بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابه الكريم ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ))البقرة: 250..
يعلّمنا الله سبحانه وتعالى في بعض آياته الكريمة كيف نسأله وكيف ندعوه، وهنا في الآية الكريمة أعلاه يعلّمنا كيف نطلب منه عندما نواجه العدو وخاصة إذا كان ذلك العدو غاشماً ليس له دين أو عقيدة، فهذا العدو يعتبر كلّ من يختلف معه حتى في الرأي يجب قتله، فنهجه نهج شيطاني بحت وأيادي مجرمة..
وهنا في هذه الآية الكريمة هناك ثلاثة أمور ينبغي طلبها من الله سبحانه وتعالى عند التوجّه لساحات القتال حتى يتمّم الله تعالى نصره على عباده، أولها الصبر وثانيها ثبات الأقدام وثالثها النصر..
فالصبر أمر نفسي يجب أن يتحلّى به المقاتل في سبيل الله تعالى، فمن دونه لا يمكن الصمود أمام العدو، فالعدو له من الأساليب الوحشية والحيل الشيطانية التي لابد أن يصبر عليها المؤمن حتى يصل الى مبتغاه ليعلو الحق..
اذن يعلّمنا الله سبحانه وتعالى أن نستعينه بطلب الصبر منه حتى ننتصر على أعدائه تعالى وأعدائنا لتصبح الأرض خالصة لعباده المؤمنين، وهذا ما علّمه نبيّ الله موسى عليه السلام لقومه كما جاء في قول الله تعالى ((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))الأعراف: 128..
ونحن على يقين بأنّ الله سبحانه وتعالى يرى الأمور وما يجري في البلاد الاسلامية وهي بعينه وبحراسته، ولكن يريد منّا أن نتوجّه اليه بقلوب صادقة وعقيدة خالصة ليكون لنا العون والمدد الحقيقي ((فمن كان مع الله كان الله معه))..
وبعد أن يتحقّق الصبر ويتمكّن من القلب يأتي الأمر الثاني وهو ثبات الأقدام وهو لا يقلّ أهمية عن الأول، إذ لابد من توفّر الشجاعة والعزيمة على الثبات للعدو، فالعدو لا عقيدة ولا دين له وبمجرد أن يرى ثباتاً سيشعر بالرعب والخوف ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ))الأنفال: 60، وهذا ما ينبغي أن نطلبه منه تعالى إذ لا مدد مثل مدد الله تعالى على عباده إذ قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))الأنفال: 45، وقال تعالى ((إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ))الأنفال: 12..
الأمر الثالث هو الغاية المطلوبة وهو الهدف المنشود من الجهاد ضد الأعداء ألا وهو النصر، وليس أي نصر بل النصر على أعداء الله تعالى الكافرين، أولئك الشراذمة المتخلّفين الذين يريدون أن يعودوا بالعالم الى العصر الجاهلي المتخلّف، أو بالأحرى يريدون من العالم الإسلامي أن ينسلخ عن دينه ويعود جاهلياً عابداً للأهواء والشهوات ليس لله وجود في قلوبهم..
فلنطلب من الله سبحانه وتعالى (كما علّمنا) الصبر وتثبيت الأقدام والنصر على الأعداء، حتى ينظر الينا الله سبحانه وتعالى بعين رحيمة لتتحقّق الهزيمة بأعدائه وعلى أيدي عباده الموالين لأهل البيت عليهم السلام، ولا عجب إذا ما أنزل الله تعالى ملائكته لتقاتل مع المؤمنين ضد أهل الباطل إذا ما رأى الله تعالى إستغاثتنا الحقيقية به وحده، إذ يقول تعالى ((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ))الأنفال: 9، فمن يثبت على الحق ويستقيم لله تعالى فهو ناصره ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ))فصلت : 30...
أمن يجيب المضطّر إذا دعاه ويكشف السوء، اللّهم اكشف عنّا السوء والمكروه المحدق بنا وابعد عنّا أعداءك وأعداءنا واجعل كيدهم في نحرهم واجعل بأسهم بينهم وسلّم بلادنا وبلاد المسلمين من شرّهم وطهّرها منهم وكلّ من يميل اليهم آمين ربّ العالمين...
أمن يجيب المضطّر إذا دعاه ويكشف السوء، اللّهم اكشف عنّا السوء والمكروه المحدق بنا وابعد عنّا أعداءك وأعداءنا واجعل كيدهم في نحرهم واجعل بأسهم بينهم وسلّم بلادنا وبلاد المسلمين من شرّهم وطهّرها منهم وكلّ من يميل اليهم آمين ربّ العالمين...
تعليق