بسم الله الرحمن الرحيم
امر يحز في النفس ويؤلم كل غيور , هو ما نسمعه من شخصيات من كلا الطرفين تتكلم باسم المسلمين وهمها تفريق المسلمين مع مافيه من ضعف لكيان الاسلام برمته .
كان امير المؤمنين الخليفة الشرعي بنصوص القرآن والسنة الشريفة ولكنه سالم ما سلمت امور المسلمين العامة ولم يرد ان يحدث فتنة داخلية يكون الضرر منها على الاسلام كبيرا وان كان هو صاحب الحق فيها.
كثيرا ما نقرء ونسمع- وبالادلة- ان الشيعة يكفرون السنة.!! وقد ضجت المواقع من ذلك فضلا عن الفضائيات وغيرها , فهل حقا ما يقال؟
وللجواب على ذلك نقول:
ان البعض يأخذ روايات من كتب الشيعة او بعض الاقوال من هنا وهناك والتي لا تتبنى الرأي الفقهي والعقائدي الحقيقي للشيعة, وذلك كون العلماء الذين وصلوا الى الاجتهاد واستنباط الحكم الشرعي , يجمعون هذه الادلة من القرآن الكريم والسنة والاجماع والعقل ليدققون ويقابلون وينظرون لسند الحديث ومتنه ودلالته وما يعارضة من احاديث اخرى او قواعد عامة وما الى ذلك فينتج عنده الرأي الصائب والقول الصحيح حسب ما يراه فيسقط بهذا الرأي الكثير من الروايات وغيرها من اقوال , فيكون هذا الرأي هو الرأي الذي يمثله ومن يتبعه ويقلده واذا اتفق الجميع فهذا يعني ان هذا الرأي يكون هو رأي الشيعة .
وقد جرت السيرة عند العلماء ان يجمعوا هذه الآراء في تأليف يطلق عليه (الرسالة العملية) وهو يطرح هذه النتائج من الادلة من عبادات ومعاملات بترتب مبوب يسهل للمكلفين الرجوع اليه ويكون هذا الكتاب مرجعا للتطبيق العملي لعامة الناس التي تقلد هذا المجتهد او المرجع.
وقد ذكر العلماء في ابواب متفرقة ان او (الفرق الاسلامية ) او(اهل السنة) او (المخالفين) انهم من المسلمين واخرجوا طوائف عن الاسلام منهم الغلاة بأهل البيت عليهم السلام ومنهم النواصب وهم الذين ينصبون العداء لأهل البيت, ومن احب ان يراجع فاليراجع ذلك في باب النجاسات نجاست الكافر .
وكذلك لم يجيزوا زواج المسلمة من الكافر ولكن يجيزون ذلك مع اهل السنة , ومن احب ان يراجع يجد ذلك في الباب المختص بأحكام الزواج.
وكذلك يحرمون ذبيحة الكافر ولاكنهم لا يحرمون ذبيحة اهل السنة وجعلون بلدانهم بلدان المسلمين التي تختلف احكام ما في اسواقها عن اسواق البلدان الكافرة, وللاطلاع يراجع باب الذباحة.
واذا اردت ان اذكر الفتاوى في ذلك لكل المراجع الكرام فهذا يحتاج الى كتاب وليس مقالة ولكني اختم الموضوع ببعض الايضاحات
ذكرت ان المراجع الكرام كتبوا رسائلهم العملية فطائفة منهم سماها (منهاج الصالحين) ممكن ان يبحث على هذا الاسم فيجد مجموعة من الرسائل العملية والتي تعطي الباحث تصور واضح لما ذكرناه
الامر الاخر ذكر نموذج يعطي صورة معاكسة لما يفتري هؤلاء على الشيعة بوعي او لا وعي بل امر هو اكثر مما بيناه وهو اننا احيانا نأكل ذبيحة السني ولا نأكل ذبيحة الشيعي مع مماثلة الذبح:
فتوى السيد الخوئي في صراط النجاة:
السؤال: إذا كان الذابح مخالفا وهو لا يعتقد بشرط الاستقبال الذي هو شرط أساسي عندنا فذبح بلا استقبال للمنحر ولا للمقاديم ، فهل يجوز لنا أكل تلك الذبيحة ؟ وماذا عن التسمية ؟ .
الخوئي : التسمية معتبرة عندهم فإن علم بعدم التسمية منهم خارجا في ذبيحته لم يجز أكلها وإن لم يعلم جاز أكلها ، وإن علم بعدم الاستقبال ( لو لم يستقبل القبلة ) وأما إذا لم يكن الذابح مسلما فلا يجوز أكلها
السؤال:أجبتم في استفتاء سابق أن ذبيحة المخالف الذي لا يستقبل القبلة حلال ، ولا مانع من أكله مع توفر بقية الشروط ، فما هو فعلكم الخاص هل تأكلون أم تتركون ؟
الخوئي : فعلنا الخاص نأكله وهو حلال ...
تعليق