تويت
آفاق زيارة وارث
بلغنا الكثير عن أدعية وزيارات وما لها من أثر وثواب لمن يقرأها في أوقات محددة وفي أوقات عامة لكننا للأسف نتعامل مع هذه الأدعية بسطحية ولم نأخذ منها إلا رسم الحروف .. ونغفل عن أن هذه الأدعية والزيارات قد كتبها الأئمة (ع) في أوقات كان يعاني الإمام حينها من مشكلتين
الأولى متمثلة بالسلطة الجائرة التي كانت تمنع كلام المعصوم (ع) مع الجماهير وتمنع انتشار علوم أهل البيت (ع) لما لها من تأثير في النفوس ,
والمشكلة الثانية متمثلة بالجهل المخيم على عقل الرعية فترى الإمام يتحدث عن شتى العلوم التي يريد إيصالها إلى الناس عن طريق الأدعية والزيارات لعله يأتي زمان ويفهم فيه الناس ما يريد الإمام قوله والتأكيد عليه ..
ونرى زيارة وارث وكأن الإمام فيها يؤكد على أن قضية الإمام الحسين هي القضية الأزلية التي ابتدئها آدم (ع) ويصفه بوارث قضيته ورسالته وينتقل إلى نوح وإبراهيم ويوضح أن كربلاء ليست مسألة آنية وإنما لها امتدادات في التاريخ حيث أن لها أصول من الماضي وامتداد إلى المستقبل ويوضح دور كل نبي ووصي ومدى تأثيراته على مسار البشرية وكيف أن كل الثورات ألإلهية قد مهدت لثورة الإمام الحسين (ع) وكيف ستمهد ثورة كربلاء إلى ظهور دولة العدل والإمام المنتظر (عجل الله فرجه) ..
فالمطلوب منـّـا اليوم أن نتأمل جيداً في كل الأدعية والزيارات وخصوصاًَ (الصحيفة السجادية ) للإمام زين العابدين (ع) ونحاول أن نفهم (ولو قليلا ً) ما لذي يريد أن يقوله الإمام في هذا الدعاء أو تلك الزيارة .