بسم الله الرحمن الورحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد
إن مما ميَّز به الله هذه الامة عن سائر الامم هو اتباعها لشريعة خير الخلق قاطبة صلى الله عليه و آله ، و جعل قاداتها صفوة خلقه و خيرة بريته و احبهم اليه ، فكان قادة تلك الامه هم اكمل الخلق و شرعتهم هي اكمل الشرائع و افضلها ، حتى تمنى كبار الانبياء لو انهم من هذه الامه !! ....
و ما كل هذا الإنعام على هذه الامه من قبل الله تعالى الا لوجود مَن مِن اجلهم خلق الله الخلق و بعث الانبياء ، و الدليل على ذلك قوله تعالى « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا » ، فذلك الدين الذي انزله الله و فرضه على العباد ما اُكمِل ،
و تلك النعمة التي لطالما انعم الله بها على خلقه ما تمَّت ،
و الاسلام الذي دان به جميع الانبياء ما ارتضاه الله ،
إلا بعد ان فرضت ولاية أمير المؤمنين و آل محمد عليهم السلام على العباد !! ... ،
ان الذي ميز شرع هذه الامه هو انه شرع كامل تام تماماً ، ليس فيه اي نقص ، و ما ذلك الا بفضل محمد و آل محمد نعمةً من الله عليهم ....
و اذا كانت تلك الامه بأجيالها الكثيرة المتعاقبه ، التي لم تر اغلبها رسول الله (ع) او احداً من آله ، و الذين رأوهم منهم ما تنعموا بملازمتهم طوال حياتهم و في كل خطوة منها ، منذ طفولتهم و حتى موتهم ، و مع ذلك شملتْ الجميع بركاتهم (ع) و احاطت الكل افضالهم ! ، فكيف بذلك الذي ولد من اصلاب ذلك البيت المقدس و ترعرع في احضان تلك الثلة العلياء ، و زقَّ من علومهم و تأدب بآدابهم و اقتدى بأخلاقهم التي ادبهم الله تعالى عليها ، و ورث شمائلهم و اكتسب عاداتهم و استضاء بأنوارهم ، و اكل من طعامهم و شرب من مائهم و نام في فرشهم التي هي مهبط الملائكة المقربين في كل يوم و محطة معراجهم ... حُضي عن قرب بهم ، و لم يزل كذلك طوال حياته ( على الرغم من قصرها ) حتى قضى عمره و هو في احضان احد هؤلاء الساده ،
حتى في قبره ، لم يرضوا له الا ان يدفن بجوارهم ! ، حتى في الجنان فهو معهم معهم في منازلهم و بيوتهم ! .
هكذا كانت نشئة علي الاكبر ... فالوالد( الحسين )
و الجد( علي بن ابي طالب )
و الجدة ( فاطمة الزهراء )
و الجد الأعظم ( محمد المصطفى ) صلى الله عليه و آله
و العم شقيق الوالد ( الحسن )
و الأخ ( علي بن الحسين السجاد )
هذه الاسماء المقدسه هي التي تسلسل منها علي الاكبر و نشئ بينها !!
كذلك فمن رفد علي الاكبر (ع) عمته الصديقة الصغرى الحوراء ( زينب )
و عمه سيد الصديقين و الشهداء ( العباس )
الصفات المحمديه تشعُّ في الأكبر :
و حديث الامام الحسين (ع) مشهور حين قال : (( اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا عليه ... )) (بحار الأنوار 43:45)
قد يكون من البديهي ان يرث الابن او الحفيد صفات آبائه الخَلقيه بحكم قوانين الوراثه ! ، لكن ما ميّز شبه علي الاكبر (ع) بجده رسول الله (ص) هو عدة امور :-
1- ان صفات رسول الله الخَلقيه و الخُلقيه هي صفات مقدسه كحاملها ، فلا يتشبه بها احد الا ان يكون اهلاً لذلك الشرف العظيم ، لذلك فإن شبه علي الأكبر (ع) برسول الله (ص) ليس من قبيل شبه اي حفيد بجده ، بل هو يختلف بإختلاف رسول الله (ص) عن بقية الاجداد و الآباء ! .
2- شبه علي الاكبر (ع) بجده رسول الله (ص) لم يكن شبهاً إعتيادياً ! ، بل كان شبهاً كبيراً جداً ، حتى قال الامام الحسين صلوات الله و سلامه عليه : « وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه » ! ، و في العاده يكون الشبه ببعض ملامح الوجه ، و من كلام الامام الحسين صلوات الله عليه يتضح ان علي الاكبر (ع) كان يشبه رسول الله (ص) في كل ملامحه ، و هذه فضيلة ليس بعدها فضيله و شرف ليس يدانيه شرف .
3- قد يكون الشبه في الخلقة و المنطق خاضعاً لقوانين الوراثه ، لكن الشبه بالأخلاق و الآداب ليس له علاقة بالوراثه و الماديات ، بل هو امر نابع من الروح ، و لا سيما ان علي الاكبر (ع) لم يحضَ برؤية جده النبي الأعظم صلى الله عليه و آله حتى يشاهده و يتعلم منه ، و هذا يدل ان شبه علي الاكبر برسول الله (ص) ليس كأي شبه ، بل هو نابع من علو منزلة الاكبر و كماله النفسي .
و اذا كان علي الاكبر (ع) اشبه الناس برسول الله (ص) خَلقاً فهذا يدلنا على جمال وجهه الأخّاذ و هو يشبه رسول الله (ص) أجمل خلق الله الذي يقول عنه الامام الباقر (ع) { لم يُر مثل نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) قبله ولا بعده } ( الكافي: 1 / 443 باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ح 14 )
و اذا كان عليه السلام اشبه الناس خُلقاً برسول الله (ص) فهذا يدلنا على عظيم اخلاقه و كريم صفاته ، حيث هو يشبه فيها مَن وصفه الله تعالى « و إنك لعلى خلق عظيم »
و اذا كان علي الاكبر يشبه جده في منطقه ، فهذا يدلنا على بلاغته صلوات الله عليه و فصاحة لسانه ، و هو يشبه في منطقه من قال « أنا أفصح العرب »
و هكذا تلألأت في علي الاكبر خصال البيت الذي ولد فيه و نشئ ، من خلق عظيم و جمال وسيم و منطق بليغ فصيح ... و لو لم تكن شهادة الامام الحسين (ع) له ان اشبه الناس برسول الله (ص) لكفانا انه ربيب بيت محمد و آل محمد (ص) ، كيف وقد شهد له الامام الحسين و وسمه بوسام قلما يناله انسان ، اشبه الناس بسيد الخلق صلى الله عليه و آله ...
صلى الله عليك يا علي الاكبر ، يا سيدي يابن رسول الله و رحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد و ال محمد
إن مما ميَّز به الله هذه الامة عن سائر الامم هو اتباعها لشريعة خير الخلق قاطبة صلى الله عليه و آله ، و جعل قاداتها صفوة خلقه و خيرة بريته و احبهم اليه ، فكان قادة تلك الامه هم اكمل الخلق و شرعتهم هي اكمل الشرائع و افضلها ، حتى تمنى كبار الانبياء لو انهم من هذه الامه !! ....
و ما كل هذا الإنعام على هذه الامه من قبل الله تعالى الا لوجود مَن مِن اجلهم خلق الله الخلق و بعث الانبياء ، و الدليل على ذلك قوله تعالى « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا » ، فذلك الدين الذي انزله الله و فرضه على العباد ما اُكمِل ،
و تلك النعمة التي لطالما انعم الله بها على خلقه ما تمَّت ،
و الاسلام الذي دان به جميع الانبياء ما ارتضاه الله ،
إلا بعد ان فرضت ولاية أمير المؤمنين و آل محمد عليهم السلام على العباد !! ... ،
ان الذي ميز شرع هذه الامه هو انه شرع كامل تام تماماً ، ليس فيه اي نقص ، و ما ذلك الا بفضل محمد و آل محمد نعمةً من الله عليهم ....
و اذا كانت تلك الامه بأجيالها الكثيرة المتعاقبه ، التي لم تر اغلبها رسول الله (ع) او احداً من آله ، و الذين رأوهم منهم ما تنعموا بملازمتهم طوال حياتهم و في كل خطوة منها ، منذ طفولتهم و حتى موتهم ، و مع ذلك شملتْ الجميع بركاتهم (ع) و احاطت الكل افضالهم ! ، فكيف بذلك الذي ولد من اصلاب ذلك البيت المقدس و ترعرع في احضان تلك الثلة العلياء ، و زقَّ من علومهم و تأدب بآدابهم و اقتدى بأخلاقهم التي ادبهم الله تعالى عليها ، و ورث شمائلهم و اكتسب عاداتهم و استضاء بأنوارهم ، و اكل من طعامهم و شرب من مائهم و نام في فرشهم التي هي مهبط الملائكة المقربين في كل يوم و محطة معراجهم ... حُضي عن قرب بهم ، و لم يزل كذلك طوال حياته ( على الرغم من قصرها ) حتى قضى عمره و هو في احضان احد هؤلاء الساده ،
حتى في قبره ، لم يرضوا له الا ان يدفن بجوارهم ! ، حتى في الجنان فهو معهم معهم في منازلهم و بيوتهم ! .
هكذا كانت نشئة علي الاكبر ... فالوالد( الحسين )
و الجد( علي بن ابي طالب )
و الجدة ( فاطمة الزهراء )
و الجد الأعظم ( محمد المصطفى ) صلى الله عليه و آله
و العم شقيق الوالد ( الحسن )
و الأخ ( علي بن الحسين السجاد )
هذه الاسماء المقدسه هي التي تسلسل منها علي الاكبر و نشئ بينها !!
كذلك فمن رفد علي الاكبر (ع) عمته الصديقة الصغرى الحوراء ( زينب )
و عمه سيد الصديقين و الشهداء ( العباس )
الصفات المحمديه تشعُّ في الأكبر :
و حديث الامام الحسين (ع) مشهور حين قال : (( اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا عليه ... )) (بحار الأنوار 43:45)
قد يكون من البديهي ان يرث الابن او الحفيد صفات آبائه الخَلقيه بحكم قوانين الوراثه ! ، لكن ما ميّز شبه علي الاكبر (ع) بجده رسول الله (ص) هو عدة امور :-
1- ان صفات رسول الله الخَلقيه و الخُلقيه هي صفات مقدسه كحاملها ، فلا يتشبه بها احد الا ان يكون اهلاً لذلك الشرف العظيم ، لذلك فإن شبه علي الأكبر (ع) برسول الله (ص) ليس من قبيل شبه اي حفيد بجده ، بل هو يختلف بإختلاف رسول الله (ص) عن بقية الاجداد و الآباء ! .
2- شبه علي الاكبر (ع) بجده رسول الله (ص) لم يكن شبهاً إعتيادياً ! ، بل كان شبهاً كبيراً جداً ، حتى قال الامام الحسين صلوات الله و سلامه عليه : « وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه » ! ، و في العاده يكون الشبه ببعض ملامح الوجه ، و من كلام الامام الحسين صلوات الله عليه يتضح ان علي الاكبر (ع) كان يشبه رسول الله (ص) في كل ملامحه ، و هذه فضيلة ليس بعدها فضيله و شرف ليس يدانيه شرف .
3- قد يكون الشبه في الخلقة و المنطق خاضعاً لقوانين الوراثه ، لكن الشبه بالأخلاق و الآداب ليس له علاقة بالوراثه و الماديات ، بل هو امر نابع من الروح ، و لا سيما ان علي الاكبر (ع) لم يحضَ برؤية جده النبي الأعظم صلى الله عليه و آله حتى يشاهده و يتعلم منه ، و هذا يدل ان شبه علي الاكبر برسول الله (ص) ليس كأي شبه ، بل هو نابع من علو منزلة الاكبر و كماله النفسي .
و اذا كان علي الاكبر (ع) اشبه الناس برسول الله (ص) خَلقاً فهذا يدلنا على جمال وجهه الأخّاذ و هو يشبه رسول الله (ص) أجمل خلق الله الذي يقول عنه الامام الباقر (ع) { لم يُر مثل نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) قبله ولا بعده } ( الكافي: 1 / 443 باب مولد النبي (صلى الله عليه وآله) ح 14 )
و اذا كان عليه السلام اشبه الناس خُلقاً برسول الله (ص) فهذا يدلنا على عظيم اخلاقه و كريم صفاته ، حيث هو يشبه فيها مَن وصفه الله تعالى « و إنك لعلى خلق عظيم »
و اذا كان علي الاكبر يشبه جده في منطقه ، فهذا يدلنا على بلاغته صلوات الله عليه و فصاحة لسانه ، و هو يشبه في منطقه من قال « أنا أفصح العرب »
و هكذا تلألأت في علي الاكبر خصال البيت الذي ولد فيه و نشئ ، من خلق عظيم و جمال وسيم و منطق بليغ فصيح ... و لو لم تكن شهادة الامام الحسين (ع) له ان اشبه الناس برسول الله (ص) لكفانا انه ربيب بيت محمد و آل محمد (ص) ، كيف وقد شهد له الامام الحسين و وسمه بوسام قلما يناله انسان ، اشبه الناس بسيد الخلق صلى الله عليه و آله ...
صلى الله عليك يا علي الاكبر ، يا سيدي يابن رسول الله و رحمة الله و بركاته
تعليق