بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على مَن اياب الخلق اليهم و حسابهم عليهم ، العباد المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون محمد و آل محمد و رحمة الله و بركاته .
جائت هذه العباره (( و إياب الخلق اليكم و حسابهم عليكم )) في زيارة الجامعه المقدسه ، و حلى للبعض ان يطعن في الزياره بسبب هذه الفقره ، مدعياً انها تعارض القرآن الكريم الذي يقول ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) ! ، فالقرآن ينسب اياب الخلق و حسابهم الى الله بينما تنسب زيارة الجامعه ذلك الى الائمه (ع) !! .
و يُرد على هذا الإدّعاء بعدة امور :-
اولاً : لقد نسب القرآن الكريم قبض الأرواح تارةً إلى لملك الموكل بقبضها و تارةً اخرى نسبها الى الله تعالى ، ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) ، و قال تعالى في موضع آخر ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) ، ذلك لأن الملك و ان كان يتولى قبض الروح الا انه لا يباشر ذلك العمل الا بأمر الله ، و الامر ذاته بشأن حساب الخلق يوم القيامه ، و اهل البيت (ع) و ان كانوا سيَتَولَّون بأنفسهم حساب الخلق الا انهم لن يحكموا الا بحكم الله ! .
ثانياً : اذا لم يكن اهل البيت (ع) هم الذين سيباشرون الحساب يوم القيامه ، فمن هو الذي سيحاسب العباد في ذلك اليوم ؟! ، و يستحيل على الله ان يباشر الحساب بذاته المقدسه ، جلَّ الله عن ذلك و تعالى علوا كبيرا ، و بالتالي سوف يُبنسب الحساب يوم القيامه الى الملائكه تنزيهاً لذات الله من مباشرته ، و لاشكَّ ان اهل البيت (ع) أليق و اولى بحساب الخلق من الملائكه لاسباب لا تخفى ! .
ثالثاً : إن الآية القرآنيه ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) تتحدث بصيغة الجمع ، و لعلها تريد من ذلك الجمع إن اهل البيت (ع) هم المعنيين بهذه الآيه ! . و قد ورد عن الامام أبو الحسن الماضي عليه السلام في قوله تعالى : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) : « إن الله أعز وأمنع من أن يظلم ، وأن ينسب نفسه إلى ظلم ، و لكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته » . ( 1 ) .
رابعاً : قد ينسب الملك فعل وزرائه اليه ، لاسيما اذا كان ذلك الفعل بأمرٍ منه و سار وفقاً لإرادته ! ، فإن كان الوزير يمثل الملك و يؤدي الواجب طبقاً لما اراد ، فلا فرق في نسبة الفعل عندئذ الى الملك او وزرائه ، و هكذا كل حوادث الكون ، ففي النهايه كل شيء يحدث هو بإذن الله ، و كذلك حساب الخلق يوم القيامه ، فهو و ان سيجري بواسطة اهل البيت (ع) الا انه ككل شيء ينسب الى الله تعالى ، فضلاً عن كون اهل البيت (ع) هم يد الله و خلفائه ، و افعالهم تنسب الى الله اولاً لأن الحوادث كلها تنسب الى الله و لأنهم خلفاء الله و اوليائه ثانياً .
و في واقع الامر فإن اهل البيت صلوات الله عليهم ، سوف يحاسبون الخلق بأنفسهم فعلاً ، و سوف تخضع لهم يوم القيامه رقاب جميع الخلق ، فهذا الخلق كله لم يخلق اصلاً لولا محمد و آل محمد (ص) ... ! .
و كما دلت عليه الروايات الكثيره فإنهم يدخلون الجنة من يشاؤن و النار من يشاؤن ، ذلك لأن الله جعلهم محالاً لمشيئته ، فهم لا يشاؤن الا ما يشاء الله .
و الاهم من كل ذلك ، ان زيارة الجامعه لم تتفرد بهذا المعنى من كون اهل البيت هم المحاسِبين يوم القيامه ، بل وردت الكثير من الاخبار المتواتره بهذا المعنى ، و لو لم يكن سوى حديث ( علي قسيم النار و الجنه ) المتواتر لدى الفريقين لكفى به اثباتاً ان حساب اهل البيت للناس يوم القيامه امر محتم و مفروغ منه ، و مع وجود كم كبير من الروايات في هذا المعنى يصبح انكاره محض مكابرة لا جدوى منها ! .
و من بعض هذه الروايات :-
- روي في المانقب : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فيَّ نزلت هذه الآية : ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم )
( 2 ) .
- عن أبي عبدالله عليه السلام : « إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا ، وما كان لنا نهبه لهم ، ثم قرأ هذه الآية » ( 3 ) .
- عن جعفر بن محمد بن يوسف بإسناده عن صفوان قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : « إلينا إياب هذا الخلق ، وعلينا حسابهم » . ( 4 ) .
- روى البرسي في المشارق باسناده عن المفضل في قوله تعالى : ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) قال : « قال أبو عبدالله عليه السلام : من تراهم ؟ نحن والله هم ، إلينا يرجعون ، وعلينا يعرضون ، وعندنا يقضون ، وعن حبنا يسألون » . ( 5 ) .
- روى البرقي في كتاب الآيات عن أبي عبدالله عليه السلام « أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لاميرالمؤمنين عليه السلام : يا علي أنت ديان هذه الامة ، والمتولي حسابهم ، وأنت ركن الله الاعظم يوم القيامة ، ألا وإن المآب إليك ، والحساب عليك والصراط صراطك ، والميزان ميزانك ، والموقف موقفك » . ( 6 ) .
- عن جابر الجعفي المتقدّم عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار » ( 7 ) .
- عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « يا علي أنت نذير امتي وأنت ربيها وأنت صاحب حوضي وأنت ساقيه ، وأنت يا علي ذو قرنيها ، ولك كلا طرفيها ، و لك الآخرة و الاولى ، فأنت يوم القيامة الساقي ، والحسن الذآئد ، والحسين الامير ، وعلي ابن الحسين الفارط ، ومحمد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمد السائق ، وموسى بن جعفر المحصي للمحب والمنافق ، وعلي بن موسى مرتب المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة منازلهم ، وعلي بن محمد خطيب أهل الجنة والحسن بن علي جامعهم حيث يأذن الله لمن يشاء ويرضى [ والمهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله الا لمن يشاء ويرضى ] » . ( 8 ) .
- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « يا علي أنت صاحب الجنان وقاسم النيران ، ألا وإن مالكا ورضوان يأتياني غدا عن أمر الرحمان ، فيقولان لي : يا محمد هذه مفاتيح الجنة والنار هبة من الله إليك ، فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأدفعها إليك ، فمفاتيح الجنة والنار يومئذ بيدك تفعل بها ماتشاء » ( 9 ) .
- روي المفضل بن عمر قال : « قلت لابي عبدالله عليه السلام : إذا كان علي عليه السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا ؟ فقال : يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد ، ومالك ورضوان أمرهما إليه ، خذها يا مفضل فانها من مكنون العلم ومخزونه » . ( 10 ) .
- عن محمد بن حمران قال : « سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عز وجل: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ؟ فقال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة .قلت: وما براءة ؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده ( عليهم السلام ) . وينادي مناد: يا محمد يا علي: القيا في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن ابي طالب وولده (عليهم السلام) » ( 11 ) .
- عن امير المؤمنين (ع) قال : « أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي والمؤدي عمّن كان قبلي، لا يتقدمني أحد إلا أحمد (صلى الله عليه وآله)، وإني وإياه لعلى سبيل واحد، إلا أنه هو المدعو باسمه ، ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلاياوالوصاياوفصل الخطاب وإني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس » ( 12 ) .
- عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق، فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك، وعن يساره ملك، ينادي الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من يشاء، وينادي الذي عن يساره: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل النار من يشاء » ( 13 ) .
- ورد في اقبال الأعمال هذا الدعاء الذي يقرأ في ليلة الخامس عشر من شعبان :
« اللهم بحق ليلتنا هذه و مولودها ، و حجتك و موعدها ، التي قرنت الى فضلها فضلا ، فتمت كلمتك صدقا و عدلا ( الى ان يقول في وصف اهل البيت ) مدار الدهر و نواميس العصر و ولاة الأمر و المنزل عليهم ما ينزل في ليلة القدر و أصحاب الحشر و النشر ، و تراجمه وحيه و ولاة أمره و نهيه . اللهم فصل على خاتمهم و قائمهم ... » ( 14 ) .
و بعد كل تلك الروايات و غيرها لا يمكننا الا التسليم لها و الركون الى ما ورد فيها ، و الا عُدَّ ذلك رداً و تجاوزاً على ما ثبت عن اهل البيت (ع) و العياذ بالله !!
_________________________________
( 1 ) ( مناقب آل ابى طالب 3 : 404 ) .
( 2 ) ( مناقب آل أبى طالب 2 : 4 و 5 ) .
( 3 ) ( نفس المصدر السابق ) .
( 4 ) ( تفسير فرات : 207 و 208 ) .
( 5 ) ( بحار الانوار : 24 / ص 272 ) .
( 6 ) ( بحار الانوار : 24 / ص 272 ) .
( 7 ) ( الكافي : ج8 ص159 ح154 ) .
( 8 ) ( مشارق الأنوار: 43 و 244 ) .
( 9 ) ( مشارق الانوار : 245 ) .
( 10 ) ( مشارق الانوار : 245 ) .
( 11 ) ( بحار الانوار : 36 / ص 37 ) .
( 12 ) ( الكافي: ج1 ص197 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم أركان الأرض ح3 ) .
( 13 ) ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 7 - الصفحة 329 ) .
( 14 ) ( إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 329 ـ 31 ) .
و صلى الله على مَن اياب الخلق اليهم و حسابهم عليهم ، العباد المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون محمد و آل محمد و رحمة الله و بركاته .
جائت هذه العباره (( و إياب الخلق اليكم و حسابهم عليكم )) في زيارة الجامعه المقدسه ، و حلى للبعض ان يطعن في الزياره بسبب هذه الفقره ، مدعياً انها تعارض القرآن الكريم الذي يقول ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) ! ، فالقرآن ينسب اياب الخلق و حسابهم الى الله بينما تنسب زيارة الجامعه ذلك الى الائمه (ع) !! .
و يُرد على هذا الإدّعاء بعدة امور :-
اولاً : لقد نسب القرآن الكريم قبض الأرواح تارةً إلى لملك الموكل بقبضها و تارةً اخرى نسبها الى الله تعالى ، ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ) ، و قال تعالى في موضع آخر ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) ، ذلك لأن الملك و ان كان يتولى قبض الروح الا انه لا يباشر ذلك العمل الا بأمر الله ، و الامر ذاته بشأن حساب الخلق يوم القيامه ، و اهل البيت (ع) و ان كانوا سيَتَولَّون بأنفسهم حساب الخلق الا انهم لن يحكموا الا بحكم الله ! .
ثانياً : اذا لم يكن اهل البيت (ع) هم الذين سيباشرون الحساب يوم القيامه ، فمن هو الذي سيحاسب العباد في ذلك اليوم ؟! ، و يستحيل على الله ان يباشر الحساب بذاته المقدسه ، جلَّ الله عن ذلك و تعالى علوا كبيرا ، و بالتالي سوف يُبنسب الحساب يوم القيامه الى الملائكه تنزيهاً لذات الله من مباشرته ، و لاشكَّ ان اهل البيت (ع) أليق و اولى بحساب الخلق من الملائكه لاسباب لا تخفى ! .
ثالثاً : إن الآية القرآنيه ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) تتحدث بصيغة الجمع ، و لعلها تريد من ذلك الجمع إن اهل البيت (ع) هم المعنيين بهذه الآيه ! . و قد ورد عن الامام أبو الحسن الماضي عليه السلام في قوله تعالى : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) : « إن الله أعز وأمنع من أن يظلم ، وأن ينسب نفسه إلى ظلم ، و لكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه ، وولايتنا ولايته » . ( 1 ) .
رابعاً : قد ينسب الملك فعل وزرائه اليه ، لاسيما اذا كان ذلك الفعل بأمرٍ منه و سار وفقاً لإرادته ! ، فإن كان الوزير يمثل الملك و يؤدي الواجب طبقاً لما اراد ، فلا فرق في نسبة الفعل عندئذ الى الملك او وزرائه ، و هكذا كل حوادث الكون ، ففي النهايه كل شيء يحدث هو بإذن الله ، و كذلك حساب الخلق يوم القيامه ، فهو و ان سيجري بواسطة اهل البيت (ع) الا انه ككل شيء ينسب الى الله تعالى ، فضلاً عن كون اهل البيت (ع) هم يد الله و خلفائه ، و افعالهم تنسب الى الله اولاً لأن الحوادث كلها تنسب الى الله و لأنهم خلفاء الله و اوليائه ثانياً .
و في واقع الامر فإن اهل البيت صلوات الله عليهم ، سوف يحاسبون الخلق بأنفسهم فعلاً ، و سوف تخضع لهم يوم القيامه رقاب جميع الخلق ، فهذا الخلق كله لم يخلق اصلاً لولا محمد و آل محمد (ص) ... ! .
و كما دلت عليه الروايات الكثيره فإنهم يدخلون الجنة من يشاؤن و النار من يشاؤن ، ذلك لأن الله جعلهم محالاً لمشيئته ، فهم لا يشاؤن الا ما يشاء الله .
و الاهم من كل ذلك ، ان زيارة الجامعه لم تتفرد بهذا المعنى من كون اهل البيت هم المحاسِبين يوم القيامه ، بل وردت الكثير من الاخبار المتواتره بهذا المعنى ، و لو لم يكن سوى حديث ( علي قسيم النار و الجنه ) المتواتر لدى الفريقين لكفى به اثباتاً ان حساب اهل البيت للناس يوم القيامه امر محتم و مفروغ منه ، و مع وجود كم كبير من الروايات في هذا المعنى يصبح انكاره محض مكابرة لا جدوى منها ! .
و من بعض هذه الروايات :-
- روي في المانقب : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : فيَّ نزلت هذه الآية : ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم )
( 2 ) .
- عن أبي عبدالله عليه السلام : « إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا ، وما كان لنا نهبه لهم ، ثم قرأ هذه الآية » ( 3 ) .
- عن جعفر بن محمد بن يوسف بإسناده عن صفوان قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : « إلينا إياب هذا الخلق ، وعلينا حسابهم » . ( 4 ) .
- روى البرسي في المشارق باسناده عن المفضل في قوله تعالى : ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) قال : « قال أبو عبدالله عليه السلام : من تراهم ؟ نحن والله هم ، إلينا يرجعون ، وعلينا يعرضون ، وعندنا يقضون ، وعن حبنا يسألون » . ( 5 ) .
- روى البرقي في كتاب الآيات عن أبي عبدالله عليه السلام « أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لاميرالمؤمنين عليه السلام : يا علي أنت ديان هذه الامة ، والمتولي حسابهم ، وأنت ركن الله الاعظم يوم القيامة ، ألا وإن المآب إليك ، والحساب عليك والصراط صراطك ، والميزان ميزانك ، والموقف موقفك » . ( 6 ) .
- عن جابر الجعفي المتقدّم عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار » ( 7 ) .
- عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « يا علي أنت نذير امتي وأنت ربيها وأنت صاحب حوضي وأنت ساقيه ، وأنت يا علي ذو قرنيها ، ولك كلا طرفيها ، و لك الآخرة و الاولى ، فأنت يوم القيامة الساقي ، والحسن الذآئد ، والحسين الامير ، وعلي ابن الحسين الفارط ، ومحمد بن علي الناشر ، وجعفر بن محمد السائق ، وموسى بن جعفر المحصي للمحب والمنافق ، وعلي بن موسى مرتب المؤمنين ، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة منازلهم ، وعلي بن محمد خطيب أهل الجنة والحسن بن علي جامعهم حيث يأذن الله لمن يشاء ويرضى [ والمهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله الا لمن يشاء ويرضى ] » . ( 8 ) .
- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : « يا علي أنت صاحب الجنان وقاسم النيران ، ألا وإن مالكا ورضوان يأتياني غدا عن أمر الرحمان ، فيقولان لي : يا محمد هذه مفاتيح الجنة والنار هبة من الله إليك ، فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأدفعها إليك ، فمفاتيح الجنة والنار يومئذ بيدك تفعل بها ماتشاء » ( 9 ) .
- روي المفضل بن عمر قال : « قلت لابي عبدالله عليه السلام : إذا كان علي عليه السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا ؟ فقال : يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي عليه السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد ، ومالك ورضوان أمرهما إليه ، خذها يا مفضل فانها من مكنون العلم ومخزونه » . ( 10 ) .
- عن محمد بن حمران قال : « سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله عز وجل: أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ؟ فقال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما وآلهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة .قلت: وما براءة ؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ولده ( عليهم السلام ) . وينادي مناد: يا محمد يا علي: القيا في جهنم كل كفار بنبوتك عنيد لعلي بن ابي طالب وولده (عليهم السلام) » ( 11 ) .
- عن امير المؤمنين (ع) قال : « أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي والمؤدي عمّن كان قبلي، لا يتقدمني أحد إلا أحمد (صلى الله عليه وآله)، وإني وإياه لعلى سبيل واحد، إلا أنه هو المدعو باسمه ، ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلاياوالوصاياوفصل الخطاب وإني لصاحب الكرات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس » ( 12 ) .
- عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة بن مهران قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق، فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك، وعن يساره ملك، ينادي الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من يشاء، وينادي الذي عن يساره: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل النار من يشاء » ( 13 ) .
- ورد في اقبال الأعمال هذا الدعاء الذي يقرأ في ليلة الخامس عشر من شعبان :
« اللهم بحق ليلتنا هذه و مولودها ، و حجتك و موعدها ، التي قرنت الى فضلها فضلا ، فتمت كلمتك صدقا و عدلا ( الى ان يقول في وصف اهل البيت ) مدار الدهر و نواميس العصر و ولاة الأمر و المنزل عليهم ما ينزل في ليلة القدر و أصحاب الحشر و النشر ، و تراجمه وحيه و ولاة أمره و نهيه . اللهم فصل على خاتمهم و قائمهم ... » ( 14 ) .
و بعد كل تلك الروايات و غيرها لا يمكننا الا التسليم لها و الركون الى ما ورد فيها ، و الا عُدَّ ذلك رداً و تجاوزاً على ما ثبت عن اهل البيت (ع) و العياذ بالله !!
_________________________________
( 1 ) ( مناقب آل ابى طالب 3 : 404 ) .
( 2 ) ( مناقب آل أبى طالب 2 : 4 و 5 ) .
( 3 ) ( نفس المصدر السابق ) .
( 4 ) ( تفسير فرات : 207 و 208 ) .
( 5 ) ( بحار الانوار : 24 / ص 272 ) .
( 6 ) ( بحار الانوار : 24 / ص 272 ) .
( 7 ) ( الكافي : ج8 ص159 ح154 ) .
( 8 ) ( مشارق الأنوار: 43 و 244 ) .
( 9 ) ( مشارق الانوار : 245 ) .
( 10 ) ( مشارق الانوار : 245 ) .
( 11 ) ( بحار الانوار : 36 / ص 37 ) .
( 12 ) ( الكافي: ج1 ص197 باب أن الأئمة (عليهم السلام) هم أركان الأرض ح3 ) .
( 13 ) ( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 7 - الصفحة 329 ) .
( 14 ) ( إقبال الأعمال ـ السيد ابن طاووس الحسني ج 3 ص 329 ـ 31 ) .
تعليق