بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال ابن خالويه: إنها مناجاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من ولده عليهم السلام، كانوا يدعون بها في شهر شعبان [1]:اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاسْمَعْ نِدائِي إِذا نادَيْتُكَ، وَأقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ الَيْكَ وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُسْتَكِيناً [2] لَكَ، مُتَضَرِّعاً الَيْكَ، راجِياً لِما تَرانِي[3]، وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وتَخْبُرُ حاجَتِي وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ امْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَما أُرِيدُ أنْ أُبْدِئَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي، وَأَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وَأرْجُوهُ لِعافِيَتِي.
وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي، فِيما يَكُونُ مِنِّي إلى آخِرِ عُمْرِي، مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي، وَنَفْعِي وَضَرِّي.
إلهي إنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْزُقُنِي، وَإنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُنِي، إلهي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ.
إلهي إنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ[4] لِرَحْمَتِكَ، فَأنْتَ أهْلٌ أنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إلهي كَأَنِّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَفَعَلْتَ[5] ما أنْتَ أهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ.
إلهي إنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ، وَإنْ كانَ قَدْ دَنى أجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي[6] مِنْكَ عَمَلِي، فَقَدْ جَعَلْتُ الإِقْرارَ بِالذَّنْبِ إلَيْكَ وسِيلَتِي، إلهي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها فَلَها الْوَيْلُ إنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها.
إلهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيّامَ حَياتِي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتِي، إلهي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي، وَأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي الَّا الْجَمِيلَ فِي حَياتِي، إلهي تَوَلَّ مِنْ أمْرِي ما انْتَ أهْلُهُ وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ[7] جَهْلُهُ.
إلهي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَأنَا أحْوَجُ إلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأُخْرى، إلهي قَدْ أحْسَنْتَ إلَيَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الأَشْهادِ.
إلهي جُودُكَ بَسَطَ أمَلِي وَعَفْوُكَ أفْضَلُ مِنْ عَمَلِي، إلهي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، إلهي اعْتِذارِي الَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي، يا أكْرَمَ[8] مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ.
إلهي لا تَرُدَّ حاجَتِي وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأمَلِي، إلهي لَوْ أرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِنِي، وَلَوْ أرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِنِي، إلهي ما أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حاجَةٍ قَدْ أفْنَيْتُ عُمْرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ.
إلهي فَلَكَ الْحَمْدُ أبَداً أبَداً دائِماً سَرْمَداً يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى، إلهي إنْ أخَذْتَنِي بِجُرْمِي أخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ، وَإنْ أخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ، وَإنْ[9] أدْخَلْتَنِي النَّارَ أعْلَمْتُ أَهْلَها أَنِّي أُحِبُّكَ.
إلهي إنْ كانَ صَغُرَ[10] فِي جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجائِكَ أمَلِي، إلهي كَيْفَ أنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالْخَيْبَةِ مَحْرُوماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ أنْ تَقْلِبَنِي بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
إلهي وَقَدْ أفْنَيْتُ عُمْرِي فِي شَرَهِ[11] السَّهْوِ عَنْكَ وَأَبلَيْتُ شَبابِي فِي سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ، إلهي فَلَمْ اسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرارِي بِكَ وَرُكُونِي إلى سَبِيلِ سَخَطِكَ، إلهي وَأنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ[12] قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، مُتَوَسِّلٌ بِكَرَمِكَ إلَيْكَ.
إلهي أنَا عَبْدٌ اتَنَصَّلُ[13] إلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحْيائِي مِنْ نَظَرِكَ، وَأطْلُبُ الْعَفْوَ مِنْكَ، إِذِ الْعَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، إلهي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَانْتَقِلُ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلّا فِي وَقْتٍ أيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ وَكَما أرَدْتَ أنْ أَكُونَ كُنْتُ، فَشَكَرْتُكَ بإدْخالِي فِي كَرَمِكَ، وَلِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْساخِ الْغَفْلَةِ عَنْكَ.
إلهي انْظُرْ إلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَاطاعَكَ، يا قَرِيباً لا يَبْعُدُ عَنِ الْمُغْتَرِّ بِهِ، وَيا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، إلهي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ، وَلِساناً يَرْفَعُهُ[14] الَيْكَ صِدْقُهُ، وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ.
إلهي انَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرِ مَجْهُولٍ، وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرَ مَخْذُولٍ، وَمَنْ اقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرَ مَمْلُوكٍ[15].
إلهي إِنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ، وَإِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ، وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا إلهي[16] فَلا تُخَيِّبْ[17] ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأْفَتِكَ، إلهي اقِمْنِي فِي اهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجَا الزِّيادَةَ مِنْ مَحَبَّتِكَ.
إلهي وَالْهِمْنِي وَلَهاً[18] بِذِكْرِكَ إلى ذِكْرِكَ، وَاجْعَلْ هَمِّي[19] فِي رَوْحِ نَجاحِ أَسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ، إلهي بِكَ عَلَيْكَ الّا الْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ اهْلِ طاعَتِكَ وَالْمَثْوَى[20] الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ، فَانِّي لا اقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَلا امْلِكُ لَها نَفْعاً.
إلهي انَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ وَمَمْلُوكُكَ الْمَعِيبُ، فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَحَجَبَهُ[21] سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ.
إلهي هَبْ لِي كَمالَ الانْقِطاعِ الَيْكَ، وَأنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها الَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ أَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ، فَتَصِلَ إلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَتَصِيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ، إلهي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاجابَكَ وَلا حَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
إلهي لَمْ اسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنِّي قُنُوطَ الإِياسِ وَلا انْقَطَعَ رَجائِي مِنْ جَمِيلِ كَرَمِكَ، إلهي انْ كانَتِ الْخَطايا قَدْ اسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، إلهي انْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ، فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ إلى كَرَمِ عَطْفِكَ.
إلهي انْ أَنامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ، فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، إلهي انْ دَعانِي إلى النَّارِ عَظِيمُ عِقابِكَ، فَقَدْ دَعانِي إلى الْجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوابِكَ، إلهي فَلَكَ اسْأَلُ وَالَيْكَ ابْتَهِلُ[22] وَارْغَبُ، انْ[23] تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ، وَلا يَغْفُلُ عَنْ شُكْرِكَ وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ.
إلهي وَالْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الابْهَجِ، فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً، وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً، وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.[24]
-----------------------
[2] مسكينا (خ ل).
[3] ثوابي (خ ل).
[4] مستأهل: مستوجب.
[5] فقلت (خ ل).
[6] لم يدن (خ ل).
[7] غمرة: غطّاه.
[8] يا كريم يا أكرم (خ ل).
[9] إذا (خ ل).
[10] كان قد صغر (خ ل).
[11] الشره: شدّة غلبة الحرص.
[12] ابن عبديك (خ ل).
[13] تنصّل من الجناية: خرج وبرء.
[14] يرفع (خ ل).
[15] مملول (خ ل).
[16] يا سيدي (خ ل).
[17] خيّبه: لم ينله مطلوبه.
[18] الوله: محركة الحزن أو ذهاب العقل حزنا.
[19] همتي (خ ل).
[20] ثوى بمكان: أقام فيه.
[21] حجبك (خ ل).
[22] ابتهل: اتضرّع.
[23] أسألك (خ ل).
[24] ابن طاووس، على بن موسى، الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة)، ج3، ص: 296 – 299.
تعليق