السيد العميدي :
لا ينبغي للمؤمن أن يهن أو يضعف
أو يقلّ صبره في هذه الظروف ،
أرواحنا ودماؤنا نرخصها في سبيل
الحفاظ على مقدساتنا ..
خلال حفل افتتاح مهرجان الأمان الثقافي السنوي السادس ،
والذي تقيمه مؤسسة الإمام الصادق ( عليه السلام )
الثقافية في محافظة الديوانية بالتعاون مع العتبات المقدسة
في العراق ( العلوية والحسينية والكاظمية والعباسية )
وكانت هناك كلمة لعتبات كربلاء المقدسة
ألقاها سماحة السيد محمد حسين العميدي ،
والتي بيّن فيها بعد تقديم التهاني والتبريكات للحاضرين
ولمحبّي وأتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) بذكرى ولادة
منقذ البشرية صاحب العصر والزمان ( عجّل الله فرجه الشريف )
والدعاء للعراق وأهله بالخلاص من هذه الغمّة والأزمة التي ألمّت به :
" أنّه قد يستغرب البعض من إقامة المهرجان
في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد ،
والتي نخوض فيها جميعاً إعلامياً وعسكرياً وسياسياً قتالاً مريراً ،
مع المجرمين من الإرهابيين في مناطق عديدة من هذا البلد المبارك ،
وكما تعلمون أنّ لنا إخوة يتعرّضون هنا وهناك الى مآسي
وحربٍ شرسة من قبل من تلبّس بالإجرام ،
ممّن عُرِفوا بأن لا دين لهم ولا ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية ،
في خضمّ هذه الأجواء نقيم احتفالاً في مدينة الديوانية
بمولد الإمام الحجّة ( عجّل الله فرجه ) " .
مُتسائلاً : " هل يُعتبر هذا أمراً غريباً أنّنا نحتفل وهناك
من يُقاسي ويُعاني في هذا البلد ؟
أقول : لا غرابة في ذلك ولا تنافي فإنّما احتفالنا هو اجتماع
للدعاء وإظهار الولاء بالارتباط بأهل البيت ( عليهم السلام ) ،
الذين من أجلهم يتمّ الاعتداء على أتباعهم ومحبّيهم ،
ولأنّنا نُعلن الولاء لهم جهاراً وإعلاناً فهذه المهرجانات هي بصيص
أملٍ وإشعاع بأنّنا مرتبطون ومتمسّكون براعٍ عظيم وقائدٍ هُمام
هو الإمام صاحب العصر والزمان ( عجّل الله فرجه ) ،
فلا ينبغي للمؤمن أن يهن أو يضعف أو يقلّ صبره
وعزيمته في هذه الظروف " .
مُضيفاً : " المهرجان هو إعلان عن الارتباط بالإمام المهدي
( عجّل الله فرجه ) وتأكيد على ولائنا له ولأهل بيته ،
فهو إشعارٌ منا وجهد بأنّنا لن نتخلّى عن ولائنا وارتباطنا
المصيري بأهل البيت ( سلام الله عليهم ) ،
مهما عملوا وفعلوا بنا من تهجيرٍ وقتلٍ وذبحٍ .
فإنّنا إن شاء الله تعالى وباستشعارنا برعاية الإمام ( عجّل الله فرجه ) صامدون وثابتون ومستقرّون ومطمئنون بولائنا لهذا البلد ،
ونفديه بأرواحنا ودمائنا ،
ونرخصها في سبيل الحفاظ على مقدساتنا " .
وأوضح العميدي : " ينبغي لهذا المهرجان أن يكون فيه بيان
وإعلان بأنّنا مستمرّون وباقون على هذا النهج
- نهجِ محمّدٍ وآلِ بيته الطاهرين - ،
لا يُزعزعنا ما يجري هنا وهناك ولن نتخلّى عن رسالة
الحقّ والدين مهما كانت الظروف والأحوال " .
واختتم العميدي كلمته قائلاً :
" إنّ عتبات العراق المقدسة تمدّ يد العون والمساندة لكلّ
من يُحيي ذكر أهل البيت ( عليهم السلام ) ،
ويعظّم شعائرهم في مهرجان أو مؤتمر أو أيّ نشاط ثقافي آخر ،
في هذه المدينة أو غيرها ،
في داخل العراق أو خارجه ،
فهذه العتبات المقدسة تحوّلت الى منارات الإشعاع لبثّ روح العزيمة
والهمّة في المؤمنين مادياً ومعنوياً لكي يُحيُوا أمر الله في الأرض ،
وهي لا تألو جهداً ولا تبخل بشيءٍ من أجل إحياء ذكرى أهل البيت ،
وتشدّ على أيادي القائمين بهذا المهرجان وللسنة
السادسة على التوالي ،
آملين من الله سبحانه وتعالى وببركة صاحب هذه الذكرى
أن يستمرّ هذا النشاط ويتوسّع ،
لأنّ استمراره وتواصله حاله حال أيّ مهرجان آخر هو شوكة
في عين المُخالفين والمُبغضين لأهل البيت ( عليهم السلام ) ،
وإنّ الحضور والمشاركة فيه هي من باب
( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا ) " .
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا