بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي الأعمال التي يستحب عملها في شهر شعبان المعظّم، ومن أيّها تغترف فقد نلت عظيماً من الأجر والثواب وفوق هذا كلّه هو حصول القرب الإلهي..
ومن أهم أعمال هذا الشهر وأشهرها هي المناجاة الشعبانية، فهذه المناجاة تحمل معاني سامية كبيرة وكثيرة لمن تدبّر وتفكّر في مفرداتها وجملها المترابطة..
وأول ما نقرأه من هذه المناجاة- بعد ذكر الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام- هذه الفقرة الرائعة ((واسمع دعائي إذا دعوتك))..
تعالوا معي لنتأمل في هذا المقطع من المناجاة..
يخاطب الامام عليه السلام خالقه بهذه الكلمات المنكسرة التي تبيّن مدى توسّله بكلّ ذلّ بين يدي خالقه تعالى..
ولكن الملفت للنظر انّ الامام عليه السلام يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يسمع دعاءه إذا دعاه، في حين انّنا نقرأ قوله تعالى ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))البقرة: 186..
اذن لابد من نكتة ينبغي الالتفات لها، وبقليل من التأمل الجاد نجد انّ الخلل واقعاً هو فينا نحن، فنحن بسبب أعمالنا وكثرة غفلاتنا وتمادينا في حبّ الدنيا أصبحنا مطرودين من قبل الله سبحانه وتعالى حتى وصل الأمر انّه لن يسمع منّا أي دعاء، لأنّه يعلم بسرائرنا وحقيقة قلوبنا..
أو انّنا ندعو ولكن أعمالنا تخالف حقيقة الدعاء ومن غير ترك لتلك الأعمال والأفعال ولا حتى التوبة والاستغفار منها، وفي هذه الحال بالتأكيد نحن من قد عملنا حاجزاً قد منع من وصول صوتنا لخالقنا سبحانه وتعالى..
نستحصل مما سبق انّ سماع دعاءنا منوط بحالنا نحن، فنحن من عليه تصحيح مساره ليصل دعاءنا اليه تعالى، وإلاّ فانّ الله سبحانه وتعالى أقرب الينا من حبل الوريد..
نسأل الله تعالى أن نكون ممّن يدعو فيُسمع دعاؤه...
تعليق