شخصية المراة المؤمنة بين الامس واليوم
--------------------------------------------------------------------------------
اللهم صل على محمد وال محمد
المتتبع لمسيرة الركب الحسيني منذ خروجه من المدينة المنورة مرورا بمكة المكرمة ثم النزول بكربلاء حيث مصارع الكرام وسبي الحريم والأطفال وسوقهم إلى مجلس ابن زياد في الكوفة ثم ترحيلهم إلى الشام وإدخالهم في مجلس يزيد بتلك الحالة المأساوية ثم رجوعهم يوم الأربعين إلى كربلاء إلى وصولهم إلى المدينة المنورة يكتشف أن للعنصر النسائي في جميع مراحل هذه المسيرة المباركة دور رئيسي ملحوظ. دور لم يكن اعتباطيا أو مصادفة إنما كان مرسوما ومخططا له بشكل دقيق وعناية تامة.
فالسيده زينب وأم البنين وبقية بنات البيت الهاشمي وأمهات أنصار الحسين وزوجاتهم كزوجة زهير وام وهب وطوعه وغيرهن قمن بأدوار رئيسيه في تلك المسيرة الجهادية تفوقن في كثير من جوانبها على دور الرجال.
ولو تأملنا - مثلا - في الدور الذي قامت به المرأة الواعية «طوعه» في حادثة مقتل مسلم بن عقيل لأكتشفنا مقدار العطاء التضحوي الكبير الذي قدمته المرأة آنذاك للثورة الحسينية. فبرغم إن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد والحسين لم يقتل والمكان ليس كربلاء والمطلوب مسلم بن عقيل، و«طوعه» مجرد امرأة من عامة الناس، إلا أنها تجاوزت بكل وعي وإدراك وشجاعة جميع العقبات التي كان يمكن من خلالها إن تتنصل من هذا الدور وتكون معذورة في ذلك، فقد تجاوزت عقبة العرف الاجتماعي الذي يرى في وقوف الرجل الغريب أمام باب منزل ما عملا منكرا فكيف بمن تُدخل ذلك الغريب الى دارها، وتجاوزت العرف السياسي الذي يعتبر إن التستر على أعداء النظام أو إيوائهم من اكبر الجرائم وأشدها عقوبة، وأكثر من ذلك ربما يقال إنها تجاوزت حتى العرف الديني بإدخالها ذلك الأجنبي إلى منزلها وبدون محرم - حسب الرواية -.
إن هذه المواقف «النسائية» الرائعة بقدر ماهي مشرفه للمرأة بشكل عام وللمرأة المؤمنة بشكل خاص، إلا إن ذلك مدعاة لأن نتوقف عندها كثيرا ونتسائل!!
• هل يتناسب وضع المرأة المسلمة «المعاصرة» مع وضعها قبل أربعة عشر قرنا؟؟
• وهل تفاعل فتاة اليوم اجتماعيا وسياسيا ودينيا كما كانت عليه الفتاة في العصر الإسلامي الأول؟؟
• وهل شخصية المرأة واستقلاليتها في زماننا كما كانت عليه في ذلك الزمان؟؟
بالطبع سيكون الجواب لا... وسنصاب باليأس والإحباط إذا ما قارنا بين الحالتين!!
وعندما نتحدث عن دور المرأة في نهضة الحسين وفكره وثقافته فلأنه المثال الأكثر وضوحا والذي نتعاطى معه بشكل متكرر وشبه يومي!! ولأنه يمكن للمرأة من خلال نهج الحسين وثورته إن تستمد بعض الشرعية التي تمكنها من التحرر من كثير من القيود التي قيدها بها المجتمع «الذكوري»!.
أننا بسبب الاعراف الاجتماعية تارة وبدعوى العفة تارة أخرى وباسم الدين والتدين «المتنطع» حرمنا مجتمعاتنا من أمثال تلك النماذج النسائية الرائعة.. فأصبح صوت المرأة أو اسمها عند البعض عوره وخروجها منكر وعملها اختلاط محرم ونشاطها الاجتماعي فساد ألى غير ذلك من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان.
وحيث أننا اليوم جزء من العالم «المُعولم» الذي تقاربت مسافاته فأصبح كقرية صغيره فإن تغييرات كثيرة قادمة إلينا شئنا أم أبينا، بشكل قسري أو عفوي، سريعة او بطيئة، لكنها قادمة لا محالة وستجتاح كل الأعراف والمفاهيم والعادات والتقاليد وقد بدأت ملامحها تظهر على كثير من جوانب حياتنا الاجتماعية. والمرأة ليست بمعزل عن هذا الاجتياح فقد لمسنا تأثيرها السلبي والايجابي على قطاع لا يُستهان به من مجتمعها.
وإنني لأعجب كيف أننا قبلنا «مُرغمين» بكثير من العادات والتقاليد التي اقتحمت مجتمعاتنا «النسائية» وغير النسائية بتأثير من وسائل الإعلام المختلفة والتي تتنافى مع قيمنا وتقاليدنا. في الوقت الذي نتجاهل فيه أحداثا كثيرة في تراثنا ألاسلامي يمكن من خلالها «إستلال» المسوغ الشرعي لكثير من العقبات التي تقف في طريق تحرر المرأة.
فمن خلال خطب الزهراء وزينب في مجالس حضرها البر والفاجر من الرجال يمكننا إن نقول ما المانع في هذه الأيام إن تشارك المرأة مثلا في المجالس الحسينية العامة بحجابها الشرعي وما المانع إن يستمع الرجال إلى خطبة السيدة الزهراء او السيدة زينب بصوت نسائي «شجي» أليس في ذلك أكثر مصداقية وابلغ تأثيرا من صوت الرجل. وما المانع من خلال ما استفدناه من قصة «طوعه» إن يكون للمرأة شخصية مستلقة تتعامل مع الحدث حسب ما يمليه عليها التكليف الشرعي بعيدا عن تسلط الرجل واعتباراته.
ولو تتبعنا كثيرا من الاحداث في تراثنا الاسلامي وخصوصا في حركة نهضة الحسين لوجدنا العديد من النماذج التي يمكن للمرأة إن تستفيد منها للانطلاق في هذه الحياة مطمئنة البال رافعة الرأس لا تخشى في الله لومة لائم.
إن مقتضيات المرحلة المقبلة تحتم علينا إعادة النظر في الكثير من المفاهيم التي فرضتها ظروف وأحداث معينه على المرأة في حقبة طواها التاريخ ونحن اليوم امام طوفان لا يرحم.. فهل نستسلم له؟؟ ام نستعد له؟؟
فالسيده زينب وأم البنين وبقية بنات البيت الهاشمي وأمهات أنصار الحسين وزوجاتهم كزوجة زهير وام وهب وطوعه وغيرهن قمن بأدوار رئيسيه في تلك المسيرة الجهادية تفوقن في كثير من جوانبها على دور الرجال.
ولو تأملنا - مثلا - في الدور الذي قامت به المرأة الواعية «طوعه» في حادثة مقتل مسلم بن عقيل لأكتشفنا مقدار العطاء التضحوي الكبير الذي قدمته المرأة آنذاك للثورة الحسينية. فبرغم إن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد والحسين لم يقتل والمكان ليس كربلاء والمطلوب مسلم بن عقيل، و«طوعه» مجرد امرأة من عامة الناس، إلا أنها تجاوزت بكل وعي وإدراك وشجاعة جميع العقبات التي كان يمكن من خلالها إن تتنصل من هذا الدور وتكون معذورة في ذلك، فقد تجاوزت عقبة العرف الاجتماعي الذي يرى في وقوف الرجل الغريب أمام باب منزل ما عملا منكرا فكيف بمن تُدخل ذلك الغريب الى دارها، وتجاوزت العرف السياسي الذي يعتبر إن التستر على أعداء النظام أو إيوائهم من اكبر الجرائم وأشدها عقوبة، وأكثر من ذلك ربما يقال إنها تجاوزت حتى العرف الديني بإدخالها ذلك الأجنبي إلى منزلها وبدون محرم - حسب الرواية -.
إن هذه المواقف «النسائية» الرائعة بقدر ماهي مشرفه للمرأة بشكل عام وللمرأة المؤمنة بشكل خاص، إلا إن ذلك مدعاة لأن نتوقف عندها كثيرا ونتسائل!!
• هل يتناسب وضع المرأة المسلمة «المعاصرة» مع وضعها قبل أربعة عشر قرنا؟؟
• وهل تفاعل فتاة اليوم اجتماعيا وسياسيا ودينيا كما كانت عليه الفتاة في العصر الإسلامي الأول؟؟
• وهل شخصية المرأة واستقلاليتها في زماننا كما كانت عليه في ذلك الزمان؟؟
بالطبع سيكون الجواب لا... وسنصاب باليأس والإحباط إذا ما قارنا بين الحالتين!!
وعندما نتحدث عن دور المرأة في نهضة الحسين وفكره وثقافته فلأنه المثال الأكثر وضوحا والذي نتعاطى معه بشكل متكرر وشبه يومي!! ولأنه يمكن للمرأة من خلال نهج الحسين وثورته إن تستمد بعض الشرعية التي تمكنها من التحرر من كثير من القيود التي قيدها بها المجتمع «الذكوري»!.
أننا بسبب الاعراف الاجتماعية تارة وبدعوى العفة تارة أخرى وباسم الدين والتدين «المتنطع» حرمنا مجتمعاتنا من أمثال تلك النماذج النسائية الرائعة.. فأصبح صوت المرأة أو اسمها عند البعض عوره وخروجها منكر وعملها اختلاط محرم ونشاطها الاجتماعي فساد ألى غير ذلك من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان.
وحيث أننا اليوم جزء من العالم «المُعولم» الذي تقاربت مسافاته فأصبح كقرية صغيره فإن تغييرات كثيرة قادمة إلينا شئنا أم أبينا، بشكل قسري أو عفوي، سريعة او بطيئة، لكنها قادمة لا محالة وستجتاح كل الأعراف والمفاهيم والعادات والتقاليد وقد بدأت ملامحها تظهر على كثير من جوانب حياتنا الاجتماعية. والمرأة ليست بمعزل عن هذا الاجتياح فقد لمسنا تأثيرها السلبي والايجابي على قطاع لا يُستهان به من مجتمعها.
وإنني لأعجب كيف أننا قبلنا «مُرغمين» بكثير من العادات والتقاليد التي اقتحمت مجتمعاتنا «النسائية» وغير النسائية بتأثير من وسائل الإعلام المختلفة والتي تتنافى مع قيمنا وتقاليدنا. في الوقت الذي نتجاهل فيه أحداثا كثيرة في تراثنا ألاسلامي يمكن من خلالها «إستلال» المسوغ الشرعي لكثير من العقبات التي تقف في طريق تحرر المرأة.
فمن خلال خطب الزهراء وزينب في مجالس حضرها البر والفاجر من الرجال يمكننا إن نقول ما المانع في هذه الأيام إن تشارك المرأة مثلا في المجالس الحسينية العامة بحجابها الشرعي وما المانع إن يستمع الرجال إلى خطبة السيدة الزهراء او السيدة زينب بصوت نسائي «شجي» أليس في ذلك أكثر مصداقية وابلغ تأثيرا من صوت الرجل. وما المانع من خلال ما استفدناه من قصة «طوعه» إن يكون للمرأة شخصية مستلقة تتعامل مع الحدث حسب ما يمليه عليها التكليف الشرعي بعيدا عن تسلط الرجل واعتباراته.
ولو تتبعنا كثيرا من الاحداث في تراثنا الاسلامي وخصوصا في حركة نهضة الحسين لوجدنا العديد من النماذج التي يمكن للمرأة إن تستفيد منها للانطلاق في هذه الحياة مطمئنة البال رافعة الرأس لا تخشى في الله لومة لائم.
إن مقتضيات المرحلة المقبلة تحتم علينا إعادة النظر في الكثير من المفاهيم التي فرضتها ظروف وأحداث معينه على المرأة في حقبة طواها التاريخ ونحن اليوم امام طوفان لا يرحم.. فهل نستسلم له؟؟ ام نستعد له؟؟
الامر لكم يا اصحاب العقول!!
ودمتم في امن الله وحفظه
تعليق