بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أن المترتّب على نصب الإمام عليه السلام هو حفظ الدين لكي لا تمتد أيدي التزوير والتلاعب والتحريف إلى الدين الإسلامي, قوله تعالى: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (1) أن المقصود بالذكر ليس هو القرآن الكريم, وإنما الدين السماوي المحفوظ من خلال القرآن الكريم نفسه.
إن الله تبارك وتعالى تعهّد بحفظ هذا الدين, وحفظ الدين بأسبابه, ومن أسباب حفظ الدين وجود الشخص الخبير بالدين كي يكون قادراً على حفظه من أن تندس أيدي التلاعب والتزوير والتحريف إليه.
كيف يحفظ الدين؟
ليس المقصود من الدين هو الوظيفة الظاهرية والتي يجب على الناس في عصر غيبة الإمام عليه السلام أن يعملوا بها وهي فتاوى الفقهاء, وهي وظائف ظاهرية وليست وظائف واقعية؛ لأن فتوى الفقيه قد تُصيب الواقع وقد تخطئ, لكن مع ذلك لو أصابت فتوى الفقيه الواقع فبها ونعمت, ولو أخطأت فتوى الفقيه الواقع فهو معذور كما أن المقلّد له معذور: (لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك بما يؤدّيه عنّا ثقاتنا, قد علموا أنا نفاوضهم سرنا, ونحملهم إيّاه إليهم) (2), أي: لا ينبغي التشكيك في ما يرويه الفقهاء وما يمليه الفقهاء, ووظيفة الناس العمل بفتاوى هؤلاء وهم معذورون, (فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجّتي عليكم, وأنا حجّة الله عليهم) (3), فليست وظيفة الدين هو هذه الوظيفة الظاهرية؛ لأن الدين مجموعة من القوانين السماوية, وهي موجودة في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة, وهذه القوانين هي الدين الواقعي, وهذه المجموعة من القوانين يجب حفظها من الدس والتزوير والتحريف, لكن المتكفل بحفظها هو من كان عارفاً بها, ومن لا يعرف هذه القوانين الواقعية الموجودة في الكتاب والأحاديث الصحيحة لا يمكنه حفظها, وأهل البيت عليهم السلام أدرى بما في الكتاب.
دخل قتادة بن دُعامة على الإمام الباقر عليه السلام فقال: (يا قتادة, أنت فقيه أهل البصرة؟)، قال: هكذا يزعمون, فقال أبو جعفر عليه السلام: (بلغني أنك تفسّر القرآن؟)، فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: (بعلم تفسّره أم بجهل؟)، قال: بل بعلم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: (فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك؟)، قال قتادة: سل, قال: (أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: (وَقَدَّرْنا فيهَا السَّيْرَ سيرُوا فيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنينَ) (4)؟)، فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتّى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر عليه السلام: (نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟)، قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: (ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت, وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت،... ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به) (5).
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أن المترتّب على نصب الإمام عليه السلام هو حفظ الدين لكي لا تمتد أيدي التزوير والتلاعب والتحريف إلى الدين الإسلامي, قوله تعالى: (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (1) أن المقصود بالذكر ليس هو القرآن الكريم, وإنما الدين السماوي المحفوظ من خلال القرآن الكريم نفسه.
إن الله تبارك وتعالى تعهّد بحفظ هذا الدين, وحفظ الدين بأسبابه, ومن أسباب حفظ الدين وجود الشخص الخبير بالدين كي يكون قادراً على حفظه من أن تندس أيدي التلاعب والتزوير والتحريف إليه.
كيف يحفظ الدين؟
ليس المقصود من الدين هو الوظيفة الظاهرية والتي يجب على الناس في عصر غيبة الإمام عليه السلام أن يعملوا بها وهي فتاوى الفقهاء, وهي وظائف ظاهرية وليست وظائف واقعية؛ لأن فتوى الفقيه قد تُصيب الواقع وقد تخطئ, لكن مع ذلك لو أصابت فتوى الفقيه الواقع فبها ونعمت, ولو أخطأت فتوى الفقيه الواقع فهو معذور كما أن المقلّد له معذور: (لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك بما يؤدّيه عنّا ثقاتنا, قد علموا أنا نفاوضهم سرنا, ونحملهم إيّاه إليهم) (2), أي: لا ينبغي التشكيك في ما يرويه الفقهاء وما يمليه الفقهاء, ووظيفة الناس العمل بفتاوى هؤلاء وهم معذورون, (فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجّتي عليكم, وأنا حجّة الله عليهم) (3), فليست وظيفة الدين هو هذه الوظيفة الظاهرية؛ لأن الدين مجموعة من القوانين السماوية, وهي موجودة في القرآن وفي الأحاديث الصحيحة, وهذه القوانين هي الدين الواقعي, وهذه المجموعة من القوانين يجب حفظها من الدس والتزوير والتحريف, لكن المتكفل بحفظها هو من كان عارفاً بها, ومن لا يعرف هذه القوانين الواقعية الموجودة في الكتاب والأحاديث الصحيحة لا يمكنه حفظها, وأهل البيت عليهم السلام أدرى بما في الكتاب.
دخل قتادة بن دُعامة على الإمام الباقر عليه السلام فقال: (يا قتادة, أنت فقيه أهل البصرة؟)، قال: هكذا يزعمون, فقال أبو جعفر عليه السلام: (بلغني أنك تفسّر القرآن؟)، فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: (بعلم تفسّره أم بجهل؟)، قال: بل بعلم، فقال له أبو جعفر عليه السلام: (فإن كنت تفسّره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك؟)، قال قتادة: سل, قال: (أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: (وَقَدَّرْنا فيهَا السَّيْرَ سيرُوا فيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنينَ) (4)؟)، فقال قتادة: ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمناً حتّى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر عليه السلام: (نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟)، قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: (ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت, وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت،... ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به) (5).
الهوامش
-------------
(1) سورة الحجر - الآية 9
(2) وسائل الشيعة 1: 38/ ح 61/ 22.
(3) كمال الدين: 484/ باب 46/ ح 4.
(4) سبأ: 18.
(5) الكافي 8 : 312/ ح 485.
تعليق