أحببت ان أنقل لكم احبتي في الله في ليلة مولد الحجة المنتظر(عج) ولي أمرنا والأب الحنون على رعيته
قصة تحمل حكمة ومواعظ لو تأملنا فيها ولو لحظات..
تبين لنا ان امامنا حاضر ويرى أعمالنا ولايحجبه عنا شيء خاصة اذا كانت اعمالنا خالصة لوجه الله وفيها خدمة للدين والمذهب وخالية من التعصب والرياء..
تاريخ هذه القصة يعود الى عهد النظام الملكي البائد في ايران.....
وكان مسرحها مدينة شيراز الايرانية....
حيث كان احد السادة الكويتيين المؤمنين يدرس في جامعتها التي كانت تسمى جامعة (بهلوي)...
وفي تلك الايام كان النظام قد اطلق يد الجمعيات التبشيرية للعمل، فكانت تستغل حاجات العوائل الفقيرة للمساعدات الطبية والمالية لدعوتهم خاصة الشباب الى المسيحية المحرفة، وقد نجحت في هذا المسعى بعض الشيء خاصة في ظل المضايقات التي كان يفرضها النظام على التبليغ الاسلامي، هذا الامر اثار غيرة السيد الكويتي الشاب، فاندفع الى استثمار ما لديه من اموال حباه الله عز وجل بها، لمساعدة هؤلاء الشباب وتعريفهم بخطط الجمعيات التبشيرية وارجاعهم الى الاسلام ثانية، وكان يضطر من اجل ذلك الى الذهاب الى الكنيسة للالتقاء بهؤلاء الشباب والعوائل الفقيرة لان مسؤولي تلك الجمعيات التبشيرية كانوا يشترطون عليهم القدوم الى الكنيسة لتقديم المساعدات لهم.
وعلى أي حال فقد تضايق اولئك المبشرون من نشاط هذا الشاب المؤمن وعرقلته لجهودهم التنصرية فدبروا له حادثا مفتعلاً في محل بالقرب من الكنيسة اصيبت فيه رجله اليمنى بكسور في الاصابع الى المستشفى الذي كان يديره المبشرون، وهناك تم تزريق ركبة رجله اليسرى التي لم تكن مصابة بدواء مماثل لما تم تزريقه في ركبة رجله المصابة ثم تم تجبير رجله اليمنى والآلام تشتد به باستمرار، وبعد ساعات اسودت رجلي الفتى، وحينئذ جاء قس من الجمعية التبشيرية ومعه حلويات فقدمها له وقال: الا تظن يا ولدي ان ما اصابك هو عتاب من السيد الابن المسيح على تخريبك لعقول الناس وحجبهم عن الهداية؟
يقول هذا السيد الشاب في تلك اللحظة جرى على لساني ودون تفكير مسبق ان اقول للقس: سأتوسل الى الله بأمامي الذي سيصلي المسيح عليه السلام خلفه وسيشفيني الله ببركته، اجاب القس ببرود: افعل ان استطعت ثم علت وجهه ابتسامة صفراء، ثم اعطوا السيد الكويتي بعض المضادات الحيوية وقالوا له اذهب الى البيت وستعافى لكنه وجد بعد يومين انه قد فقد بالكامل القدرة على تحريك رجليه، فاتصل هاتفياً بالشيخ المحلاتي واخبره بحاله وما جرى له فاتاه الشيخ ومعه طبيب حاذق من اصدقائه فلما فحصه قال: ان رجليك قد تعفنتا ولابد من قطعهما فوراً فأي تأخير يؤدي الى وصول الالتهاب الى الكبد فيقتلك.
وعندما ذهب اصدقاء الشاب الى المستشفى لسؤال الطبيب الذي عالجه عن ماهية الدواء الذي تم تزريقه له وجدوه قد سافر الى لندن هرباً من المساءلة فعلموا انه قد استخدم لاتلاف رجلي الشاب عمداً.
ثم قرروا ارسال هذا السيد الشاب الى طهران بالطائرة لاكمال المعالجة، وفي ليلة ارساله حمله اصدقاؤه لزيارة مرقد احد احفاد الامام زين العابدين عليه السلام في اطراف شيراز، فطلب السيد من خادم المرقد ان يقضي ليلته في المرقد المقدس للدعاء والعبادة عسى ان يشفيه الله تعالى فاشفق الخادم عليه وسمح له بذلك الا انه اخبره انه مضطر لا قفال باب المرقد عليه قبل ان يذهب الى منزله ولن يأتي قبل صلاة الفجر، فوافق الشاب واقفل الخادم الباب وذهب.
اخذ الشاب يتوسل الى الله عز وجل ويدعوه مستشفعاً بامام زمانه المهدي المنتظر ارواحنا فداه كان الالم يعتصره والدموع تجري من مقلتيه وهو يخاطب مولاه متوسلاً به الى الله فيما كانت صورة القس الذي سخر من كلامه تمر على مخيلته بين الحين والآخر.
ومع حلول الفجر وجد نفسه فجأة وهو مستمر في الدعاء والبكاء وقد وقف امامه رجل مهيب ذي طلعة نيرة لم يستطع ان ينظر اليها سوى نظرة خاطفة لشدة هيبتها، فاطرق برأسه الى الارض محدقاً في قدمي هذا السيد الجليل الذي قال له بطمأنينة وسكينة:-
قم يا ولدي.
اجاب الشاب الكويتي وهو ذاهل عن ان الرجل يكلمه بالعربية وهو في بلاد فارس، اجاب: لا استطيع القيام يا سيدي فرجلاي مصابتان.
فقال السيد: نحن نقول قم فقم!
وهنا نظر الشاب الى قدميه فرأى سوادهما قد زال وزال عنهما الالم وعادتا الى ما كانت عليه وافضل فقام فرحاً ليشكر السيد، لكنه لم يرَ احداً بل سمع صوت خادم المرقد الذي جاء لكي يفتح الباب للزائرين وهو يصرخ: يا ناس ألم تروا ما رأيت؟ ألم تروه.
قالوا: من هو؟ ما بك يا رجل وعم تتحدث؟
وقال: والله اني رأيت شبحاً من نور يعبر من هنا ويخرج من الروضة؟ تعجب الزائرون من قوله ولم يصدقوه لاول وهلة لانهم لم يروا ما رآه، ولكنهم صدقوا عندما دخلوا المرقد، ورأوا الشاب الكويتي قائماً على رجليه اللتين لم يعد فيهما أي اثر للاصابة او للتسميم!
وفي يوم الاحد من الاسبوع نفسه ذهب الشاب الى الكنيسة نفسها وكان القس الذي سخر من كلامه من قبل يلقي خطبته فلما رأوه سالماً سادهم الوجوم والتعجب اما الشاب فقد خاطب القس قائلاً: لقد عافاني الله ببركة التوسل اليه بالامام الذي سيصلي المسيح خلفه!!!!.
هذا هو قلب امامنا الحجة قلب ينبض بحب شيعته
ومواليه مثلما قلوبنا تنبض بحبه
وفي الختام دعائي لكم ان يرزقكم الله
رؤية حبيب القلوب
مولانا الحجة المنتظر
تعليق