلّ منها صبغة خاصة، ولكن لا يصل أيٌّ منها إلى جاذبية هذا الاعتقاد المؤثّر. فلو وصلت بعد تصوّر الوضع المنشود إلى تصديقه، سيكون مبعثاً للنزوة والنشوة بنسبة شدة الاعتقاد ودقة المعرفة.

    الاعتقاد بالموعود باعث على تغيير النفوس

    وأحياناً كلما تحدثت عن رسول الله (ص) وأوصيائه الطاهرين، لا تتلمّس تغييراً في نفوس البعض، ولكن إذا ما تحدثت عن الموعود بصورة اعتقادية مقنعة، ستشهد تغييراً ملحوظاً في القلوب. ودليل هذا التحوّل والاندفاع يكمن في «تجسيد كل الوعود الإلهية» و«تجلي جميع آيات الله».
    أولئك الذين يشهدون نبياً من الأنبياء ويرون معاجزه كنماذج صغيرة من قدرته الفائقة، أو يسمعون منه آيات متضمنة للوعود الإلهية، كيف سينتابهم السرور والابتهاج؟ والآن لو رأوا بأعينهم تحقق جميع الوعود الإلهية وشاهدوا معاجز على الصعيد العالمي، كيف سيكون حالهم؟ إن العقيدة الراسخة بالموعود، بإمكانها أن تبعث في قلب المؤمن هذا الابتهاج الذي ليس له نهاية؛ وكأن ذلك الزمن قد تحقق حالياً، بحيث أن مشاهدة تلك الوقائع العظيمة لم تزده يقيناً.
    ومن هنا فإن تأثير تبليغ جميع الأنبياء والأوصياء في كفة، وتأثير حكومة الإمام التي هي تجسيد لكل تلك الأحكام والتعاليم في كفة أخرى.

    الاعتقاد بالموعود يزيل ضعف الإيمان

    ومن جانب آخر، فإنّ الاعتقاد بالموعود يزيل ضعف الإيمان أيضاً. بحيث يكون الإنسان بمقدوره عبر استذكار هذه القيامة الصغرى أن يقوم بتعزيز دوافعه الدينية. وإنّ لهذا المعتقد آثار أخلاقية ومعنوية واسعة النطاق بحيث يمكن القول بأن «خبر مجيئه يستطيع بحد ذاته أن يربّي أنصاراً للإمام.»

    الإيمان بالموعود يستنزف طاقة الكفر والنفاق

    إضافة إلى أنّ الإيمان بتحقق المجتمع الموعود بكل درجاته يبعث على استنزاف طاقة الكفر والنفاق أيضاً. وكما أنّ الإمام بعد ظهوره يلقي الرعب في قلوب أعدائه ويفتح الطريق لتقدّم جيوشه، فإنّ الإيمان به وحتى تتبّع أخبار مجيئه والتدبرّ في مسألة ظهوره، يقمع الأعداء ويغلّ يد الشيطان كما في شهر رمضان المبارك.

    الأمل والقوة


    الاعتقاد، يبعث على الأمل، ولو كان الأمل مسبوقاً بعقيدة عرفانية، سيكون قوياً راسخاً. الأمل، كوكب دريّ في منظومة الانتظار ومن أهم سمات الإيمان. وإن لمفهوم الأمل في مشاهدنا اليومية معنيان: أمل مقرون بنوع من القطع؛ وأمل ليس إلّا مجرد احتمال وتقوّيه الرغبة في تحققه.

    الأمل، يعطي الطاقة الكافية لاجتياز العقبات

    الأمل بانتظار الموعود، من القسم الأول حيث يتضمن نوعاً من الجزم والقطع ولهذا يكون مبدأً للحيوية والنشاط. لأن الاعتقاد بتحقق أمر في المستقبل ينمّي الشعور بالأمل في قلب الإنسان ويجعله يترقّب المستقبل باطمئنان. الأمل، يربط الإنسان بالمستقبل ويهب له الطاقة الكافية للحركة والأهم من ذلك لاجتياز الموانع والعقبات.

    الأمل، يبعث على الاطمئنان

    إذا أصبح الاعتقاد والأمل بالنصر يموج في قلب الإنسان المجاهد، سيرى نفسه منتصراً في أحنك الظروف والأزمات. ولا يستولي عليه اليأس الذي هو من مكائد إبليس المستمرة إطلاقاً. ويكتسب اطمئناناً يسوقه إلى البصيرة والدقة. فمن كان يتحلى بهذا الاطمئنان الراسخ، تجده في أي جهاد يخطط بشكل أمثل ويحقّق نجاحاً أكبر.
    إن البعض لا يؤمن بـ«تحقق الوعود الإلهية، رغم كل الموانع الظاهرية»، وينتظر أولاً أن يصل إلى أعلى مراتب الفهم في ذلك (كأن يعرف مثلاً كيف يرتفع المانع الفلاني الحائل دون تحقق الوعد الإلهي)، ثم يصل إلى العقيدة الراسخة. في حين أن من يتحلى بصفاء السريرة، سيصل إلى الاعتقاد بأدنى فهم، وعندها سيسوقه نفس هذا الاعتقاد إلى الاطمئنان والبصيرة الثاقبة. ومثل هذا سيحمل مزيداً من الاستعداد للوصول إلى أعلى مراتب الفهم.

    يتبع إن شاء الله...

    [1]. سوره مائدة: 105.
    [2]. تفسير الميزان، ج6، ص177، نقلاً عن مصادر متعددة؛ مصباح الشريعة، ص18. كما ونقلت هذه الرواية الكثير من التفاسير الشيعية والسنية في ذيل هذه الآية.
    [3]. راجع الصفحة ؟؟؟.
    [4]. كلمته في مسؤولي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية‏؛ 02/12/2000.


    تعليق


    • #32
      انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 29

      الزمان والانتظار

      إنّ من نتائج العقيدة الراسخة بتحقق الوضع المنشود، هي رؤية الفرج والظهور قريباً. فإن كانت أهمية الأمر المترقب قريبة جداً، عند ذلك لا يرى المرأ تأخير زمن وقوعه؛ ولا يشعر بالمسافة الزمنية. وعلى سبيل المثال من يعتبر الموت والحساب في صحراء المحشر أمراً هاماً وغاص في عظمته سيعتبره قريباً ويشعر بمسايرته. وقد أشير في الروايات كثيراً إلى هذا المعنى.[1]

      رؤية الظهور قريباً، من صفات المنتظرين

      إنّ الشعور بقرب الظهور، من صفات المنتظرين. وقد ورد هذا المعنى في الأحاديث بتعابير مختلفة. قال الإمام الصادق (ع) في دعاء العهد: «اللَّهُمَّ ا?ْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً.»[2] كما وأصانا أهل البيت (ع) برؤية الظهور قريباً معتبرين ذلك عاملاً لنجاتنا.[3] وأنّ من لا يرى الفرج قريباً سيقسو قلبه.[4] فلابد أن يترسّخ الميل والإيمان بظهور المنقذ في قلوبنا بحيث نتلمّس قربه بكل كياننا. فتصوّرا كم سيترك ذلك من آثار روحية ومعنوية في قلوبنا.

      آثار رؤية الظهور قريباً

      ولو كنت معتقداً بالفرج ولكن لم يكن هذا الاعتقاد بحيث يقرّبه إليك، فقد قضيت تقريباً على أكثر آثار الاعتقاد والأمل بالظهور. ولو افترضنا أنك اطمأننت عن طريق خاص بقرب الظهور، فما هي الحالة القلبية التي ستستولي عليك؟ ألا يكون سلوكك أفضل ومراقبتك أشد؟ لماذا يحرم الإنسان نفسه من هذه الآثار الكثيرة البركة. فإن كنّا نستطيع اكتساب عامل صحيح وسالم لتحسين حالتنا المعنوية وهو الشعور بقرب الظهور، فلماذا نفقد هذا العامل القيّم؟
      وإن كان الاعتقاد بقرب الظهور في هذا العصر ليس بالأمر العسير، فإنّ معرفة الأحداث التي تجري حولنا والظروف الخاصة التي نعيشها تعيننا على هذا الاعتقاد والإيمان. وإنّ الشعور بقرب الظهور في مثل الظروف لا يتطلّب اعتقاداً راسخاً ولا يُحسب فضيلة كبيرة.
      علماً بأنّ البعض في هذا الزمان أيضاً يحاولون عبر طرح الاحتمالات الغريبة أن ينفون قرب الظهور، أو يُصوّرون أوضاع العالم طبيعية على أقل تقدير. ولكن لابد من العلم بأنّ المنتظر أساساً يعتبر الفرج قريباً مع غض النظر عن تحقق علائم الظهور أو عدمه. فإنّه قد زرع قرب الظهور في قلبه على الدوام لإيمانه الراسخ حتى لو لم يرَ أيّ علامة وإن كان إذا شاهد أية علامة محتملة اعتبرها بشارة لقرب الظهور وقوّى بها أمله.

      الشعور بقرب الظهور منوط بالعقيدة أكثر من العلائم

      ولكن لا ينبغي الاستعجال وبناء الشعور بقرب الظهور على أدلة لا أساس لها بأفكار واهية. فإنّ الشعور بالقرب هذا لدى المؤمن المنتظر منوط بالاعتقاد والأمل أكثر من أن يكون منوطاً بعلائم الظهور في آخر الزمان.[5] فكما أنّ التسرّع والاستعجال مذموم في كل أمر، قد يُؤدي في مسألة الظهور أيضاً إلى تضعيف إيمان العوام وإعراض الخواص عن المعارف المهدوية. فإن الأئمة المعصومين (ع) قد أوصوا شيعتهم برؤية الظهور قريباً وفي الوقت نفسه منعوهم من التسرّع والاستعجال في ذلك. قال الإمام الصادق (ع): «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ.» فسألة الراوي: «وَمَا الْمَحَاضِيرُ؟» قال الإمام: «الْمُسْتَعْجِلُونَ. وَنَجَا الْمُقَرِّبُونَ.»[6]

      4.الشوق إلى الوضع المنشود

      العنصر الرابع للانتظار هو الميل إلى الوضع المنشود. وهو غير العقيدة التي تُكتسب عبر الاستدلال وصفاء السريرة. فإنه وإن كان من آثار تلك العقيدة، لكنه حقيقة أخرى تضفي على عقيدة الإنسان نوعاً من اللذة والنشوة. فإن اقترنت العقيدة بالميل والرغبة، ستبعث على الحياة كالدم الذي يجري من القلب في جميع العروق؛ ويشعر الإنسان بحرارته بكل وجوده.
      والآن سواء اعتبرنا العقيدة مقدمة للعشق والشوق بحيث تصبح العقيدة فرعاً والمحبة أصلاً؛ أو اعتبرنا العقيدة أصلاً والمحبة فرعها وثمرتها بحيث لا تقوى العقيدة إلّا بجني هذه الثمرة. أساساً فإنّ واحدة من طرق إثبات عقيدةٍ في قلب الإنسان هي نفس هذه المحبة. أي بالنظر إلى أن الإنسان قد يخادع نفسه ورغم عدم اعتقاده يرى نفسه معتقداً، لو أراد أن يرى نسبة اعتقاده، عليه أن ينظر إلى المحبة النابعة من هذا الاعتقاد.

      الشوق والمحبة من ثمرات الإيمان

      والشوق أيضاً ثمرة المحبة، وكلاهما من ثمرات الإيمان، ولهما في منظومة الحقائق المعنوية مكانة قيمة بحيث يقول الإمام الرضا (ع): (مَنْ ذَ?َرَ اللَّهَ وَلَمْ يشْتَقْ إِلَي لِقَائِهِ فَقَدِ اسْتَهَزَأَ بِنَفْسِهِ).»[7] ومعنى ذلك أنّ ذكر الله يؤدي بطبيعة الحال إلى الشوق، وإلّا فيتضح أن الإنسان قد أخطأ طريقه أو خادع نفسه.
      إن أهم ما يمتلكه المؤمنون على وجه العموم والمنتظرون على وجه الخصوص من سلاح للتغلّب على الدنيا وزخارفها هو العشق والرغبة في معتقداتهم، تلك التي أعيت أهل العالم واستحقرتهم. فإن مثل هذا الشوق الفائق والجاذبية البالغة في نفوس المنتظرين للقاء بالإمام الغائب، لا يمكن تصورها وتحققها في أي موقع من حياة البشر. وهنا يمكننا مشاهدة فتح العاشقين وتلمّس غلبة المنتظرين على أهل العالم بأجمعهم حتى قبل الفرج.

      يتبع إن شاء الله...

      [1]. عن أمير المؤمنين (ع): «الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالِاصْطِحَابُ قَلِيلً.» نهج البلاغة، الح?مة168.
      وعن الإمام الصادق (ع) فيما ناجى به الله عيسى (ع): «يَا عِيسَى شَمِّرْ فَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.» ال?افي، ج8، ص135.
      وعن رسول الله (ص): «كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ.» من لا يحضره الفقيه، ج4، ص403.
      وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبته المعروفة بالوسيلة: «لَا غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوْتِ.» ال?افي، ج8، ص18. وقال في موضع آخر: «وَالْقَرِيبُ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ وَالْأَقْرَبُ هُوَ الْمَوْتُ.» جامع الأخبار، ص138. وقال في كتاب له: «فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ الْمَوْتَ وَقُرْبَهُ وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَخَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لَا يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٍّ لَا يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً.» نهج البلاغة، الكتاب27. وقال في خطبة له: «رَحِمَ اللَّهُ أمْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ وَاعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ فَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الدُّنْيَا عَنْ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الْآخِرَةِ عَمَّا قَلِيلٍ لَمْ يَزَلْ وَكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وَكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ دَانٍ.» نهج البلاغة، الخطبة103.
      [2]. مفاتيح الجنان، دعاء العهد. وأيضاً: المصباح لل?فعمي، ص550
      [3]. كان أمير المؤمنين (ع) دوماً ما يكرر هذه المقولة: «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ.» ال?افي، ج8، ص294. وروي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «... حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللَّهُ فَأَقْبَلُوا مَعَهُ يُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً...هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ وَنَجَا الْمُقَرَّبُونَ.» ال?افي، ج3، ص132.
      وعَنْ أَبِي الْمُرْهِفِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): «هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ. قُلْتُ: وَمَا الْمَحَاضِيرُ؟ قَالَ: الْمُسْتَعْجِلُونَ وَنَجَا الْمُقَرِّبُونَ.» الغيبة للنعماني، ص196.
      توضيح: بالاستناد إلى ما ذكره الإمام الصادق (ع)، لابد من التمييز بين المستعجلين والمقرّبين للفرج. فهناك فرق بين من يتعامل مع مسألة الظهور بعجالة ولا يصبر على التأخير المحتمل وينحرف عن الطريق، وبين من يرى الظهور قريباً ويصبر في الوقت ذاته ويعرف وظائفه في التمهيد للظهور على أساس المعارف الدينية ويتابع ذلك عبر التمسك بالتكاليف الشرعية والإلهية ومراقبة أعماله، ويعدّ نفسه للظهور. حيث يذكر الإمام أنّ الطائفة الأولى هالكة والطائفة الثانية ناجية.
      [4]. ال?افي، ج1، ص369؛ والغيبة للنعماني، ص295. لمشاهدة الحديث راجع الهامش ص ؟؟؟.
      [5]. راجع الروايات الواردة في الهامش السابق (ص؟؟؟)
      [6]. الغيبة للنعماني، ص196. وقد أوردنا روايات أخرى في هذا المجال في هامش الصفحة السابقة (ص؟؟؟)
      [7]. مجموعة ورام، ج2، ص110. وأيضاً ?نز الفوائد، ج1، ص330، مع اختلاف بسيط حيث جاء في المصدر الثاني: «وَلَمْ يسْتَبِقْ» بدلاً من «وَلَمْ يشْتَقْ»

      تعليق


      • #33
        اللهم عجل لوليك الفرج

        تعليق


        • #34
          انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 30

          عندما تقول للشابّ: أطبق عينيك على زخارف الدنيا السطحية ولذائذها الدنية، وكفّ يدك عن اللغو واللهو فيها، لابد أن تهديه إلى ما يستبدل هذا بذاك. هل من الممكن أن يقضي الإنسان حياته من دون أية سلوة ولذة؟ فالمؤمنون غالباً ما يستبدلون اللذائذ المادية باللذائذ المعنوية وعند ذلك يمكنهم الكف عن اللذائذ المحرمة والإعراض عن الدنيا. بل ويصل بهم الحدّ إلى الفرار والنفرة من الدنيا ولا ينظرون إليها إلا كمكان لأداء التكاليف. إذن من أين تحصل هذه اللذة؟ الشوق والمحبة التي تسانده هو المحفّز الوحيد لأن يعرض الإنسان عن ملذّات الدنيا ويُفكّر في العقبى.

          الشوق في دعاء الندبة

          ودعاء الندبة زاخر بزفرات الحب التي لا يوجد نظيرها في أيّ نص من نصوص الحب والعشق. فإن الشوق الساري في دعاء الندبة قد بلغ الذروة وهو عالميّ وواسع النطاق. ففي دعاء الندبة نشهد صراخ المنتظر النابع عن شوق وتوق وهو يتمنى نجاة أهل العالم. وعلى الرغم من أن العشق مقولة فردية وشخصية، غير أن الاشتياق إلى فرج المنقذ وظهوره، يجعلك عالمياً؛ وهنا يحلّ العالم بأسره في زاوية من قلبك العاشق وهو منتظر.

          دائرة عشق وشوق المنتظر

          سبق وأن تحدثنا عن حبّ الإمام وعشقه، ولكن حقيق بنا أن نسلّط الضوء على هذا البُعد من الشوق إلى الظهور لنُدرك أهميته. هل من الممكن أن يشتاق أحد إلى إقامة «حكومة» ليس له فيها منصب؟ هل من الممكن أن نعشق حالة اجتماعية ونذرف الدموع من أجلها؟ الانتظار، يُخرج عشق الإمام والشوق إلى لقائه من حالة ثنائية إلى حالة عالمية، ويؤدي إلى شرح المنتظر صدره بحيث يستطيع أن يبكي على العالم.

          مباني الشوق إلى الفرج


          كما أنّ للعقيدة أو الفكر، مبانٍ نظرية خاصة إذا فُقدت لا تتبلور تلك العقيدة أو الفكرة من الأساس، أو إذا تبلورت لا تكون راسخة، فإن للعلاقة في الأغلب أيضاً مبانٍ نظرية أو عاطفية خاصة تنبثق من خلالها. وما سوى الفكر الذي يقف ظهيراً للعلاقة الوطيدة، فإنّ أيّ واحدة من علائقنا تستند في الأغلب إلى علاقة أو عدة علائق بدائية. ويتم تقييمها ونسبة ثباتها من خلال المباني النظرية والعاطفية لها.
          وفيما يخص الشوق إلى ظهور الإمام وتحقق فرجه، لابد من التوجه لمبانيه العاطفية إلى جانب المباني النظرية أيضاً، وذلك تسهيلاً للوصول إلى هذا الشوق وتحديداً لقيمته وأهميته.

          ثواب أعمال المؤمنين في زمن الغيبة أكثر من زمن الظهور

          يروى عن أحد أصحاب الإمام الصادق (ع) أنه سأل الإمام: «الْعِبَادَةُ مَعَ الْإِمَامِ مِنْ?ُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي السِّرِّ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ أَمِ الْعِبَادَةُ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَدَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْ?ُمْ؟» فقال (ع): «الصَّدَقَةُ فِي السِّرِّ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِي الْعَلَانِيةِ وَ?َذَلِكَ عِبَادَتُ?ُمْ فِي السِّرِّ مَعَ إِمَامِ?ُمُ الْمُسْتَتِرِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ لِخَوْفِ?ُمْ مِنْ عَدُوِّ?ُمْ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَحَالِ الْهُدْنَةِ مِمَّنْ يعْبُدُ اللَّهَ فِي ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ وَلَيسَ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ مَعَ الْأَمْنِ فِي دَوْلَةِ الْحَقِّ... اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ صَلَّي مِنْ?ُمْ صَلَاةً... ?َتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا خَمْساً وَعِشْرِينَ صَلَاةً... ومَن....»[1] فقد كان الإمام الصادق (ع) وأنصاره في غربة، ولكن الإمام المهدي (عج) قائد العالم، وأنصاره رغم جهدهم الجهيد ليسوا غرباء. ومن الواضح أن العبادة والعمل مع الغربة أكبر أجراً من العبادة والعمل دونها.

          إذن لماذا ننتظر الظهور؟

          فاستنتج الراوي من كلام الإمام نتيجة خاصة وسأل سؤالاً مهماً آخر: «جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا نَتَمَنَّي إِذًا أَنْ نَ?ُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ (ع) فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَنَحْنُ الْيوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَطَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ؟»[2]
          قبل أن نستمع إلى جواب الإمام الصادق (ع)، لنوضّح أهمية هذا السؤال لأنفسنا من أجل أن نثمّن جواب الإمام بشكل أمثل.
          إن الصلاة التي يؤديها الشيعة في عهد الإمام الصادق (ع) أعظم أجراً من الصلاة التي يؤديها الشيعة في زمن الظهور على حسب ما جاء في الرواية. والآن نسأل سؤالاً بسيطاً: «الصلاة التي يؤديها الشيعة اليوم في زمن الغيبة أكبر أجراً أم صلاة أصحاب الإمام الصادق (ع)؟» الجواب هو شيعة عصر الغيبة دون ريب، لأنهم لم يشهدوا حتى الإمام الصادق (ع). وعلى هذا الأساس، لو كان ثواب أصحاب الإمام الصادق (ع) بالنسبة إلى عصر الظهور أعظم بدرجة، فإن ثواب أعمالنا بالنسبة لعصر الظهور أعظم بدرجتين. وبعبارة أخرى، ظهور الإمام يؤدي إلى أن يقّل ثواب أعمالنا درجتين. فعلى هذا لماذا يجب علينا أن ندعو بتعجيل فرج الإمام؟
          نحن في هذا الزمن نعيش ظروفاً سيئة، وطبق القاعدة لابد أن يكون ثواب أعمالنا مضاعف، وعقاب بعض ذنوبنا أقل، وقبول توبة المستغفر من ذنبه أسرع. لماذا؟ لأن أداء الصلاة وإعطاء الزكاة في عصر الإمام (عج) ليس بالأمر العسير؛ فإن الحق آنذاك ظاهر. ومن هنا فإن الشهادة في عصر الغيبة أعظم درجة منها في عصر الظهور. لأن الشهادة في سبيل إمام حاضر أسهل بكثير. ومن جانب آخر، فإن عقاب المذنب أكبر، وذلك لأن المعرفة في عصر الظهور قد ازدادات ومجالات الذنب قد تحددت.

          يتبع إن شاء الله...

          [1].?مال الدين وتمام النعمة، ج2، ص645. وكذلك الكافي، ج1، ص333، مع اختلاف قليل في العبارات.
          [2].نفس المصدر.

          تعليق


          • #35
            انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 31

            إذن والحالة هذه لماذا يجب أن نرغب في تعجيل مجيء الإمام (عج)؟ وبأي رغبة ندعو بقرب الظهور؟ بل قد يجدر بنا أن ندعو بتأخير الفرج قليلاً لاكتساب مزيد من الثواب!

            الشوق إلى الفرج، ليس بهذه البساطة

            يتضح من ذلك أن الرغبة في تحقق المجتمع المهدوي المنشود ليس بهذه البساطة. وأحياناً عندما نفكّر بأننا نرغب كثيراً في تحقق المجتمع المهدوي، إذا ما قمنا قليلاً بالغور في علائقنا واستخرجنا جذورها، فلربّما ستضمحلّ هذه العلائق واحدة تلو الأخرى.
            والآن إذا عدنا إلى تتمة الرواية، سنثمّن جواب الإمام الصادق (ع) لذلك الصحابي الذي سأله: «فَمَا نَتَمَنَّي إِذًا أَنْ نَ?ُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ (ع) فِي ظُهُورِ الْحَقِّ وَنَحْنُ الْيوْمَ فِي إِمَامَتِكَ وَطَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالاً مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ؟»
            أجاب الإمام الصادق (ع): «سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَقَّ وَالْعَدْلَ فِي الْبِلَادِ وَيحْسِنَ حَالَ عَامَّةِ النَّاسِ وَيجْمَعَ اللَّهُ الْ?َلِمَةَ وَيؤَلِّفَ بَينَ الْقُلُوبِ الْمُخْتَلِفَةِ وَلَا يعْصَي اللَّهُ فِي أَرْضِهِ وَيقَامَ حُدُودُ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ وَيرَدَّ الْحَقُّ إِلَي أَهْلِهِ فَيظْهِرُوهُ حَتَّي لَا يسْتَخْفِيَ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ، أَمَا وَاللَّهِ يا عَمَّارُ لَا يمُوتُ مِنْ?ُمْ مَيتٌ عَلَي الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيهَا إِلَّا ?َانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ?َثِيرٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً وَأُحُداً فَأَبْشِرُوا.»[1] إنّ عصارة جواب الإمام الصادق (ع) هو أنه يجب أن ندعو بتعجيل الفرج لدليلين: الأول محبة الحق، والثاني محبة الخلق.

            مبنيان عاطفيان للشوق إلى الفرج

            بهذه المقدمة، نعود إلى موضوع البحث: «ما هي مباني الشوق إلى الفرج؟» إن للشوق إلى الفرج بالاستناد إلى كلام الإمام الصادق (ع)، مقدمتين وشرطين أساسيين: «محبة الحق» و«محبة الخلق». فالشوق إلى الفرج وليد هذين العلاقتين ووجودهما شرط إيجاد اشتياق صادق في قلب المنتظر وأمنيته بقرب الفرج.

            الشرط الأول: محبة الحق

            إنّ من يحبّ الله ويحبّ الحق، يجب بطبيعة الحال أن يحبّ بأن يكون الله معروفاً لدى الجميع؟ يجب أن يحبّ بأن يكون الإمام (عج) معروفاً لدى الجميع؟ يجب أن يقول مثلاً: «لماذا لا يعرف اليابانيون الإمام (عج)؟ إنني لا أطيق أن يكون سيدي مغموراً.» هل يقتصر تكليفنا على اكتساب الأجر لأنفسنا فحسب؟ بهذا يخرج الإنسان من دائرة الأنانية المعنوية أيضاً.
            إذا اشتدّت محبة الحق، ستصبح واحدة من مباني الشوق إلى الفرج. وهذا المبنى أثمن من المباني الأخرى كالاضطرار على أثر البلايا والمصائب الدنيوية. فإنّ السبب الرئيس لتمنّي المنتظرين الفرج هو محبة الحق حتى وإن كانوا مضطرين.
            وقد يتبلور هذا العشق والحب للحق بأسلوب آخر؛ ويظهر بصورة الانتقام من الظالمين واجتثاث معسكر الباطل. وفي هذه الحالة أيضاً لا يسري في عروق الإنسان إلا طلب الحق لا الأنانية. كما نقرأ في دعاء الندبة: «أَينَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِ?َرْبَلاءَ؟»[2]
            ويموج هذا العشق للحق أيضاً في مقاطع أخرى من دعاء الندبة التي يمكننا أن نشاهد فيها الشوق والتوق لإقامة الحق، كما يقول: «عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَي الْخَلْقَ وَلاَ تُرَي وَلاَ أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلاَ نَجْوَي‏... عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْ?ِيكَ وَيخْذُلَكَ الْوَرَي عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يجْرِيَ عَلَيكَ دُونَهُمْ مَا جَرَي....»[3] والأمر الصعب للمنتدب في هذه المقاطع هو أنه مستور.
            إن الحرمان من الحق أمر وكون الحق مستوراً أمر آخر. ففي هذه الدنيا التي لا يوجد فيها حيّ إلا وهو عاشق شائق، سوى المغرور الذي ألمّت به الأنانية، فإن المنتظر عاشق للحق. حيث لا يرى الحق وسيلة إجبارية لسعادته دون أن تكون له أي شوق إليه، بل يشهد محاسنه ويُدرك لطائفه ليتأتى له عشقه. ولا تتبلور محبة الحق إلّا بعد تذوّق لذة الاستغراق في الحق؛ بحيث أنه يطلب نفسه للحق لا أنه يطلب الحق لنفسه.

            الشرط الثاني: محبة الخلق

            والدليل الآخر للدعاء بالفرج، هو محبة «الخلق». فالمنتظر لا يُفكّر بالوصول وحيداً. ولا يستطيع أن يدع الناس في ورطة الباطل. وكأنه يُحادث نفسه: «لو افترضنا أنني وجدت الطريق، ماذا سيكون مصير سائر الناس؟» إن من المباني المهمة للعشق والشوق إلى الفرج، هو أن ترغب في هداية الناس. فإن محبة الخلق هي من المسائل التي قد يتغافل عنها المحبون للحق.
            علماً بأن أساس محبة الخلق تكمن في محبة الحق. فلو اشتدّت محبة الإنسان بالله، سيشتد عطفه وحنانه على الناس شيئاً فشيئاً. وبالتالي سيهتم بمصير الناس الذين هم عباد الله وأحبّاؤه.

            يتبع إن شاء الله...



            [1] نفس المصدر.
            [2] مفاتيح الجنان، دعاء الندبة. وأيضاً إقبال الأعمال للسيد بن طاووس، ص297.
            [3] نفس المصدر.


            تعليق


            • #36
              انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 32

              ذات يوم جاءني شابّ للاستشارة حول العمل الثقافي في الجامعة وقال: أريد أن أعمل عملاً ثقافياً في جامعتنا، فما هو أفضل عمل أقوم به؟
              سألته: هر تعرف غسل الثياب؟
              قال: نعم، أعرف غسل الثياب، ولكن ما هي علاقته بالعمل الثقافي؟ إني أريد أن أعمل عملاً ثقافياً.
              قلت: مستعد بأن تغسل ثياب زميلك في القسم الداخلي؟
              قال: كلا، عمل صعب. ثم قال وهو يمزح: نحن لسنا في الحرب حتى نقوم بمثل هذه التضحيات.
              قلت: لسنا في الحرب، ولكن زميلك «إنسان». فكم تقيّم إنسانيته؟
              قال: قد لا يكون شاباً جيداً.
              قلت: لأنه قد لا يكون شاباً جيداً سألتك هذا السؤال. هل قيمة إنسانيته لديك بالحد الذي تقوم بغسل ثيابه عند الحاجة بطيب خاطر ولذة وتقول بأني أغسل ثياب إنسان؟
              قال بصدق: كلا، أنا لست كذلك.
              قلت بِوِدّ: إن لم يكن الإنسان عندك بهذا المستوى من الأهمية، فلماذا تريد أن تعمل عملاً ثقافياً لهدايته؟ ما هو دخلك بأن تكون قلقاً على جنة الناس ونارهم؟ إنك لا تحب الناس، فما هو شأنك بمصيرهم؟

              لابد من الاهتمام بالآخرين

              علماً بأن موضوع غسل ثياب الآخرين، ليس إلا أسلوب للتقييم. لا أنه معيارٌ قطعي. وعلى أي حال، يجب أن ينظر الإنسان مدى اهتمامه بالآخرين.
              والآن لننظر إلى أسوة وقدوة. فإن لمشاهدة بعض النماذج والأمثلة أحياناً أثر أبلغ بكثير من عشرات النصائح والمواعظ. ومن النماذج التي يمكن الإشارة إليها في مجال محبة الناس هو الشهيد جمران.
              ينقل مدير مكتب الشهيد جمران: عندما كان السيد جمران وزير الدفاع، وقف رجل ببابه لشغل له معه وهو من كبار الضباط في عهد النظام الطاغوتي البائد وكان فصله من الوظيفة أمراً مسجّلاً وقد أمضى الدكتور حكم فصله. فقلت للسيد جمران: «هذا الرجل من الذين سيتم فصلهم. فلا حاجة لأن تشغل وقتك معه.» فنهض جمران وأزاحني عن طريقه وذهب لاستقباله؛ وتعامل معه كما يتعامل مع غيره حيث قام بمصافحته واعتناقه بحرارة ثم أدخله إلى غرفته واستمع إليه بصبر وتروّ. وعندما ذهب ذلك الرجل، سألت جمران: «ليس من المقرر أن يبقى هذا الرجل هنا، فلماذا شغلت وقتك معه؟» فقال جمران: «لابد من فصله؟ حسناً، سلّمناه حكم فصله وعليه بالذهاب. ولكنه إنسان وأنا احترمت إنسانيته.»
              من كان كذلك، يستطيع أن يكون منتظراً للفرج. وبالطبع ليس المقصود بأن نعطف بهذا المستوى وفي كل موطن على العناصر الجائرة المناهضة للثورة ونُعطيها الفرصة للقضاء علينا (كما أن الشهيد جمران أيضاً لم يتردّد في فصله)، ولكن بشكل عام، فإن هذا الاستعداد لمحبة الخلق أمر قيّم للغاية.
              يكتب الشهيد جمران في مناجياته: «تقع على عاتقي مسؤولية تامة بأن أقف بوجه الشدائد والبلايا، وأحتمل كل الآلام، وأتقبّل المحن، وأحترق كالشمع وأضيء الطريق للآخرين، وأنفخ الروح في الأموات، وأروي غليل المتعطشين للحق والحقيقة.» [1]فانظروا إلى حلاوة الجمع بين محبة الحق ومحبة الخلق في هذه المناجاة.

              المنتظر يفكّر بهداية جميع الناس

              يُنقل أن عارفاً قد استولى عليه البكاء والنحيب في حالة الاحتضار وهو يقول: «كيف أجيب ربي؟» فقالوا له: «مثلك لماذا يتكلم بهذا الكلام؟» فقال: «لو رحلت إلى ذلك العالم، وقال لي ربي: إنك كنت رفيقاً معنا، ولكن هناك في زاوية من العالم شخص بقي على ضلالته، فلماذا لم تهده إلى رفقتنا وصحبتنا، فبماذا أجيب ربي؟»

              الشوق إلى الفرج غŒعني محبة الناس

              الشوق إلى الفرج يعني محبة الناس؛ يعني أن يكون الإنسان واسع الصدر بعيد النظر. فالمنتظر يرى العالم في زاوية قلبه وتربطه صلة مع جميع أهل العالم.
              وفي دعاء العهد حينما يريد المنتظر أن يصلّي على الإمام المهدي يقول: «اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْهَادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَي آبَائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جميعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا سَهْلِهَا وَجَبَلِهَا بَرِّهَا وَبَحْرِهَا وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَوَاتِ....»[2] انظروا إلى هذه السعة في الرؤية حيث أنه إذا أراد أن يسلّم على إمام زمانه لم يسلّم عن نفسه فحسب، بل يسلّم عن جميع أهل العالم، وهذا ناتج من سعة الصدر التي يمتلكها المنتظر.
              والآن ضعوا سؤال عمار الساباطي المنطقي نسبياً من الإمام الصادق (ع) إلى جانب كلام سلمان الفارسي والشعور الذي انتابه بالنسبة إلى انتظار الفرج، لتجدوا البون الشاسع.[3]

              العلاقة بين الذكر والشوق

              في خضمّ تنمية هذا الشوق، نصل إلى مفهوم باسم «الذكر». فحريّ بنا إلى جانب اكتساب جميع الفضائل التي تُنعش الحب والشوق، أن نتعرض إلى الذكر أيضاً. فالكثير يسأل: كيف نُنمّي الشوق إلى الفرج في نفوسنا ونعيش في ذروة الشوق إلى الظهور لندخل في عداد المنتظرين الحقيقيين لصاحب الأمر (عج)؟ الجواب هو أنّ تنمية هذا الشوق، ليس إلّا اكتساب التقوى وأداء العبادات والعمل بالأوامر الإلهية ولاسيما التكاليف الاجتماعية بصحة وإخلاص. وإلى جانب كل هذه المسائل، وبعد اكتساب المعارف الضرورية والعلوم الدقيقة والعميقة، لو أردنا أن نعمل عملاً خاصاً فعلينا التوجّه إلى «الذكر». ومن هنا ينبغي الاهتمام بـ«دعاء الندبة» و«دعاء العهد» و«الدعاء لسلامته (ع)» وسائر الأدعية. فإنّ من يحبّ الإمام وينتظره ألا ينبغي أن يذكره ولو في اليوم مرة على أقل تقدير؟ ألا ينبغي أن يرفع يديه للدعاء بفرجه في قنوت صلواته وفي كل لحظة من لحظات استجابة الدعاء؟

              يتبع إن شاء الله...

              [1]مصطفي جمران، خدا بود و ديگر هيچ نبود، ص28.
              [2]دعاء مروي عن الإمام الصادق (ع): مفاتيح الجنان، دعاء العهد. وكذلك المصباح لل?فعمي، ص550.
              [3]يروي سلمان الفارسي حديثاً طويلاً عن رسول الله (ص) في أن الأئمة من بعده إثني عشر، ثم بدأ يذكر أسماءهم حتى وصل إلى الإمام الثاني عشر وسكت، فقال سلمان: «يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِي بِإِدْرَاكِهِمْ، قَالَ: يَا سَلْمَانُ إِنَّكَ مُدْرِكُهُمْ وَأَمْثَالُكَ وَمَنْ تَوَلَّاهُمْ بِحَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ. قَالَ سَلْمَانُ: فَشَكَرْتُ اللَّهَ كَثِيراً ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُؤَجَّلٌ فِيَّ إِلَى أَنْ أُدْرِكَهُمْ؟ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ اقْرَأْ ( فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ... ) قَالَ سَلْمَانُ: فَاشْتَدَّ بُكَائِي وَشَوْقِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِعَهْدٍ مِنْكَ؟ فَقَالَ: إِي وَالَّذِي أَرْسَلَ مُحَمَّداً إِنَّهُ بِعَهْدٍ مِنِّي وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَتِسْعَةِ أَئِمَّةٍ... قَالَ سَلْمَانُ: فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ‏ وَمَا يُبَالِي سَلْمَانُ مَتَى لَقِيَ الْمَوْتَ أَوْ لَقِيَه.» بحار الأنوار، ج25، ص6-8.‏

              تعليق


              • #37
                انتظار العوام، انتظار العلماء، انتظار العرفاء 33

                يعتبر دعاء العهد برنامجاً مستمراً ويشير إلى مفاهيم أساسية وقيمة ويعدّ دعاء ملحمياً ولهذا فإن له مكانة مرموقة بين الأدعية المختصة بالإمام (ع). كان يقول الإمام الخميني (ره): «دعاء العهد مؤثّر في تقدير الإنسان.»[1] وكان سماحته مواظباً على قراءة دعاء العهد واستمر على هذا البرنامج حتى آخر يوم من حياته في المستشفى.[2] وهو الدعاء الذي أوصى عائلته بقراءته في آخر أيام حياته.[3]

                لا ينمو الحب من دون الذ?ر

                المسألة المهمة التي لابد من الالتفات إليها هي أنّ «الحب» لا ينمو مع فقدان «الذكر». وهذا هو الحال بالنسبة إلى الدنيا أيضاً. ما هو الشيء الذي ينمّي حب الدنيا في قلوبنا ويجعلها لذيذة في أعيننا؟ الدنيا التي نتذوّقها ونشمّها ونجرّبها وخلاصة الكلام أنها «حاضرة» ويمكننها تجربتها بسهولة، غير أنّ تجربتها لا تأخذ بمجامع قلوبنا بمقدار ذكرنا لها.

                لابد من وضع برنامج لذكر الإمام المهدي (عج)

                فالدنيا التي هي حاضرة لا تحلّ في قلبك من دون ذكرها كثيراً فكيف يحل الإمام المهدي في قلوبنا من دون ذكر وهو غائب؟ لا تقل: «كلّما ضاق صدري، أتذكّر الإمام (عج).» إذ ينبغي أن تضع لنفسك برنامجاً للذكر. وليكن برنامجك مختصراً حتى لا ينقطع، فالمواظبة على مثل هذه البرامج مهمة للغاية. وعندها سيحلّ الشوق إلى الإمام في قلبك شيئاً فشيئاً. بالإضافة إلى أننا لو ندّعي الشوق إلى فرج الإمام وظهوره لابد وأن يتجلى كلام أمير المؤمنين (ع) في قلوبنا حيث قال: «مَنْ أَحَبَّ شَيئاً لَهِجَ بِذِ?ْرِه.»[4]

                يتدفق الذ?ر من علوّ الفكر

                علماً بأن الفكر سندٌ للذكر كما أشرنا إليه سابقاً. فالعلم والمعرفة والتفكر بالمعلومات رأسمال الذكر. والذكر أساساً وإن كان يتدفّق من قلب الإنسان إلّا أنه ينبثق من علّو الفكر. فلو قرن الإنسان فكره بالمودة والعاطفة سيكون ذكراً. ومن هنا يتبيّن الفرق بين «الذكر» و«الورد»، فإن الأوراد رغم أهميتها لم تحظ بعناية أولياء الله إن خلت من الفكر والتوجه.

                دعاؤنا للفرج مستجاب

                إنّ من المسائل المهمة التي يؤدي الالتفات إليها إلى الدخول في عداد أهل الذكر والتي تحثّ الإنسان على الدعاء سيما في قضية الفرج، هي هذه الحقيقة أنّ دعاءنا للفرج دعاء مستجاب وأن الله سبحانه يعتني بآراء عباده في هذا الشأن. فإذا اعتقدنا أن طلبنا وسؤالنا للفرج ليس أمراً شكلياً ومجاملة وإنما هو حقيقة سامية، سنكعف على الدعاء والذكر دون انقطاع. فهذا أمر عامّ لله حيث قال: ( ادْعُوني‏ أَسْتَجِبْ لَ?ُمْ [5] ) وهذا أمر خاص بالإمام المهدي (ع) حيث قال عن طريق سفيره الثاني إسحاق بن يعقوب: «أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِيلِ الْفَرَجِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ.»[6]
                لا ننسى بأنه لا يُعرض عن الدعاء بالفرج إلّا من لا يرى الله وفيّاً في العمل بوعوده أو لا يحمل اعتقاداً راسخاً بعناية الله ولطفه في حق عباده؛ وكلاهما مدعاة لسوء الظن بالله الذي نُهينا عنه بشدة.[7]

                للشوق إلى الفرج أثر في التقدير الإلهي

                يجب أن نعتقد بأن لشعورنا وشوقنا إلى الفرج تأثير في العالم. وأهم أثر يتركه هذا الشوق هو في التقدير الإلهي،[8] سوى الآثار التي يتركها في قلوبنا وفي مجتمعنا وفي عالمنا. فإن الله الذي بيده أمر الفرج، ينظر لاتخاذ القرار في ذلك إلى قلوبنا.[9] فهو الوحيد الذي يستطيع تقييم نسبة معرفتنا ومحبتنا وعلى أساسها يدبّر مقدّراتنا.
                يقول الإمام الحسن العسكري (ع) حول دور وأثر «الدعاء بتعجيل فرج ولده (عج)» في نجاة الإنسان: «وَاللَّهِ لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لَا يَنْجُو فِيهَا مِنَ التَّهْلُكَةِ إِلَّا مَنْ يُثْبِتُهُ اللَّهُ عَلَى الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَوَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ فَرَجِهِ.»[10]
                ويقول الإمام الصادق (ع) في كلام مهم له حول أثر الدعاء بالفرج في التقدير الإلهي لـنجاة المجتمع وقرب الظهور: «فَلَمَّا طَالَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ الْعَذَابُ ضَجُّوا وَبَكَوْا إِلَى اللَّهِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ يُخَلِّصُهُمْ مِنْ فِرْعَوْنَ فَحَطَّ عَنْهُمْ سَبْعِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع): هَكَذَا أَنْتُمْ لَوْ فَعَلْتُمْ لَفَرَّجَ اللَّهُ عَنَّا فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَكُونُوا فَإِنَّ الْأَمْرَ يَنْتَهِي إِلَى مُنْتَهَاهُ.»[11]
                يقول آية الله الشيخ البهجة (ره) حول التأثير القطعي للدعاء بالفرج: «كم ينبغي أن نفكّر في الإمام الغائب (عج) وأن ندعو بتعجيل فرجه؟! الدعاء بتعجيل فرج الإمام مؤثر لا محالة، ولكن لا بلقلقة اللسان وقول «وعَجِّل فرجه» بصورة جامدة كورد يُقرأ في آخر المنابر على الدوام من أجل أن يقوم الناس. الدعاء بتعجيل الفرج عمل مستحب كصلاة النافلة، أي أن نسأل الله بجدّ وصدق وهمّ وغمّ أن يزيل المسافة التي طالت ألف عام ونيّف بين الناس وبين واسطة الفيض. والدعاء الصادر من الناس لم يتقرن بحالة من الحزن والأسى والتأثر القلبي، وإلّا لتغيّرت الأوضاع لا محالة.»[12]

                يتبع إن شاء الله...


                [1] تقول فاطمة طباطبائي، زوجة السيد أحمد الخميني: «من المسائل التي كان يوصيني بها الإمام في أواخر أيام حياته هي قراءة دعاء العهد. وكان يقول: حاولي أن تقرأي دعاء العهد في كل صباح، لأنه يؤثر في مصير الإنسان.» صحيفة اطلاعات، 4/6/1990.
                [2] يقول المرحوم آية ‌الله توسلي: «قالت لي إحدى النساء: اذهب إلى جانب الإمام واقرأ الدعاء. وكان ذلك قبل يوم من وفاة الإمام، فشرعت بقراءة دعاء العديلة. وإذا بي أرى أنّ الإمام قد وضع علامة في موضع من المفاتيح. ففتحته ورأيت أنه دعاء العهد، وبما أن قراءته تستحب أربعين يوماً فقد كتب الإمام على قصاصة بأنه شرع فيه من 8 شوال وقرأه حتى ذلك اليوم.» پابه‌پاي آفتاب، ج2، ص102.
                ويقول حجة الإسلام والمسلمين آشتياني: «عندما ارتدى الإمام الثياب المختصة بالمستشفى، كان بيده مفاتيح الجنان وهو يقرأ دعاء العهد بطمأنينة خاصة.» برداشت‌هايي از سيره امام خميني، ج3، ص43.
                [3] برداشت‌هايي از سيره امام خميني، ج3، ص42. راجع الهامش السابق.
                [4]غرر الح?م، ص65، ح859.
                [5]سورة غافر، الآية 60.
                [6] ?مال الدين وتمام النعمة، ج2، ص483؛ والغيبة للطوسي، ص290.
                [7] يقول الإمام الصادق (ع): «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً بِظَهْرِ قَلْبٍ سَاهٍ فَإِذَا دَعَوْتَ فَأَقْبِلْ بِقَلْبِكَ ثُمَّ اسْتَيْقِنِ الْإِجَابَةَ.» ال?افي، ج2، ص473. ويقول النبي (ص): «أكبَرُ الكبائرِ سُوءُ الظَّنِّ بِاللّه.» ميزان الح?مة، ح 11726 ، نقلاً عن ?نز العمال، ح5849.
                [8] يقول الإمام الصادق (ع): «الدُّعَاءُ يَرُدُّ الْقَضَاءَ بَعْدَ مَا أُبْرِمَ إِبْرَاماً فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ.» ال?افي، ج2، ص470. والدعاء من أهم المعالم والنتائج لاشتياق المؤمن، لأن الاشتياق يجر إلى الدعاء لا محالة ولا يتحقق الدعاء الصادق من دون اشتياق.
                [9] قال رسول الله (ص) في وصية له لأبي ذر: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَا إِلَى أَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.» الأمالي للطوسي، ص535. وقال أمير المؤمنين (ع): «عَلَى قَدرِ النِّيَّةِ تَكونُ مِن اللّهِ العَطِيَّةُ.» غرر الح?م، ح6193. وقال الإمام الصادق (ع): «إِنَّمَا قَدَّرَ اللَّهُ عَوْنَ الْعِبَادِ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ فَمَنْ صَحَّتْ نِيَّتُهُ تَمَّ عَوْنُ اللَّهِ لَهُ وَمَنْ قَصَرَتْ نِيَّتُهُ قَصَرَ عَنْهُ الْعَوْنُ بِقَدْرِ الَّذِي قَصَرَ» الأمالي للمفيد، ص65.
                [10] ?مال الدين وتمام النعمة، ج2، ص384.
                [11] تفسير العياشي، ج2، ص154.
                [12] در محضر بهجت، ج2، الرقم1116.


                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X