(الصلاة مع علي (ع) أقوم والطعام مع معاوية أدسم والجلوس على التل حين الحرب اسلم )
فلسفة قديمة تتبناها الكثير من المجتمعات بغض النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم وهم فئة لا تتجزء عن (المجتمع) أي مجتمع في كل مكان و زمان تجد الكثير من أبناء هذا المجتمع أو ذاك يعيش حالة الانسلاخ عن واقعه اليومي ويكتفي بالنظر من أعلى التل على البلاد والعباد
يتملكه اليأس ويأخذ منه الجزع كل مأخذ فتراه سلبيٌ في أفكاره وينتقد كل عمل أو مشروع أو تجديد
فيكون عبئاً على مجتمعة وعلى نفسه فلا يكون له طعم أو لون أو شكل وكأنه ينظر إلى فلمٍ مصور امامة فلا يكون له دور في صناعة الأحداث أو تغيير مجرياتها ،
هذا النموذج موجود في كل زمان ومكان إلا إن نسبة وجودة تختلف في المجتمع ,
وتهدف اليوم الكثير من الجهود إلى زيادة نسبة هذا النموذج في المجتمع العراقي .
هذا النموذج ( اللامنتمي ) الذي لا يستجيب إلا لمتطلباته الشخصية واحتياجاته النفسية عابداً(لذاته ) و(للذاتة )وهذا هو التقسيم الذي يخشى منه لهذا الشعب ....
التقسيم الذي يحطم الشعور بالمسؤولية تجاه الآخر وتجاه الوطن التقسيم الذي ينطلق من داخل الإنسان , الذي هو اكبر من كل التقسيمات الإدارية والجغرافية .
فعلينا اليوم أن نعمق أحساس الفرد لمجتمعه وحاضره ونربطه بعمقه الاسلامي ليستطيع أن يبلور رؤيا واضحة لمستقبلة ويرسم معالم هذا المستقبل على أساس ومقتضيات وجود أمته واصالة تاريخها ....
نحن اليوم أمام تحديات كبيرة تريد أن تجعل من حضارتنا الاسلامية وعطائنا , تراثاً جامداً قد أُغلقت علية الأبواب وحوصر في كتب ومتاحف ... نحن اليوم مدعوون لأن نختار واقعنا ونقرر من اليوم مصيرنا ومصير أجيالنا القادمة .