وانكحوا الايامى

[الاسوة]

(وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)

حيث نرى ان الكثير من الناس تزوجوا وماتوا وهم فقراء
ممكن تنورونا

[المفيد]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

قال تعالى ((وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ))/النور 32

لقد ورد بأن المراد من الفقر والغنى هو أحد وجهين الأول هو إنّ من كان فقيراً الى الجماع فقد أغناه الله بالنكاح ، والثاني وهو إنّ الأغلب من الناس هم الذين يتوسع عليهم بعد الزواج .

أقول بأنه يمكن أن تكون هناك وجوه أخرى:-

الوجه الأول هو : الغنى هو غنى النفس بدليل الأحاديث الكثيرة الواردة بهذا الخصوص نورد البعض منها :-

قال الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله ((الغنى غنى النفس)) .

وقال عليه الصلاة والسلام ((ثلاث خصال من صفة أولياء الله تعالى : الثقة بالله في كل شيء ، والغنى به عن كل شيء ، والإفتقارإليه في كل شيء))

وانشد أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
ادفع الدنيا بما اندفعت *** وأقطع الدنيا بما انقطعت
يطلب المرء الغنى عبثاً *** والغنى في النفس لو قنعت

وقيل : الفقير من طمع والغني من قنع

وقيل : ما استغنى أحد بالله ، إلا افتقر الناس إليه .

الوجه الثاني : هو إنّ من الناس من لايصلحه إلا الفقر ، فلو وسع عليه فعل المعاصي وخرج عن طاعة الله ، فقد جاء في الحديث القدسي ((وإن من عبادي المؤمنين من لايصلحه إلا الفقر ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك)) .

الوجه الثالث : إنّ الله سبحانه وتعالى وعد المؤمن بالسعة ووفى له ، ولكن سوء تصرف العبد هو الذي يجلب له الفقر .

الوجه الرابع : قد يفعل الانسان من المعاصي مايطرد هذه النعمة عنه .

الوجه الخامس : هو إنّ غنى الله ليس المقصود هو أن يجعله غنياً وصاحب أملاك بل المراد منه أن يجعله غير محتاج للآخرين ، وهذا حال الكثيرمن المؤمنين .


... اللّهم أغنني بالإفتقار إليك ولا تفقرني بالإستغناء عنك ...

(((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))

*** والحمد لله ربّ العالمين ***